الواجبات المطلوبة من المرأة المسلمة
ابن كثير
النساء شقائقُ الرجال، وهي مساوية للرجل في أصول التكاليف الشرعية؛ من عبادة الله وتوحيده، والإيمان به، وتعلُّم ما يلزمها من أمور دينها، وطاعة زوجها، وتربية أبنائها، ونحو ذلك من الواجبات الأخرى.
- التصنيفات: أحكام النساء -
الواجبات المطلوبة من المرأة المسلمة:
وكما أن للمرأة حقوقًا ضَمِنَها الإسلام لها، فكذلك عليها واجباتٌ هي مطالَبة بأدائها والقيام بها، فالله سبحانه وتعالى جعل المرأة أهلًا للتكليف وتحمُّل المسؤولية، وهذه الأهلية هي مناط تكريم وإعزاز للمرأة المسلمة، مثلها في ذلك مثل الرجل، فالنساء شقائقُ الرجال، وهي مساوية للرجل في أصول التكاليف الشرعية؛ من عبادة الله وتوحيده، والإيمان به، وتعلُّم ما يلزمها من أمور دينها، وطاعة زوجها، وتربية أبنائها، ونحو ذلك من الواجبات الأخرى.
وعندما قالت أم سلمة زوجُ النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها: يا نبي الله، ما لي أسمع الرِّجالَ يُذكَرون في القرآن، والنساء لا يُذكَرْنَ؟ فأنزل الله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35][1].
يقول الإمام ابن كثير: "وقوله: {أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } خبرٌ عن هؤلاء المذكورين كلِّهم أن الله سبحانه قد أَعَدَّ لهم؛ أي: هيَّأَ لهم مغفرة منه لذنوبهم، وأجرًا عظيمًا، وهو الجنة"[2].
وقال سبحانه: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ} [النساء: 124]، قال ابن كثير: "شرع سبحانه في بيان إحسانه وكرمه ورحمته في قَبول الأعمال الصالحة من عباده ذُكْرانِهم وإناثهم، بشرط الإيمان، وأنه سيُدخِلهم الجنة ولا يظلمهم من حسناتهم ولا مقدارَ النَّقِير، وهو النُّقرة في ظهر نواة التمر"[3].
وقال عند تفسير الآية: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه} [النساء: 34] {فَالصَّالِحَاتُ}: أي من النساء، {قَانِتَاتٌ} قال ابن عباس وغير واحد: يعني مطيعات لأزواجهن"[4]، {حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ} قال السدي وغيره: أي تحفظ زوجها في غَيْبتِه في نفسها وماله... وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير النساء امرأةٌ إذا نظَرتَ إليها سرَّتْك، وإذا أمَرتَها أطاعتْك، وإذا غِبتَ عنها حَفِظتْك في نفسها ومالك» [5].
[1] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 601
[2] انظر تفسير القرآن العظيم 3/ 601.
[3] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 682.
[4] انظر تفسير القرآن العظيم 1/ 601.
[5] الحديث أخرجه النسائي 5/ 310 طبعة دار الفكر العلمية ط1، 1411هـ، وأحمد بلفظ: أي النساء خير؟ قال: ((الذي تسُرُّه إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله))، رقم (7421) طبعة مؤسسة الرسالة بيروت ط1، 1417هـ.