فريضة الزكاة ودورها في ظل انتشار وباء كورونا

محمد سيد حسين عبد الواحد

عمر بن عبد العزيز يوم أن أقيم العدل في الأمة ويوم أن عرف الأغنياء حق الله في أموالهم جُمعت الزكاة في عصره وأراد عمر أن يوزعها فلم يجد فقيراً واحداً في أنحاء الأمة

  • التصنيفات: فقه الزكاة -

 

أما بعد فيقول رب العالمين سبحانه  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} .

وعند الإمام أحمد وغيره من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ «أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِى عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ قَالَ « تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّى الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وتَصُومُ رَمَضَانَ » قَالَ الأعرابى وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئاً أَبَداً وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُ فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم « مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا » 

أيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم موعدنا لنتحدث عن زكاة المال ودورها فى تنقية النفوس من آفاتها وتطهير القلوب من مفسداتها ودورها فى النهوض بأحوال العباد والبلاد خاصة في أوقات المحن والأزمات

ونبدأ بقولنا إن الزكاة ركن من أركان الإسلام شرعها الله تعالى لمصلحة الأغنياء والفقراء على حد سواء

شرعت زكاة المال والزروع والثمار وغيرها من الزكوات رعاية وحماية للفقراء من الخوف والجوع والقحط والمرض وغير ذلك

وشرعت زكاة المال والزروع والثمار وغيرها من الزكوات وِقايةً لمالِ المزَكّي من الحرائق والسرقة والتلف وغير ذلك وسَببًا للزيادة وحصولِ البركات ..

ومن قرأ فى كتاب الله تعالى وجد الزكاة فى شرائع الذين كانوا من قبلنا فرضها الله تعالى علينا كما فرضها عليهم قال المسيح عليه السلام {وَأَوْصَانِى بِالصلاةِ وَالزكاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا

وامتدح الله إسماعيل عليه السلام فذكر أنه كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصلاةِ وَالزكاةِ وَكَانَ عِندَ رَبّهِ مَرْضِيًّا .

وحين أَخَذ الله المِيثَاقَ على بَنِى إِسْرءيلَ قال {لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُواْ الصلاةَ وَءاتُواْ الزكاةَ }

المال أيها الكرام :

مال الله يعطيه من يحب ومن لا يحب : قسمه الله تعالى بعلمه وحكمته بين عباده وجعل الله العباد فقط وكلاء وخلفاء علي ما بين أيديهم من أموال ليبلوهم أيهم أحسن عملاً وليبلوهم فيما آتاهم ..

سجل الله ذلك وذكّر به فى قوله ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) وفى موضع آخر قال {وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}

زكاة المال والزروع والثمار وغيرها من الزكوات أيها المؤمنون ليست تبرّعًا :

ولا تفضلاً يتبرع بها ويتفضل به الأغنياء على الفقراء وإنما الزكاة حق الله تعالى في أموال الأغنياء يؤخذ منهم فيرد إلى الفقراء رعاية وحماية لهم من الخوف والجوع والتشرد والمرض والموت وفى الآية ( { وَالَّذِينَ فِى أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} )

ولذلك لما أرسل النبى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن جعل رسول الله يمشى معه حين همّ بالسفر فجعل يوصيه ويقول يا معاذ

 « إِنَّكَ تَأْتِى قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِى كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِى أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ فِى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» 

من أسمى الحكم التى شرعت لأجلها الزكاة علي اختلاف أنواعها :

رعاية مصالح الأغنياء والفقراء على السواء أما الفقراء فتدخل الزكاة الى حوائجهم فتقضيها وتدخل إلى قلوبهم فتزكيها وتنقيها من حسد أصحاب الأموال وتنقيها من الحقد والغل

وما أحوج الفقراء هذه الأيام لمن يسد بعض حوائجهم .. وما أحوج المرضي علي كثرتهم هذه الأيام .. ما أحوجهم إلي من يفك كربهم ويفرج همومهم ويمد يده بالعون لهم

وأما الأغنياء فتخرج الزكاة من أموالهم فتحمى ما تبقى منها وتصونها وتحميها من الهلاك وفى الحديث  «حصِّنوا أموالَكم بالزّكاةِ وداووا مرضَاكم بالصّدقة» 

تخرج الزكاة من أموال الأغنياء فتطهر أموالهم من شبهات الحرام وفى الحديث « «مَنْ أَدَّى زَكَاةَ مَالِهِ فَقَدْ ذَهَبَ عَنْهُ شَرُّه» »

