كيف يشوه العلمانيون الإسلام
ويكذب هؤلاء بادعائهم أن الدولة في الإسلام لا ترعى حقوق الأقليات، أو حقوق الإنسان، وهو أمر تبطله تعاليم الإسلام، كما يدحضه التاريخ!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
كتب الأستاذ هاني مراد
يدّعي العلمانيون كذبا وزورا، أن الإسلام دين شعائري فقط (بالمفهوم الأوربي) ، فيدّعون أنه ليس له دولة يجب إقامتها، أو شريعة يجب تطبيقها، فيحرمونه من إقامة دولته التي تدافع عن أهله، وتطبق شريعته، وترسل رسالته إلى العالمين.
وينكر العلمانيون على المسلمين وحدهم العمل بالسياسة أو تكوين أحزاب، فيتهمونهم بأنهم أصحاب "إسلام سياسي"، ويصفون هذا "الإسلام السياسي" الذي اخترعوه من عندهم، بكل قبيح، مع أنهم لا ينكرون العمل بالسياسة، أو إقامة الصهاينة لدولتهم المغتصبة على أرض فلسطين، على أساس ديني، كما لا ينكرون تشكيل الأحزاب الدينية في أوربا أو غيرها، ولا ينكرون إقامة مختلف الدول على أسس مذاهبها الفكرية أو عقائدها؛ فيحرمون المسلمين وحدهم من حقهم!
كما يدّعي هؤلاء أن دولة الإسلام تعني دولة الكهنوت، مع أن الإسلام لا يعرف الكهنوت، ويتناسون عن عمد، أن الدولة في الإسلام مدنية تقوم على الشورى ومرجعيتها الإسلام.
ويكذب هؤلاء بادعائهم أن الدولة في الإسلام لا ترعى حقوق الأقليات، أو حقوق الإنسان، وهو أمر تبطله تعاليم الإسلام، كما يدحضه التاريخ!
بل يصل الحمق بهؤلاء إلى الادعاء بأن الإسلام لا يصلح لكل زمان ومكان، ويزعمون أن تطبيق الإسلام يجب أن يخضع لمذاهب العصر البشرية من كل نوع، فيفرغونه من أركانه وأصوله، لكي لا يبقى منه إلا العبادة والطقوس.
وأخطر ما يقوم به العلمانيون، هو تشويه الإسلام على يد من يفترض أن يكونوا دعاة له، فيكون هؤلاء أكثرا تلبيسا للحق بالباطل، وأشد تشويها لجوهر الإسلام وحقيقته، لأنهم يدّعون أنهم مجددون للخطاب الديني، والحقيقة أنهم هادمون لأصوله وأركانه.
وبهذا، يقول العلمانيون إنهم أعلم بالإنسان من خالقه، وإنهم أصلح لحكم المجتمع من خالق الكون، وإن أحكام الإنسان الناقصة خير من شريعة الله الكاملة!