فوائد من تاريخ الإسلام للذهبي الجزء (2)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
قال الشافعي: آلات الرئاسة خمس: صدق اللهجة, وكتمان السرّ, والوفاء بالعهد, وابتداء النصيحة, وأداء الأمانة.
- التصنيفات: التاريخ والقصص -
مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب
- العقل: جوهر الإنسان وأكرم أخلاقه:
* قال إياس بن معاوية: من عدم فضيلة العقل فقد فجع بأكرم أخلاقه.
* قال الحارث المحاسبي: لكل شيء جوهر, وجوهر الإنسان العقل.
- أخلاق الدنيا والآخرة:
قال الفضيل بن عياض: أخلاق الدنيا والآخرة: أن تصل من قطعك, وتُعطى من حرمك, وتعفو عمن ظلمك.
الوزير ابن هبيرة, كان يقرأ عند الحديث كل يوم بعد العصر, فحضر فقيه مالكي, فذكرت مسألة, فخالف فيها الجميع وأصرّ, فقال الوزير: أحمار أنت ! أما ترى الكل يخالفونك ؟ فلما كان في اليوم الثاني قال للجماعة: إنه جرى مني بالأمس على هذا الرجل ما لا يليق, فليقل لي كما قلت له, فما أنا إلا كأحدكم. فضج المجلس بالبكاء, واعتذر الفقيه, وقال: أنا أولى بالاعتذار.
العفو:
إبراهيم بن عبدالواحد بن علي بن سرور المقدسي, خرج مرة إلى فُساق, فكسر ما معهم, فضربوه ونالوا منه, حتى غُشي عليه, فأراد الوالي ضربهم, فقال: إن تابوا ولزموا الصلاة فلا تؤذهم, وهم في حلٍّ, فتابوا, ورجعوا عما كانوا عليه.
- السخاء:
قال المهلب بن أبي صفرة: نعم الخصلة السخاء, تسدُّ عورة الشريف, وتمحق خسيسة الوضيع, وتحبب المزهو.
* عن وهب قال: المؤمن: الصبر أمير جنوده.
* قيل لا بن عمر: إن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهم, في ناحية المسجد, وذلك حين قُتِلَ ابنها ابن الزبير, فمال إليها, وقال: إن هذه الجثث ليست بشيء, وإنما الأرواح عند الله, فاتقي الله, وعليك بالصبر, فقالت: وما يمنعني وقد أهدى رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بنى إسرائيل.
- الرفق واللين:
عن وهب قال: المؤمن: الرفق أبوه, واللين أخوه.
* قال الخليفة المنصور لهشام بن عروة: يا أبا المنذر, تذكر يوم دخلتُ عليك أنا وأخوتي مع أبي, وأنت تشرب سويقاً بقصبة يراع, فلما خرجنا قال: أبونا: اعرفوا لهذا الشيخ حقه, فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقى, قال: لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين, فلاموه في ذلك, فقال: لم يعودني الله في الصدق إلا خيراً.
* قال ابن المبارك: إن الفضيل صدق الله, فأجرى الحكمة على لسانه, وهو ممن نفعه الله بعلمه.
* قال عبدالله بن حبيق: قال سمعت يوسف بن أسباط يقول: يرزق الصادق ثلاث خصال: الحلاوة, والملاحة, والمهابة.
* روح بن الفرج القطان, قال ابن قديد: رفعه الله بالعلم والصدق.
* قال القاسم بن القاسم المهدي المروزي: من حفظ قلبه مع الله بالصدق أجرى الله على لسانه الحكم.
- الورع:
* قال إياس بن معاوية: كل ديانة أسست على غير الورع فهي هباء.
* حجاج بن أرطأة, من طبقة أبي حنيفة الإمام في العلم, لكن رفع الله أبا حنيفة بالورع والعبادة, ولم ينل حجاج بن أرطاة تلك الرفعة, فرحمهما الله.
* قال يحيى بن كثير: خشية الله: الورع.
* قال القاسم بن عثمان الجوعي: الورع عماد الدين.
* عبدالرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله ابن عساكر, كان يتورع من المرور في رواق الحنابلة لئلا يأثموا بالوقيعة فيه.
