صناعة تفريغ المضمون
هاني مراد
يقوم على تفريغ المفاهيم الإسلامية من مضمونها عدد كبير من الدول والمؤسسات. ويهدف ذلك التفريغ إلى تهميش الدين، فلا يكون إلا مجرد أدعية أو شعائر لا ترتبط بحياة ولا تؤثر في واقع.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
يقوم على تفريغ المفاهيم الإسلامية من مضمونها عدد كبير من الدول والمؤسسات. ويهدف ذلك التفريغ إلى تهميش الدين، فلا يكون إلا مجرد أدعية أو شعائر لا ترتبط بحياة ولا تؤثر في واقع.
وقد بدأت هذه الصناعة مع بدء الإسلام نفسه. فعندما حاولت قريش تفريغ الإسلام من مضمونه وعرضوا على النبي المال والسلطان، مقابل تخليه عن مضمون دعوته، كان الجواب معروفا.
وعندما غزا التتار المسلمين تظاهروا بالإسلام، كما فعل الفرنسيون بقيادة نابليون بعدهم مثلهم.
ويسعى الإعلام دائما إلى استخدام النجوم من الدعاة حتى يستهلكوا طاقة وأفكار الشباب في أفكار وأنشطة هامشية، لا ترتبط بتغيير واقع أو مكافحة ظلم أو فضح احتلال فكري أو اقتصادي، فتفرغ مبادئ الإسلام ودعوته من كل مضمون وجوهر.
وقد ظهرت نتيجة كل ذلك في تحول المجتمعات المسلمة إلى مجرد اسم على غير مسمى! وأصبح سلوك المسلمين لا يمت للإسلام بصلة! وأصبحت الجرائم البشعة شيئا معتادا يسمع به الناس ويشاهدونه صباح مساء!
ومن الوسائل الخبيثة التي يستخدمها الإعلام، أنه إذا لاحظ - على سبيل المثال – اتجاه الفتيات إلى الحجاب، قدم لهن نسخة جديدة منه في صورة فتيات جميلات يرتدين الحجاب، ولكن ملابسهن لا تمت للحجاب بصلة، أو يقدمهن في الأفلام والمسلسلات على أنهن فتيات متحررات لا يتعارض حجابهن مع مراقصة الشباب أو التحرر من كل القيود! ونتيجة ذلك معروفة ومشاهدة!
وهكذا يصبح المفهوم بلا مضمون، فيكون شكلا بلا معنى، ويقدم نسخة مزورة من مقصده!
وهكذا تحارب كل الأفكار والمفاهيم الجوهرية بكل سبيل، حتى لا تغير في الحياة شيئا، ولا يكون لها في تغيير الواقع دور.