لماذا زار البابا العراق

هاني مراد

كما تأتي هذه الزيارة مع رفع الولايات المتحدة لجماعة الحوثي من قائمة الجماعات الإرهابية، ومع الارتفاع الواضح في وتيرة هجمات "الحوثي" بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة على أهداف استراتيجية في السعودية.

  • التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -

تأتي زيارة البابا فرانسيس للعراق في سياق الدعم الواضح الذي تحظى به إيران مع بدء ولاية "بايدن" الذي يوشك على رفع العقوبات عنها، والعودة إلى الاتفاق النووي. كما تأتي هذه الزيارة مع رفع الولايات المتحدة لجماعة الحوثي من قائمة الجماعات الإرهابية، ومع الارتفاع الواضح في وتيرة هجمات "الحوثي" بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية والمجنحة على أهداف استراتيجية في السعودية.

 

فمن الواضح أن الزيارة تهدف إلى دعم شيعة ومسيحي العراق، في مواجهة أهل السنّة الذين واجهوا التطهير العرقي في العراق منذ الغزو الأمريكي، ثم الاحتلال الإيراني للعراق بحكم الأمر الواقع، وتغيير التركيبة السكانية فيه لصالح الشيعة على حساب أهل السنّة، وليس أدلّ على ذلك من إهداء البابا "سبحة" إلى "ريان الكلداني"؛ المصنف على لائحة الإرهاب، وقائد كتائب "بابليون" المسيحية المنضمة إلى ميليشيا الحشد الشعبي المشهورة بتهجير أهل السنّة، والقائل إنه يخوض حربا مسيحية على "أبناء يزيد"!

 

كما تهدف الزيارة إلى تسويق الدين الإبراهيمي الجديد الذي تسوّق له أمريكا منذ سنوات، ولن يجد البابا أفضل من الشيعة لتسويق الدين الأمريكي، مقابل أهداف سياسية لصالح الشيعة وإيران، وقد تجلى ذلك في إقامة البابا صلاة جماعية بين مختلف الأديان، والحج لمدينة "أور".

فهذا البابا، مثل الباباوات الذين سبقوه في الدعوة إلى الحروب الصـليبية، لم يتعاطف مع أهل السنّة، ولم يستنكر الاحتلال الأمريكي أو الإيراني، أو التطهير العرقي الذي تعرض له أهل العراق. ولم يستنكر هذا البابا مقتل أكثر من مليون عراقي، وتشريد وطرد وتهجير ملايين العراقيين من بيوتهم ومدنهم، على مدار ثلاثين عاما من الاحتلال!

 

إنّ هذه الزيارة ليست سوى تكريسا للهيمنة الشيعية والاحتلال الإيراني للعراق، من أجل إفناء أهل السنّة، والتسويق لدين أمريكي جديد.