الإنسان الآلي
هاني مراد
فترى الناس يتواصلون افتراضيا، وكأنهم آلات! يتكلمون ولا يتحدثون، يسمعون ولا ينصتون! جردت مشاعرهم من الحس الإنساني! وفقد الإنسان أجمل ما فيه: روحه!
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
أصبح الإنسان أولى بلقب "الإنسان الآلي" الذي اخترعه.
فقد حولت كثرة الآلات التي صنعها الإنسان، الإنسان إلى آلة من الآلات التي تحيط به.
ولهاث الإنسان نفسه قد جعل منه آلة كذلك. فهناك الآلات التي لا تعرف سوى عد النقود، وآلات أخرى وظيفتها السعي إلى المناصب، وآلات أخرى فقيرة، غير أنها لا تتوقف عن العمل، سعيا إلى ما يسعى إليه غيرها من الآلات.
وساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الإنسان على تحوله ذلك. فهي وإن كانت قربت المسافات بين الناس، وسهلت تواصل الأفكار، إلا أنها - في معظم الأحيان - لا تستطيع تخطي حدود العالم الافتراضي!
فترى الناس يتواصلون افتراضيا، وكأنهم آلات! يتكلمون ولا يتحدثون، يسمعون ولا ينصتون! جردت مشاعرهم من الحس الإنساني! وفقد الإنسان أجمل ما فيه: روحه!
فالروح الإنسانية هي ميزة الإنسان الأولى! وهي التي كرمته وأسجدت له الملائكة! تلك الروح التي مسخت في الكتابة الآلية من وراء شاشات في عالم افتراض، فتحول الإنسان إلى رقم، أو اسم، أو حساب، أو صورة!
ومع أن قطار الاختراع يدهس كل شيء في طريقه، إلا أن الإنسان الذي يستشعر إنسانيته، لا يتخلى عنها أو عن روحه مهما حاول دهسه ذلك القطار، ويظل إنسانا له روح وله قلب، ويستعصي على التحول إلى قطعة من الحديد، أو رقم في عالم الافتراض، ويظل رافضا الانقراض!