* محمد بن عبدالرحيم بن عبدالواحد بن أحمد, ابن الكمال المقدسي, حفر مكاناً في الصالحية لبعض شأنه, فوجد جرة مملوءة دنانير, وكانت معه زوجته تعينه على الحفر, فاسترجع وطمَّ المكان, وقال لزوجته: هذه فتنة, ولعل لهذا مستحقين لا نعرفهم, وعاهدها على أنها لا تشعر بتلك الجرة أحداً, ولا تتعرض لها, وكانت قرينة صالحة مثله, فتركا ذلك تورعاً مع فقرهما وحاجتهما, وهذا غاية الورع والزهد.
- الحلم:
* قال الأحنف بن قيس: لست بحليم, ولكني أتحالم, قال له رجل: لئن قلت لي واحدة لتسمعن عشراً, فقال له: لكني لئن قلت عشراً لم تسمع واحدة.
* عن وهب قال: المؤمن: الحلم وزيره.
* قيل أن رجلاً استطاع على الإمام أبي حنيفة فقال له يا زنديق, فقال: غفر الله لك, هو يعلم مني خلاف ما تقول.قال يزيد بن هارون: ما رأيت أحداً أحلم من أبي حنيفة
- الصمت:
* قال رجل لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه, أوصني يا أبا سعيد, قال: عليك بالصمت إلا في حق, فإنك تغلب الشيطان.
* قال جعفر الصادق: لا شيء أحسن من الصمت.
* قال مورق العجلي: تعلمت الصمت في عشر سنين.
* قال عبدالله بن أبي زكريا: ما عالجت من العبادة شيئاً أشد من السكوت....وكان لا يكاد يتكلم إلا إن سأل.
* كان عطاء بن أبي رباح يطيل الصمت.
* قال رجل لأيوب السختياني: أوصني, قال: أقلَّ الكلام.
* قال الأوزاعي: من عرف أن منطقه من عمله قلً كلامه.
* قال شفي بن ماتع: من كثر كلامه كثرت خطاياه.
* قال الفضيل بن عياض: لا حج ولا جهاد أشدّ من حبس اللسان.
* قال أبو بكر بن عياش: أدنى نفع السكوت السلامة, وكفى بها عافية.
* قال القاسم بن عثمان الجوعي: الحصن الحصين ضبط اللسان.
* بدر بن المنذر, قال أحمد بن حنبل: من مثل بدر ؟ ملك لسانه.
- الدفع بالتي هي أحسن:
كان بين حسن ابن حسن, وبين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب شيء, فجاء حسن فما ترك شيئاً إلا قاله وعلي ساكت, فذهب حسن, فلما كان الليل أتاه علي, فقرع بابه, فخرج إليه, فقال له: يا ابن عم, إن كنت صادقاً فغفر الله لي, وإن كنت كاذباً فغفر الله لك, والسلام عليك, فالتزمه حسن وبكى حتى رثي له.
- سلامة الصدر:
* قال زيد بن أسلم: دخل على أبي دجانه رضي الله عنه, وهو مريض, وكان وجه يتهلل, فقيل له: ما لوجهك يتهلل ؟ فقال: ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: كنت لا أتكلم فيما لا يعنيني, والأخرى كان قلبي للمسلمين سليماً.
* قال عبدالله بن محمد بن مغيث القرطبي الصفار: أوثق عملي في نفسي سلامة صدري, إني آواي إلى فراشي ولا يأوي في صدري غائلة لمسلم.
- إمساك النفس عند الغضب:
قال مورق العجلي: ما قلت شيئاً قط إذا غضبت أندم عليه إذا زال غضبي.
- قبول عذر من يعتذر:
قال هلال بن العلا بن هلال الباهلي:
اقبل معاذير من يأتيـــــك معتذراً إن برّ عندك فيما قال أو فجرا
فقد أطاعك من أرضاك ظاهره وقد أجلَّلك من يعصيك مستترا
- عدم الكذب:
* قال مطرف ابن الشخير: ما يسرني أني كذبت كذبة واحدة وأن لي الدنيا وما فيها.
* قال الأصمعي: أتى رجل الحجاج, فقال: إن ربعي ابن حراش زعموا لا يكذب, وقد قدم ابناه عاصيين, فبعث إليه الحجاج, فقال: ما فعل ابناك ؟ قال: هما في البيت والله المستعان, فقال له الحجاج: هما لك, وأعجبه صدقه.
* قال الغازي بن قيس: ما كذبت منذ احتلمت.
- قبول الحق وعدم المكابرة:
قال الشافعي: ما أوردت الحجة والحق على أحد فقبله, إلا هبته واعتقدت مودته, ولا كابرني على الحق أحد ودافع إلا سقط من عيني.