وتدخل الزكاة على ذنوب صاحبها فلا تترك منها قليلاً ولا كثيراً ولذلك حين وقع بعض الصحابة فى الذنب وجاءوا الى النبى تائبين نادمين قال الله له ( {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} )

وتدخل الزكاة أيضا على نفوس الأغنياء وقلوبهم فتطهرها من البخل والشح وفى الآية الكريمة يقول الله عز وجل ( {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } )

يوم تحدث الحكيم العليم عن صفات المؤمنين المفلحين ذكر أنهم ( { لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ} )

ويوم تحدث عن صفات الأبرار ذكر أنهم ( {يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} )

هذا كله غير ما يُدخر من عظيم الأجر لمن أخرج زكاة ماله أو زرعه طيبة بها نفسه ( {مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} )

لك أن تتخيل أخى مجتمعاً :

الغنى فيه يرحم الفقير ويحنو على اليتيم والمسكين ويغيث اللهفان ويفك كرب المريض ويعطف على الأرامل والضعفاء !!

لك أن تتخيل أخى مجتمعاً الفقراء فيه يحبون الأغنياء ويدعون لهم ولا يحملون فى قلوبهم حسداً ولا حقداً على أصحاب الأموال !!

المجتمع الذى تؤدى فيه الزكاة تغشاه الرحمة وتتنزل عليه السكينة وفى الحديث (ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )

المجتمع الذى تؤدى فيه الزكاة تحل به البركة وفى الحديث « ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقاً خلفاً ويقول الآخر اللهم أعط ممسكاً تلفاً »

المجتمع الذى تؤدى فيه الزكاة ينعم بالأمان والعلم والإستقرار والهدوء فيه البناء فيه النماء فيه العمار يخلو من النفاق والشقاق والفساد ويخلو من الجرائم الأخلاقية التي تتولد عن الفقر والعوز والحاجة

ليس هذا فقط أيها المؤمنون :

بل إن للزكاة دورًا عظيمًا في نشر دعوة الإسلام فى أرض الله وبين عباد الله فكما أن الإسلام ينتشر بالإقناع والبيان فهو كذلك ينتشر بالبذل والإحسان والعطاء ولهذا جعل الله جلت حكمته نصيبًا من أموال الزكاة فى سبيل الدعوة الى الإسلام فمن بين المستحقين لزكاة المال المؤلفة قلوبهم وهم الذين يُرجى تأليف قلوبهم واستمالتهم إلى الإسلام ودخولهم في دين الله عز وجل أو يرجى تثبيت أقدامهم فيه فالإحسان يأسر القلب واللسان كما يقولون ..

ها هو صفوان بن أمية أحد المتآمرين والعتاة فى عداء الله ورسوله والذين آمنوا ورد فى الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى حنين بعث إلى صفوان بن أمية وهو يومئذ على الشرك ليطلب منه أن يعيره مائة درع وما يُصلحها من عُدتها وعَتادها ..

فقال صفوان أغصبًا يا محمد فقال صلى الله عليه وسلم لا بل عارية مضمونة حتى نؤديها إليك فأعار صفوانُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم الدروع فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحملها إلى حنين فحملها ..

ولما عاد النبي صلى الله عليه وسلم سالماً غانمًا من حنين وقد تلفت بعض دروع صفوان في الحرب قال النبى لصفوان إن شئتَ غَرِمْتُها لك يا صفوان فقال لا ..

وجعل صفوان ينظر إلى شِعْبٍ ملئٍ بِنَعَمٍ وشاءٍ ورعاءٍ ويديم النظر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقه ثم قال صلى الله عليه وسلم أبا وهب أيعجبك هذا؟ ..

قال نعم قال هو لك فقال صفوان مه والله ما طابت نفس أحد بمثل هذا إلا نفس نبي أشهد أن لا إله إلا لله وأنك رسول الله..

ودخل في دين الله وحسن إسلامه وجعل يدفع ويخدم وينفق فى سبيل الله حتى لقى الله ..

المستحقون لزكاة المال والزرع أيها المؤمنون ثمانية أصناف ذكرهم الله تعالى فى قوله :

{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}

وتجب الزكاة أيها المؤمنون في خمسة أجناس من الأموال:

الجنس الأول فى الذهب والفضة وما يقوم مقامهما من الأموال المعروفة ومقدار الزكاة فيها هو (5ر2%) ولا تجب الزكاة فيها حتى يحول عليها الحول وتبلغ نصاباً.ومقدار نصاب الذهب (85) جراماً. ومقدار نصاب الفضة (595) جراماً.

