عيد الفالنتاين
عيد الفالنتاين - "حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه"
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: فيقول الله سبحانه وتعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ * هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * لِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 137 - 141].
في هذه الآيات: "يُخاطب اللهُ تعالى المسلمين مسلِّيًا لهم بعدَ الذي أصابهم في أُحُدٍ من هزيمة، مبيِّنًا سبحانه أنَّه قد مضَتْ مِن قبلهم سُننٌ إلهيَّة على الخَلق، ومِن ذلك: أنْ يكون النصرُ والهزيمة سِجالًا ومداولةً بين المؤمنين والكافرين، ومِن تِلك السُّنن: إمهالُ الكفَّارِ واستدراجُهم حتى يَحين موعدُ إهلاكِهم، وإنجاءُ المؤمنين مِن بعد ابتلائِهم؛ فتلك أمثلةٌ صالحةٌ للعِظةِ والاعتبار، فسِيروا- أيُّها المسلمون- في الأرض؛ لتنظروا من الآثارِ التي تُبيِّن كيف كانت نهاية الكافرين.
ثم يُخبر تعالى أنَّ هذا القرآنَ الكريم بيانٌ للناس كافَّةً؛ يوضِّح لهم الحقَّ من الباطل، وهو مرشِدٌ للمتَّقين إلى الطَّريق القويم، وزاجرٌ لهم عن سُبُلِ الضَّلالة والفساد.
ثم أمَر الله المسلمين ألَّا يَضعُفوا ولا يَحزنوا بسبب تلك الهزيمة؛ فإنَّهم هم الأعلون دائمًا، ما داموا مُتمسِّكين بإيمانهم، فإنْ يكُن قد نالهم جراحٌ وقتْل يوم أُحد، فقد أصاب أعداءَهم من الجراح والقَتْل نحوٌ من ذلك في أُحدٍ وبَدرٍ؛ فقد تساوَوْا، فلا ينبغي أنْ يستمرُّوا على حُزنهم، وهذه سُنَّة الله؛ أنْ يَجعل الأيَّامَ دُوَلًا بين الناس جميًعا؛ مؤمنِهم وكافرهم، فتارةً نصر، وتارةً هزيمة. ومن الحِكَم التي أرادها اللهُ تعالى من ذلك التداوُلِ بين الناس: ظهورُ صادِقي الإيمان من غيرهم، واتِّخاذُ اللهِ من المؤمنين شُهداءَ يُقتَلون في سبيلِه، والله سبحانه لا يحبُّ الكافِرين والمنافِقين، الذين وَضَعوا -بالكفر- أنفسَهم في غيرِ ما خُلِقوا لأجْله، فبَخَسوها حقَّها؛ ولذا أَقعدَ المنافقين يومَ أُحُدٍ عن القتال مع المؤمنين؛ لأنَّه يُبغضُهم، كما أنَّ الله تعالى إذا أدالَ الكافِرين على المؤمنين أحيانًا لا لأنَّه يُحبُّهم، بل لِمَا سبَق ذِكرُه من أسباب، وإذا أدالَ المؤمنين عليهم فلأجْل محبَّتِه سبحانه لهم، وحتى يُنقِّي المؤمنين من ذُنوبهم بما يُصيبهم من قتْلٍ وجراح، ويُهلِك الكافرين"[1].
ويقول سبحانه وتعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ } [آل عمران: 196 - 198].
في هذه الآيات: "يَنهى اللهُ تعالى نبيَّه محمدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَنخدعَ بما يحصُلُ عليه الكفَّارُ من مَتاع الدُّنيا، وتقلُّبهم في البلادِ بأنواعِ التِّجاراتِ والمكاسِب، والغلبةِ في بعضِ الأوقات؛ فإنَّ ذلك مُتعةٌ قليلةٌ، فانيةٌ زائلة، ثم يكونُ مصيرُهم جهنَّمَ، وبئسَ المقرُّ.
أمَّا المتَّقون لربِّهم، فإنَّ لهم جَناتٍ تجري من تحتِها الأنهارُ، هي دارُهم التي يَمكُثون فيها على الدَّوام، أعدَّها اللهُ لهم مَنزلَ ضِيافةٍ، وما عندَ الله تعالى خيرٌ مِن متاعِ الدُّنيا لِمَن أطاع وأَحْسنَ العملَ"[2]، والخِطابُ في هذه الآيات وإنْ كان للنبي صلى الله عليه وسلم، فالحُكمُ شاملٌ لِأُمَّتِه[3].
ويقول عز وجل: {مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ * كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ * وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ} [غافر: 4 - 6].
في هذه الآيات: "يخبر تبارك وتعالى أنه ما يخاصم في آيات القرآن، وأدلته على وحدانية الله، ويقابلها بالباطل إلا الجاحدون الذين جحدوا أنه الإله الحق المستحق للعبادة وحده، فلا يغررك -أيها الرسول - ترددهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب، ونعيم الدنيا وزهرتها.