- عدم الغيبة:
* قال الميموني: سمعت أبي يصف عمرو بن ميمون, قال: لم أره يغتاب أحداً.
* قال الضحاك بن مخلد: ما اغتبت أحداً منذ علمت أن الغيبة تضر أهلها.
* قال إبراهيم الحربي: بشر الحافي, ما عرف له غيبة لمسلم.
* قال البخاري: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني إني أعتبت أحداً.
* قال سهل التستري: الصديقين: لا يغتابون, ولا يغتاب عندهم.
*قال موسى بن إبراهيم: حضرت معروفاً الكرخي وعنده رجل يذكر رجلاً وجعل يغتابه, وجعل معروف يقول له: اذكر القطن إذا وضعوه على عينيك.
من قصص التائبين
- تاب من الغناء وشرب النبيذ:
قال أبو عمر زاذان الكوفي: كنتُ غلاماً حسن الصوت, جيد الضرب بالطنبور, وكنت أنا وصحب لي, وعندنا نبيذ, وأنا أغنيهم, فمرّ ابن مسعود, فدخل فضرب الباطية فبددها, وكسر الطنبور, ثم قال: لو كان ما أسمع من حُسنِ صوتك هذا يا غلام بالقرآن كنت أنت أنت, ثم مضى, فقلت لأصحابي: من هذا ؟ قالوا: ابن مسعود, فألقي في نفسي التوبة, فسعيت وأنا أبكى, ثم أخذت بثوبه, فقال: من أنت؟ قلت: أنا صاحب الطنبور, فأقبل عليَّ فاعتنقني وبكى, ثم قال: مرحباً بمن أحبه الله, اجلس مكانك, ثم دخل فأخرج إليَّ تمراً.
قال زبيد: رأيتُ زاذان يصلي كأنه جذع خشبة
- تاب من مذهب الشيعة:
محمد بن علي بن هارون الموسوي, كان من غلاة الشيعة, ثم تحول شافعياً, وتأسف على ما سلف منه.
- توبة الإمام الأشعري من الاعتزال:
الإمام الاشعري, كان معتزلاً, ثم تاب من الاعتزال, صعد يوم الجمعة كرسياً بجامع البصرة, ونادى بأعلى صوته: من عرفني فقد عرفني, ومن لم يعرفني فأنا فلان بن فلان, كنت أقول بخلق القرآن, وأن الله لا يرى بالأبصار, وأن أفعال الشر أنا أفعلها, وأنا تائب, معتقد الرد على المعتزلة, مبين لفضائحهم.
- احذرك ليلة تمخض بيوم القيامة:
قال عمر بن عبدالعزيز: أول من أيقظني لشأني: مزاحم [مولى له], حبست رجلاً فكلمني في إطلاقه, فقلت: لا أخرجه, فقال: يا عمر, احذرك ليلة تمخض بيوم القيامة, والله لقد كدت أن أنسى اسمك مما أسمع, قال الأمير, وأمر الأمير, فوالله ما هو إلا أن قال ذلك, فكأنما كشف عني غطاء, فذكروا أنفسكم رحمكم الله, قال له هذا وهو أمير على المدينة قبل الخلافة.
- كان سبب توبته سماع آية من القرآن الكريم:
كان الفضيل بن عياض شاطراً يقطع الطريق, وكان سبب توبته أنه عشق جارية, فبينا هو يرتقى الجُدران إليها سمع رجلاً يتلو: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد:16] فقال: يا رب, قد آن, فرجع, فآواه الليل إلى خربة, فإذا فيها رفقة, فقال بعضهم: نرتحل ؟ وقال قوم: حتى نُصبح, فإن فضيلاً على الطريق يقطع علينا, فتاب الفضيل, وأمنهم, وجاور بالحرم حتى مات.
- توبة بشر الحافي:
كان بشر الحافي شاطراً يجرح بالحديد, وكان سبب توبته أنه وجد قرطاس في أتون حمام, فعظم ذلك عليه ورفع طرفه إلى السماء وقال: سيدي اسمك هنا ملقى فرفعه
الخلفاء والسلاطين
- باب السلطان وبيت الرحمن:
قال ميمون بن مهران: إذا أتى أحد باب السلطان فاحتجب عنه, فليأت بيت الرحمن, فإنه مفتوح, فليصل ركعتين, وليسأل حاجته.
