فوائد من حلية الأولياء وطبقات الأصفياء للأصبهاني ...3

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

* قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من فقه الرجل: ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد:

الجليس والصاحب والصديق

  • إذا أراد الله بعبده خيراً وفقه لجليس صالح

قال مضاء بن عيسى الشامي: إذا أراد الله بالشاب خيراً وفق له رجلاً صالحاً.

  • بصحبة الصالحين تطيب الحياة:

قال ذو النون: بصحبة الصالحين تطيب الحياة, والخير مجموع في القرين الصالح, إن نسيت ذكَّرك, وإن ذكرت أعانك.

  • محبة الصالحين وبغض الطالحين:

قال عبدالله بن المبارك: أحبُّ الصالحين ولستُ منهم وأبغضُ الطالحين وأنا أشرّ منهم

  • صفات من يتخذ قرين وصاحب وصديق:

قال يحيى بن معاذ: لا تتخذوا من القرناء إلا ما فيه ثلاث خصال: من حذرك غوائل الذنوب, وعرفك مدانس العيوب, وسايرك إلى علام الغيوب.

  • لا تصحبن خمسة:

قال محمد بن علي أوصاني أبي قال: لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم وترافقهم في طريق:

الأول: لا تصحبن فاسقاً فإنه يبيعك بأكلة فما دونها.

الثاني: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه.

الثالث: لا تصحبن كذاباً فإنه بمنزلة السراب يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد.

الرابع: لا تصحبن أحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.

الخامس: لا تصحبن قاطع رحم, فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع.

  • كل جليس لا تستفيد منه فاجتنبه:

قال مالك بن دينار: كل جليس لا تستفيد منه خيراً فاجتنبه.

* قال أبو الدرداء رضي الله عنه: من فقه الرجل: ممشاه ومدخله ومخرجه ومجلسه مع أهل العلم.

* قال جعفر بن محمد لابنه: يا بني من داخل السفهاء حُقر, ومن خالط العلماء وقر

* قال رجل لداود بن نصير الطائي: أوصني, فقال: اصحب أهل التقوى, فإنهم أيسر أهل الدنيا مؤونة عليك, وأكثرهم لك معونة.

* قال مجاهد بن جبر: صحبت ابن عمر, وإني أريد أن أخدمه, فكان هو يخدمني.

  • ندرة الأخ في الله:

قال عبدالله بن المبارك: ما أعياني شيء كما أعياني أني لا أجد أخاً في الله.

قال الفضيل بن عياض: إذا خالطت...فخالط حسن الخلق, فإنه لا يدعو إلا إلى الخير, وصاحبه منه في راحة, ولا تخالط سيء الخلق, فإنه لا يدعو إلا إلى الشر, وصاحبه منه في عناء.

قال قتادة بن دعامة: علم الله أن في الدنيا خلالاً يتخاللون بها في الدنيا, فلينظر الرجل على ما يخالل, ومن يصاحب, فإن كان لله فليداوم, وإن كان لغير الله فليعلم أن كل خلة ستصير على أهلها عداوة يوم القيامة إلا خلة المتقين.

  • صاحب أهل الخير يذهب عنك أهل الشر:

قال سلمة بن دينار: إن أدنيت أهل الخير ذهب أهل الشر, وإن أدنيت أهل الشر ذهب أهل الخير.

  • مجالسة أهل الدنيا:

قال سفيان الثوري: ليكن جليسك من يُزهدك في الدنيا, ويُرغبك في الآخرة, وإياك ومجالسة أهل الدنيا الذين يخوضون في حديث الدنيا, فإنهم يفسدون عليك دينك وقلبك.

  • مجالسة من ماتوا من السلف من خلال كتبهم:

قال أبو داود: قلت لعبدالله بن المبارك: من تجالس ؟ قال: أجالس شعبة وسفيان, قال أبو داود: يعني انظر في كتبهما.

  • التمسك بالصديق والصاحب الصالح:

قال الشافعي ليونس بن عبد: يا يونس, إذا كان لك صديق فشدّ يديك به, فإن اتخاذ الصديق صعب ومفارقته سهل, وقد كان الرجل الصالح يشبه سهولة مفارقة الصديق بصبي يطرح في البئر حجراً عظيماً, فيسهل طرحه عليه, ويصعب إخراجه.

حلاوة العبادة والطاعة

  • تلذذ أهل الطاعة بقيام الليل:

قال أبو سليمان الداراني: لأهل الطاعة في ليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم, ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا.

  • تفقد حلاوة العبادة في ثلاث عبادات:

قال الحسن: تفقدوا الحلاة في ثلاث: في الصلاة, وفي القرآن, وفي الذكر, فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا, فإن لم تجدوها فاعلم أن بابك مغلق.

  • حلاوة العبادة لا تجتمع مع حب الشهرة:

قال بشر بن الحارث الحافي: لا يجد حلاة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.