ثم توعد سبحانه من جادل في آياته ليبطلها، بما فعله مع قوم نوح ومَن تلاهم من الأمم الكافرة الذين كذبوا رسلهم، وأعلنوا الحرب عليهم، وعزموا على إيذائهم، وتجمَّعوا عليهم، وهمّوا بقتلهم، وخاصموا بالباطل؛ ليبطلوا بجدالهم الحق فعاقبهم الله تعالى، فتأملوا كيف كان عقابه إياهم لتتعظوا وتعتبروا، وكما حق العقاب على الكفار في الدنيا، حق عليهم أنهم أصحاب النار في الآخرة"[4].
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ». قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» [أخرجه البخاري (3456)].
في هذا الحديث: "يخبر صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما يكونُ عليه حالُ أُمَّتِه في فترةٍ مِنَ الفتراتِ، وهي مُتابعةُ أهلِ الأهواءِ والبِدعِ مِنَ اليهودِ والنَّصارى الَّذين بدَّلوا دِينَهم، فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لِتتَّبعُنَّ سَننَ مَن قبلَكم شِبرًا بِشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ حتَّى لو سلَكوا جُحرَ ضبٍّ لَسلكتُموه» والسَّننُ: هي الطَّريقةُ والأفعالُ، والمعنى: أنَّكم تَتَّبعون َطريقةَ النَّصارى واليهودِ في أفعالِهم وحياتِهم متابعةً دقيقةً شديدةً، تَاركينَ سُنَّتَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى لو دخلُوا جُحرَ ضبٍّ لدَخلْتُموه وراءَهم، والضَّبُّ حيوانٌ جُحرُه شديدُ الظُّلْمةِ نَتنُ الرِّيحِ.
وفي هذا الحديثِ مُعجزةٌ لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فنحن نُشاهدُ تَقليدَ أجيالِ الأمَّةِ لأممِ الكُفرِ في الأرضِ فيما هي عليه مِن أخلاقٍ ذَميمةٍ، وعاداتٍ فاسدةٍ، تفوحُ منها رائحةُ النَّتنِ وَتَمرُّغَ أنْفِ الإنسانيةِ في مَستنقعٍ مِن وَحلِ الرَّذيلةِ والإثمِ، وتُنذرُ بشرٍّ مُستطيرٍ"[5].
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [أخرجه أبو داود (4031)، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح].
"وفي هذا الحديث يحَذّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أمَّتَه مِن التَّشبُّهِ بغيرِ المسلِمين؛ وذلك أنَّ الأمَّةَ مأمورةٌ بمخالَفةِ المشرِكين وأهلِ الكِتابِ.
وفيه يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: «مَن تشبَّه بقومٍ»، أي: اتَّبَعَهم في أفعالِهم أو أقوالِهم أو لِباسِهم وعاداتِهم، كمَأكَلِه ومَشرَبِه وهَيئاتِه وغيرِ ذلك؛ "فهو مِنهُم"، أي: حُكمُه حُكمُهم؛ فإنْ كانوا أَهلَ فِسقٍ أو كُفرٍ أصبَح مِنهُم، ويَشمَلُه ما يَشمَلُهم مِن العَذابِ بحَسبِ ما تَشبَّه بهم فيه، وبحسَبِ ما قَصَدَ من هذا التشبُّهِ، وإنْ كانوا مِن أهلِ الصَّلاحِ والإسلامِ شَمِلَه ما يَشمَلُهم مِن نعيمِ اللهِ عزَّ وجلَّ.
وفي الحديثِ: التحذيرُ من التَّشبُّهِ بأهلِ الكُفرِ والفُسوقِ والعِصيانِ، والإرشادُ إلى التَّشبُّهِ بأهلِ الإيمانِ والطَّاعةِ"[6].
ومن خلال تأمل النصوص السابقة يظهر أن "المقلِّد للكفار يشعر بعقدة النقص، ويتحلى بالانهزامية والتردي، لذا يسارع إلى سد نقصه بتقليد من يعظمه، ولو وقف هؤلاء على عظمة تشريعات الإسلام، وعرفوا فساد تلك الحضارة التي يركضون خلفها لعلموا أنهم على خطأ، وأنهم تركوا ما هو كمال وحق إلى ما هو نقص وفساد"[7].
وعيد الفالنتين "الحب" "عيد روماني جاهلي، استمر الاحتفال به حتى بعد دخول الرومان في النصرانية، وارتبط العيد بالقس المعروف باسم فالنتاين الذي حكم عليه بالإعدام في 14 فبراير عام 270 ميلادي، ولا زال هذا العيد يحتفل به الكفار، ويشيعون فيه الفاحشة والمنكر"[8].
و" لا يجوز للمسلم الاحتفال بشيء من أعياد الكفار؛ لأن العيد من جملة الشرع الذي يجب التقيد فيه بالنص"[9].