أما الأوراق النقدية المعاصرة كالجنيهات أو الريالات أو الدينارات أو الفرنكات أو الدولارات أو غير ذلك فمقدار نصابها ما يساوى قيمة (85) جراماً من الذهب أو (595) جراماً من الفضة ولا تجب الزكاة فيها حتى يحول عليها الحول ..

أما حلى النساء فإن كان معداً للادخار فتجب فيه الزكاة بلا خلاف، أما إن كان معداً للزينة ففي وجوب الزكاة فيه خلاف بين أهل العلم..

وأما المعادن والمصوغات غير الذهبية كالجواهر واللآلئ فلا زكاة فيها عند أحد من أهل العلم إلا أن تكون للتجارة فتزكى زكاة عروض التجارة.

ومن أجناس الأموال التى تجب فيها الزكاة بهيمة الأنعام. وهي الإبل والبقر والغنم، وتجب فيها الزكاة إذا بلغت نصاباً وحال عليها الحول وكانت سائمة وهي التي ترعى أكثر العام لقوله صلى الله عليه وسلم (في كل إبل سائمة صدقة) ولقوله (في صدقة الغنم في سائمتها )

وإن أعدت بهيمة الأنعام للتجارة فتزكى زكاة عروض التجارة، وإن أعدت للاستعمال الشخصى فليس فيها زكاة، لقوله (ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقة)

أما زكاة الزروع والثمار. فتجب الزكاة فيها إذا بلغت نصاباً لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ}  ومقدار الزكاة فيها العشر فيما سُقي بماء السماء ونصف العشر فيما سُقي بالآلة

أما زكاة التجارة. فتجب فيها الزكاة إذا بلغت نصاباً والمعتبر في زكاة التجارة أن تبلغ قيمتها نصاب الذهب والفضة إذا حال عليها الحول والمعتبر فيها قيمتها أثناء إخراج الزكاة بعد تمام الحول. ومقدار الزكاة فيها ربع العشر من كامل القيمة .

أما زكاة المعادن

فهي كل ما خرج من الأرض مثل الذهب والفضة والحديد والنحاس والياقوت والنفط وغيرها وتجب فيها الزكاة لعموم قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ} وذهب جمهور أهل العلم إلى أنه يجب فيه ربع العشر إذا بلغت قيمته 85 جراما من الذهب .

والله تعالي أعلي وأعلم

الخطبة الثانية

أما بعد فيأيها الإخوة المؤمنون أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم بقى لنا أن نقول إن إخراج زكاة المال عن طيب نفس برهان على صدق إيمان صاحبها وأمارة علي رحمته

بالفقير والمريض وأصحاب البلاء وذا الحاجة ودليل على ذكر صاحبها لنعمة ربه وشكره عليها لا شك فى ذلك ..

بقى أن نقول إن زكاة المال صَمَّام أمان لأى مجتمع شرعها الله تعالى وجعل فيها الكفاية لكل محتاج فلو أن الأغنياء أخرجوا زكاة أموالهم بلا زيادة ولا نقصان ثق تماما أننا لن نري فقيراً ولا مسكيناً ولا جائعاً ولا عارياً ولا محروماً..

وهذا ما حدث في عصر الخليفة الزاهد

عمر بن عبد العزيز يوم أن أقيم العدل في الأمة ويوم أن عرف الأغنياء حق الله في أموالهم جُمعت الزكاة في عصره وأراد عمر أن يوزعها فلم يجد فقيراً واحداً في أنحاء الأمة وكان عمر يحكم أمة تمتد حدودها من الصين شرقاً إلى باريس غرباً ومن حدود سيبريا شمالاً إلى المحيط الهندي جنوباً ومع ذلك لم يجد عمر مسكيناً واحداً يعطيه الزكاة وفاض المال في بيت المال ..

فقال عمر اقضوا الديون عن الغارمين فقضيت الديون وما زال المال فائضاً فأصدر أمراً بإعتاق العبيد من بيت المال فأعتق العبيد وما زال المال فائضاً فأمر بتزويج الشباب وقال أيما شاب أراد أن يتزوج فزواجه على حساب بيت المال فتزوج الشباب وبقي المال .

كل ذلك بسبب البركة التى وضعت فى الأرض حين نظر الغنى فى مال الله الذى عنده فاتقى فيه ربه ووصل فيه رحمه وعلم لله فيه حقاً .