  • المعصية تسلب حلاوة المناجاة:

قال عبدالله بن خبيق: كان حبر من بنى إسرائيل يقول: يا رب, كم أعصيك ولا تعاقبني, فأوحى الله تعالى إلى نبي من أنبياء بنى إسرائيل, قل له: كم أعاقبك وأنت لا تدري؟ ألم أسلبك حلاوة مناجاتي.

  • من حرم معرفة الله تعالى لم يجد للطاعة حلاوة:

قال بشر بن الحارث الحافي: من حُرِمَ المعرفة لم يجد للطاعة حلاوة.

  • البعد عن المحرمات سبب لذوق حلاوة العبادة:

قال بشر بن الحارث الحافي: لا يجد العبد حلاوة العبادة حتى يجعل بينه وبين الشهوات حائطاً من حديد.

  • دوام الطاعة من أسباب حلاوتها في الصدر:

قال يحيى بن معاذ: العبد على قدر إدامته لطاعة الله يحليها في صدره.

  • الفرح بالدنيا يذهب بحلاوة العبادة:

* قال الفضيل بن عياض: فرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة.

* قال مالك بن دينار: إن في بعض الكتب: إن الله تعالى يقول: إن أهون ما أنا بصانع بالعالم إذا أحبّ الدنيا أن أخرج حلاوة ذكري من قلبه.

  • الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة:

قال عبدالله بن خبيق: طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب.

كيف يصبر من وجد لذة الطاعة ثم فقدها:

قال أبو سليمان الداراني: ليس العجب ممن لم يجد لذة الطاعة, إنما العجب ممن وجد لذتها ثم تركها, كيف صبر عنها ؟ !

الفتن

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: لا يقلدن أحدكم دينه رجلاً, فإن آمن آمن, وإن كفر كفر, فإن كنتم لا بد مقتدين فاقتدوا بالميت, فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة.

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إن الفتنة تعرض على القلوب, فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء, فإن أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء, فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا. فلينظر فإن كان يرى حراماً ما كان يراه حلالاً, أو يرى حلالاً ما كان يراه حراماً, فقد أصابته الفتنة.

  • عدم الخوض في الفتن والدخول فيها:

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: إياكم والفتن لا يشخص إليها أحد, فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن,...ما الخمر صرفاً بأذهب بعقول الرجال من الفتنة,...وليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق.

  • من لم يدخل في الفتن أطيب نفساً ممن دخل فيها:

قال قتادة بن دعامة: رأينا والله أقواماً يسرعون إلى الفتن, وينزعون فيها, وأمسك أقواماً عن ذلك هيبة لله, ومخافة منه, فلما انكشفت إذا الذين أمسكوا أطيب نفساً, وأثلج صدوراً, وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها, وينزعون فيها, وصارت أعمال أولئك حزازات على قلوبهم كلما ذكروها, وايم الله لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير.

  • الفتنة إذا أقبلت لم يعرفها إلا العالم:

قال عبدالرحمن بن مهدي: سمعت الحسن يقول: إن الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم, وإذا أدبرت عرفها كل جاهل.

  • الفتنة تتقى بالتقوى:

قال بكر المزني: لما كانت فتنة ابن الأشعث, قال طلق بن حبيب: اتّقوها بالتقوى

العقل والعقلاء

  • همة العاقل وهمة الأحمق:

قال محمد بن السماك: همة العاقل في النجاة والهرب, وهمة الأحمق في اللهو والطرب

  • من هو العاقل؟

* قال وكيع بن الجراح: إنما العاقل من عقل عن الله أمره ليس من عقل أمر دنياه.

* قال الشافعي: ليس العاقل الذي يدفع بين الخير والشر فيختار الخير, ولكن العاقل الذي يدفع بين الشرين فيختار أيسرهما.

  • دليل العقل:

قال لقمان لابنه: يا بني: لكل عمل دليل, ودليل العقل التفكر.

  • مطية العقل:

قال لقمان لابنه: يا بني: لكل شيء مطية, ومطية العقل: التواضع.

  • العقل المكتسب:

قيل للشافعي: أخبرنا عن العقل يولد به المرء, فقال: لا, ولكنه يلقح من مجالسة الرجال, ومناظرة الناس.

  • اللبيب العاقل:

قال الشافعي: اللبيب العاقل, هو الفطن المتغافل.

  • عقول الناس:

* قال ابن عباس رضي الله عنهما قال: يأتي على الناس زمان يعرج فيه بعقول الناس حتى لا تجد فيه أحداً ذا عقل.

* قال مطرف بن عبدالله بن الشخير: عقول الناس على قدر زمانهم.

  • أنعم الناس:

قال صفوان بن عمرو: أنعم الناس: جسد في التراب, قد أمن من العذاب, ينتظر الثواب.

  • الهالك والخاسر من الناس:

قال أبو سليمان الداراني: الهالك من هلك في آخر سفره وقد قارب المنزل, والخاسر من أبدى للناس صالح عمله, وبارز بالقبيح من هو أقرب إليه من حبل الوريد.