قال ابن تيمية رحمه الله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ، لَا يَحِلُّ لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَتَشَبَّهُوا بِهِمْ [يعني بالكفار] فِي شَيْءٍ مِمَّا يَخْتَصُّ بِأَعْيَادِهِمْ لَا مِنْ طَعَامٍ وَلَا لِبَاسٍ وَلَا اغْتِسَالٍ وَلَا إيقَادِ نِيرَانٍ وَلَا تَبْطِيلِ عَادَةٍ مِنْ مَعِيشَةٍ أَوْ عِبَادَةٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. وَلَا يَحِلُّ فِعْلُ وَلِيمَةٍ وَلَا الْإِهْدَاءُ وَلَا الْبَيْعُ بِمَا يُسْتَعَانُ بِهِ عَلَى ذَلِكَ لِأَجْلِ ذَلِكَ. وَلَا تَمْكِينُ الصِّبْيَانِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ اللَّعِبِ الَّذِي فِي الْأَعْيَادِ وَلَا إظْهَارُ زِينَةٍ. وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ لَهُمْ أَنْ يَخُصُّوا أَعْيَادَهُمْ بِشَيْءٍ مِنْ شَعَائِرِهِمْ بَلْ يَكُونُ يَوْمُ عِيدِهِمْ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ كَسَائِرِ الْأَيَّامِ لَا يَخُصُّهُ الْمُسْلِمُونَ بِشَيْءٍ مِنْ خَصَائِصِهِمْ"[10].
وقال أيضا: "المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر"[11].
وقال أيضا: "الأعياد من جملة الشرع والمنهاج والمناسك التي قال الله سبحانه [عنها]: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [سورة المائدة 48]، وقال: {لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [سورة الحج 67] كالقبلة والصلاة والصيام، فلا فرق بين مشاركتهم في العيد، وبين مشاركتهم في سائر المناهج؛ فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة.
وأما مبدؤها فأقل أحواله أن تكون معصية، وإلى هذا الاختصاص أشار النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: {إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا} [أخرجه البخاري (952) من حديث عائشة رضي الله عنها]. وهذا أقبح من مشاركتهم في لبس الزنار [لباس كان خاصًا بأهل الذمة] ونحوه من علاماتهم؛ فإن تلك علامة وضعية ليست من الدين، وإنما الغرض منها مجرد التمييز بين المسلم والكافر، وأما العيد وتوابعه فإنه من الدين الملعون هو وأهله، فالموافقة فيه موافقة فيما يتميزون به من أسباب سخط الله وعقابه"[12].
وسئل ابن جبرين رحمه الله تعالى:
"انتشر بين فتياننا وفتياتنا الاحتفال بما يسمى عيد الحب (يوم فالنتاين) وهو اسم قسيس يعظمه النصارى يحتفلون به كل عام في 14 فبراير، ويتبادلون فيه الهدايا والورود الحمراء، ويرتدون الملابس الحمراء، فما حكم الاحتفال به أو تبادل الهدايا في ذلك اليوم وإظهار ذلك العيد؟
فأجاب:
أولًا: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ» [أخرجه البخاري (2697)]. أي مردود على من أحدثه.
ثانيًا: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [أخرجه أبو داود (4031) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وقال الألباني في صحيح أبي داود: حسن صحيح].
ثالثًا: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه، وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها"[13].
وقال أيضا: "وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة، والله أعلم"[14].
اللهم ارزقنا مخالفة المشركين، واتباع سبيل المؤمنين[15]، اللهم {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [سورة الفاتحة: 6-7].
والحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (6 /70، 73)، ((التفسير الوسيط)) للواحدي (1 /496-497)، ((تفسير ابن كثير)) (2 /126)، ((تفسير السعدي)) (ص: 149-150)، ((تفسير ابن عاشور)) (4 /95-97)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (2 /198-199، 223-224)، ((التفسير الميسر)) للدرر السنية (تفسير الآيات 137 - 141 من سورة آل عمران).
[2] يُنظر: ((التفسير الميسر)) للدرر السنية (تفسير الآيات 196 - 198 من سورة آل عمران).
[3] يُنظر: ((تفسير أبي حيان)) (3 /481)، ((التفسير الميسر)) للدرر السنية (تفسير الآيات 196 - 198 من سورة آل عمران).
[4] يُنظر: ((التفسير الميسر)) لمجموعة من المؤلفين (ص: 467)، ((تفسير السعدي)) (ص: 731).
[5] ((شرح حديث: "لِتتَّبعُنَّ سَننَ مَن قبلَكم شِبرًا بِشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ...")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية.
[6] ((شرح حديث: "مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ")) بالموسوعة الحديثية للدرر السنية.
[7] ((حكم تقليد الكفار ومعنى "ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن")) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[8] ((حكم الاحتفال بعيد الحب)) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[9] ((حكم الاحتفال بعيد الحب)) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[10] ((مجموع الفتاوى)) (25/ 329).
[11] ((اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم)) (1/ 549).
[12] ((اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم)) (1 /207)، ويُنظر: ((حكم الاحتفال بعيد الحب)) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[13] ((حكم الاحتفال بعيد الحب)) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[14] ((حكم الاحتفال بعيد الحب)) بموقع الإسلام سؤال وجواب.
[15] قال الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴾ [النساء: 115].
____________________________________
الكاتب: خالد بن حسن بن أحمد المالكي