- الابتعاد عن السلطان:
كان الوليد بن يزيد قد جالس أيوب السختياني بمكة قبل الخلافة, فلما استخلف جعل أيوب يقول في دعائه: اللهم أنسِه ذِكري.
- عدم الدخول على السلاطين:
* قيل لعلقمة بن قيس: لو دخلت على الأمراء فعرفوا لك شرفك, قال: أخاف أن ينتقصوا مني أكثر مما أنتقص منهم, وقال لأبي وائل وقد دخل على ابن زياد: إنك لم تصب من دنياهم شيئاً إلا أصابوا من دينك ما هو أفضل منه.
* قال ابن المعتز: أشقى الناس أقربهم من السلطان, كما أن أقرب الأشياء من النار أسرعه إلى الاحتراق, وقال من شارك السلطان عز الدنيا, شاركه في ذل الآخرة.
- طاعة السلطان في غير معصية الله:
قال أبو ذر رضي الله عنه: لو أمرني عثمان أن أمشى على رأسي لمشيت...ولو أن عثمان صلبني على أطول خشبة لسمعت وصبرت ورأيت أن ذلك خير لي
- الغفلة عن الموت:
قال محمد بن عبدالله بن عيسى الإلبيري:
الموت في كل حين ينشر الكفنا ونحــــن في غفـــــــلة عما يـــــــراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وزخرفهــــــا وإن توشحت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعـــــلوا أين الذين هم كانوا لنا سكــــــــنا
سقاهم الدهر كأساً غير صافية فصيرتهم لأطباق الثرى رهــــــــــنـا
- من لم يردعه القرآن والموت:
قال الحسن بن عبدالعزيز بن ضابيء: من لم يردعه القرآن والموت, ثم تناطحت الجبال بين يديه لم يرتدع.
- اترك العمل الذي تخاف الموت من أجله:
قال سلمة بن دينار: كل عمل تكره الموت من أجله فاتركه, ثم لا يضرك متى مُت.
مرحباً بهذه الوجوه, ليست بوجوه إنسٍ ولا جانٍ:
لما احتضر عمر بن عبدالعزيز قال: اخرجوا عني, فقام مسلمة وفاطمة على الباب, فسمعوه يقول: مرحباً بهذه الوجوه ليست بوجوه إنسٍ ولا جانٍ, ثم قال: { تلك الدَّارُ الْآخِرَةُ } [القصص:83] ثم هدأ الصوت, فقال مسلمة لفاطمة: قد قبض صاحبك, فدخلوا فوجدوه قد قبض.
- إذا جاء الموت ما الذي بين يديك ؟
قال ابن السماك: هب الدنيا كلها في يديك, ودنيا أخرى مثلها ضمت إليك, وهب المشرق والمغرب يجئ إليك, فإذا جاء الموت فماذا بين يديك ؟
- ذكر الموت:
* قال الأوزاعي: من أكثر ذكر الموت كفاه اليسير.
* قال أحمد بن حنبل: إذا ذكرتُ الموت هان عليًّ كل شيء من أمر الدنيا, وإنما هو طعام دون طعام, ولباس دون لباس, وإنها أيام قلائل.
* علي بن الحسين بن المبارك, ما كان لسانه يفتر عن ذكر الموت.
* قال عبداللطيف بن أبي العز يوسف بن محمد بن علي بن أبي سعد, المعروف قديماً بابن اللباد: إذا حدث لك فرح بالدنيا, فاذكر الموت, وسرعة الزوال....وإذا اعترتك عفلة فاستغفر, واجعل الموت نصب عينيك.
- شهوات عند الموت:
* الحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي, مرض مرضاً شديداً منعه من الكلام والقيام, فكان ابنه كثيراً ما يسأله: ما تشتهي ؟ فيقول: أشتهي الجنة, رحمه الله, ولا يزيد على ذلك, وأجابه مرة: أشتهي النظر إلى وجه الله سبحانه.
* إسماعيل بن محمد بن يوسف البرزالي, مرض بالسل ستة أشهر, وحصل له في المرض إقبال على الطاعة وملازمة الفرائض, حتى كان يصلي إيماء, قال له والده قبل موته بيوم: أيش تريد ؟ قال: أشتهي أن يغفر الله لي.
- الكِبر:
قال الأحنف بن قيس: عجبت لمن يجرى في مجرى البول مرتين, كيف يتكبر ؟
- العجب:
* قال أبو عثمان النيسابوري: العجب يتولد من رؤية النفس وذكرها, ورؤية الناس.