  • إرضاء الناس لا يمكن:

* قال بشر بن الحارث الحافي: إرضاء الخلق غاية لا تدرك.

* قال الشافعي: رضى الناس غاية لا تدرك,...ليس إلى السلامة من الناس سبيل.

* قال سفيان الثوري: رضى الناس غاية لا تدرك

  • الاستغناء عن الناس عزّ:

قال بشر بن الحارث الحافي: عز المؤمن استغناؤه عن الناس.

  • الناس نيام:

قال سفيان الثوري: الناس نيام, فإذا ماتوا انتبهوا.

  • أدوم الناس عناء:

قال ذو النون: أدوم الناس عناء...أسوؤهم خُلُقاً.  

  • الناس والنسناس:

قال ابن عباس رضي الله عنهما: ذهب الناس وبقي النسناس, قيل: وما النسناس ؟ قال: الذين يتشبهون بالناس وليسوا من الناس.

  • شر الناس:

قال سفيان بن عيينة: قيل للقمان: أي الناس شر ؟ قال: الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.

سئل جعفر بن محمد عن السفلة, قال: من لا يبالي ما قال, ولا ما قيل فيه.

  • أشد الناس فرحاً وحزناً وضحكاً وبكاءً:

قال عامر بن قيس: رأيت نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصحبتهم, فحدثوني: أن أشد الناس فرحاً في الدنيا أشدهم حزناً يوم القيامة, وأن أكثر الناس ضحكاً في الدنيا أكثرهم بكاءً يوم القيامة.

  • الناس هم العلماء:

عن سنيد بن داود قال: سألت عبدالله بن المبارك: من الناس ؟ قال: العلماء

قال سفيان الثوري: إذا عرفت نفسك فلا يضرك ما قيل فيك.

  • ما بقي عند الله بقي عند الناس:

قال عمر بن عبدالعزيز: عليك بالذي يبقى لك عند الله, فإن ما بقي عند الله بقي عند الناس, وما لم يبق عند الله لم يبق عند الناس.

  • مصاحبة الناس:

قال حاتم الأصم: اصحب الناس كما تصحب النار, خذ منفعتها واحذر أن تحرقك.

قال الشافعي: الانقباض عن الناس مكسبة للعداوة, والانبساط إليهم مجلبة لقرناء السوء, فكن بين المنقبض والمنبسط

  • الناس ثلاثة:

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: الناس: ثلاثة عالم, ومتعلم, والثالث: همج لا خير فيه

  • أحمق الناس:

قال عمر بن عبدالعزيز لجلسائه: أخبروني بأحمق الناس. قالوا: رجل باع آخرته بدنياه, فقال عمر: ألا أنبئكم بأحمق منه ؟ قالوا: بلى. قال: رجل باع آخرته بدنيا غيره.

الهوى

  • خطورة الهوى:

قال الشعبي: إنما سميت الأهواء أهواء, لأنها تهوى بصاحبها في النار.

  • خوف الله يزيل الهوى:

قال إبراهيم بن أدهم: الهوى يردي, وخوف الله يشفي, واعلم أن ما يزيل من قلبك هواك إذا خفت من تعلم أنه يراك.

  • جهاد الهوى:

* قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى, من منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلائها, وكان محفوظاً ومعافى من أذاها.

* قال سلمة بن دينار: قاتل هواك أشدَّ من تقاتل عدوك.

* قال منصور بن عمار: إن الغالب لهواه أشدّ من الذي يفتح المدينة وحده.

  • الهوى والهموم والغموم:

قال وهيب بن الورد: يقول الله تعالى: وعزتي وجلالي وعظمتي ما من عبد آثر هواي على هواه إلا أقللت همومه....وعزتي وعظمتي وجلالي ما من عبد آثر هواه على هواي إلا أكثرت همومه.

  • لا تهوى شيئاً من الشر:

قال عبدالله بن خبيق: قال حذيفة المرعشي: انظر هواك, لا تهوى شيئاً من الشرّ.

الدعاء

  • الدعاء في زمن الرخاء:

قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ادع الله تعالى في يوم سرائك لعله أن يستجيب لك في يوم ضرائك.

  • عدم استبطاء الإجابة:

قال يحيى بن معاذ: لا تستبطئ الإجابة وقد سددت طرقاتها بالذنوب.

  • أسرع الدعاء إجابة:

قال سلمة بن دينار: أسرع الدعاء إجابة: دعاء المحسن للمحسنين.

  • ترك الذنوب هو الدعاء:

قال سفيان الثوري: ترك الذنوب هو الدعاء..

  • نعمة أن ألا يستجاب للعبد عاجلاً حتى يكثر من الدعاء والتضرع:

قال سفيان الثوري: لقد أنعم على عبد في حاجة أكثر تضرعه إليه فيها.

  • الدعاء لإإمام المسلمين بالصلاح:

قال الفضيل بن عياض: لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام...فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد.                         

                               كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