فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين في دين الإسلام

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

ثانياً : قول  الاشتراكية, بتسوية الناس في الرزق بحيث نأخذ من مال الغني ونعطيه الفقير لأن الدين دين المساواة
قال رحمه الله: الذي يقول: إن الإسلام دين المساواة فقوله غير صحيح, فالإسلام دين العدل وليس دين المساواة

  • التصنيفات: العقيدة الإسلامية -

الإسلام صالح لكل زمان لكنه لا يساير العصر

قال الشيخ رحمه الله: الإسلام لا يساير العصر, بمعنى أنه يكون تابعاً للعصر كما يظنه بعض الناس في قولهم " إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان" يُريدون أن يخضعوا الإسلام لكل زمان ومكان, فيجعلونه تابعاً لا متبوعاً, وهذا خطأ, بل المراد: أنك إذا عملت به في أي زمان أو مكان حصلت على الصلاح وإذا خالفته حصل لك من فوات الصلاح بقدر ما أخللت به من دين الإسلام

الإسلام دين السلام ودين القوة والحذر من الأعداء

قال الشيخ رحمه الله: دين الإسلام هو دين السلام لكنه مع ذلك هو دين العزم والقوة والحذر من الأعداء, وكيدهم, ومكرهم, وخيانتهم.

الإسلام دين التسامح والمحبة

قال الشيخ رحمه الله: الدين الإسلامي دين التسامح دين التساهل, دين المحبة هذا ليس بصحيح على إطلاقه فالتسامح مع من ؟ مع إخواننا المسلمين؟ نعم, أما غيرهم فقد قال الله تعالى :  { يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير}  [سورة التوبة/73] وقال :  ي {ا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظةً واعلموا أن الله مع المتقين }  [سورة التوبة/123] لكن من مدّ إلينا يد المسالمة مددنا إليه يد المسالمة إذا كنا عاجزين عن المقاومة, لقوله تعالى :  { فاتقوا الله ما استطعتم }  [سورة التغابن/16] 

الإسلام شريعة وسياسة

قال الشيخ رحمه الله: الإسلام شريعة وسياسة, ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضلَّ, ففي الإسلام سياسة الخلق مع الله, وبيان العبادات, وسياسة الإنسان مع أهله, ومع جيرانه, ومع أقاربه, ومع أصحابه, ومع تلاميذه, ومع معلميه, ومع كل أحد, كل له سياسة تخصه, سياسية مع الأعداء الكفار, ما بين حربيين, ومعاهدين, ومستأمنين, وذميين, وكل طائفة قد بين الإسلام حقوقهم, وأمر أن نسلك بهم كما يجب, فالدين..سياسة شرعية..ومن فصل الدين عن السياسة فقد ضلَّ.

وقال رحمه الله: الشريعة الإسلامية سياسة بمعنى الكلمة, سياسة للناس في عباداتهم, وسياسة للناس في معاملاتهم, وسياسة للناس في علاقاتهم, وهي التي تسمى في عصرنا الدبلوماسية, ومن فصل السياسة عن الشريعة فقد أخطأ خطأً عظيماً, كل الشريعة سياسة, وكلها من أعلى أنواع الدبلوماسيات, لأنها من عند الله عز وجل, هو الذي شرعها للعباد, ورتبها لهم غاية الترتيب...واقرأ سورة براءة تجد غاية ما يكون من السياسة في العلاقات بين الدول الكافرة والدول المسلمة, لكن لما ضيقت الكنسية الخناق على الناس في العبادة ورأوا أنهم لا يستطيعون أن يجمعوا بين الدنيا والآخرة, فصلوا الدين عن السياسة, وجعلوا للسياسة مجرى وللدين مجرى آخر.

وقال رحمه الله: الشريعة نظمت المعاملة بين الخلق, كما نظمت المعاملة بين الخالق, والعبد الحقيقي هو الذي أخذ بتنظيم الله في هذا وهذا ومن أخذ بتنظيم الله في العبادة دون المعاملة فإنه متبع لهواه لا لشرع الله.[ينظر فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام:9/109-218, التعليق على القواعد الحسان المتعلقة بتفسير القرآن:175]

الإسلام دين العدل

قال الشيخ رحمه الله: دين الإسلام ليس دين المساواة, ولكنه دين العدل, والعدل هو إعطاء كل أحد ما يستحقه, ولذلك تجد أكثر ما في القرآن نفي المساواة, وليس إثباتها, كقوله تعالى :  {قُل هل يستوي الأعمى والبصير } [سورة الرعد/16] وكقوله :  {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون }  [سورة الزمر/9] وهلم جرا, فالقول بأن الإسلام دين المساواة في الحقيقة قد ينبني عليه مبدأ خطير وهو : أولاً : تسوية الذكور مع الإناث  لدين الإسلام.

ثانياً : قول  الاشتراكية, بتسوية الناس في الرزق بحيث نأخذ من مال الغني ونعطيه الفقير لأن الدين دين المساواة

وقال رحمه الله: الذي يقول: إن الإسلام دين المساواة فقوله غير صحيح, فالإسلام دين العدل وليس دين المساواة, ولم يأت في القرآن الكريم ولا في السنة أن دين الإسلام دينُ المساواة, بل قال الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى } [النحل:90] ومعلوم أنه تساوى اثنان في الاستحقاق من كل وجهٍ فهنا تقع المساواة لأنها عدل, لكن إذا قلنا: إنه دين المساواة دخل علينا شر كثير, فيقال: إذن سوِّ بين الذكر والأنثى, وسوِّ بين العالم والجاهل, وسوِّ بين الشرير والمُسالم, وهذا لا يمكن, بل الصواب أن يقال: الدينُ الإسلامي دينُ العدل, فمن تساووا في الاستحقاق والأوصاف فهم سواء, ومن اختلفوا فلكلٍّ حُكمه [ينظر: تفسير سورة البقرة:3/80-تفسير سورة النساء:1/444- تفسير سورة المائدة:1/229- تفسير سورة غافر:409- تفسير سورة الحديد:382- فتح ذي الجلال والإكرام:14/140,و10/92- لقاءات الباب المفتوح:13/26- شرح العقيدة الواسطية:1/229]

                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