* مرَّ المهلب بن أبي صفرة على مالك بن دينار وهو يتبختر في مشيته, فقال مالك: أما علمت أن هذه المشية تكره إلا بين الصفين ؟ قال له المهلب: أما تعرفني ؟ قال: أعرفك, أولك نطفة مذِرة, وآخرك جيفة قذرة, وأنت بينهما تعمل العذرة, فقال المهلب: الآن عرفتني حق المعرفة.
- الحقد والحسد:
* قال عبدالملك للحجاج: إنه ليس أحد إلا وهو يعرف عيبه, فعب نفسك, قال: اعفني يا أمير المؤمنين, فأبى عليه, فقال: أنا لجوج حقود حسود, فقال: ما في الشيطان أشرّ مما ذكرت.
* قال ابن المعتز: يكفيك للحاسد غمه وقت سرورك.
- ترك المشاورة:
قال سلمة بن دينار: من استغنى بعقله زلّ.
- الكذب:
* قال جعفر الصادق: لا داء أدوى من الكذب.
* قال أبو العالية الرياحي: أنتم أكثر صلاةً وصياماً ممن كان قبلكم, ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
- الجهل:
* قال جعفر الصادق: لا عدو أضل من الجهل.
* قال سهل التستري: الجاهل ميت.
- الإعجاب بالرأي والعمل:
* قال سلمة بن دينار: من أعجب برأيه ضل,...لا تكن معجباً بعملك, فلا تدري شقي أنت أم سعيد.
* قال خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان, وعبده بن أبي لبابة: إذا كان الرجل لجوجاً, ممارياً, معجباً برأيه, فقد تمت خسارته.
- مدح النفس:
سمع ابن وهب مالكاً يقول: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه ذهب بهاؤه.
- كثرة الكلام والأكل:
قال الفضيل بن عياض: خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام, وكثره الأكل.
- كثرة الضحك:
قال الحسن البصري: كثرة الضحك تميت القلب.
الدعاء والتضرع
- تستدفع عقوبة السلطان بالدعاء والتضرع:
* قال مالك بن دينار: إن الحجاج عقوبة سلطه الله عليكم, فلا تستقبلوا عقوبة الله بالسيف, ولكن استقبلوها بالدعاء والتضرع.
* قال الحسن: والله ما سلط الحجاج إلا عقوبة, فلا تعترضوا عقوبة الله بالسيف, ولكن عليكم بالسكينة والتضرع. وقال: أرى ألا تقاتلوه, فإنها إن تكن عقوبة من الله, فما أنتم برادي عقوبة الله بأسيافكم, وإن يكن بلاء فاصبروا حتى يحكم الله.
- طاعة الله والتضرع إليه بطلب الغيث والسقيا:
لما دخل موسى بن نصير إفريقية, وجد أكثر مدنها خاليه...وكانت البلاد في قحط, فأمر الناس بالصوم والصلاة وإصلاح ذات البين, وخرج بهم إلى الصحراء ومعه سائر الحيوانات, وفرق بينها وبين أولادها, فوقع البكاء والضجيج, وأقام على ذلك إلى نصف النهار, ثم صلى وحطب, ولم يذكر الوليد, فقيل له: ألا تدعو لأمير المؤمنين؟ فقال: هذا مقام لا يذكر فيه إلا الله, فسقوا حتى رووا وأغيثوا.
- الفزع إلى الدعاء, والصبر عند الحرب:
قال سليمان بن عبدالملك يوماً لموسى بن نصير: ما كنت تفزع إليه عند حربك ؟ قال: الدعاء, والصبر.
- الدعاء للإمام
قال الفضيل بن عياض: لو كانت لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام,...ففيه إصلاح العباد والبلاد.
- دعوة رجل صالح وافقت قدراً:
كان بين مطرف بن عبدالله ابن الشخير وبين رجل من قومه شيء, فكذب على مطرف, فقال له: إن كنت كاذباً فعجل الله حتفك, فمات الرجل مكانه, واستعدى أهله زياداً على مطرف, فقال: هل ضربه ؟ هل مسه ؟ قالوا: لا, قال: دعوة رجل صالح وافقت قدراً. قال سليمان بن حرب: كان مطرف مجاب الدعوة.
ثلاثيات
- ثلاث لا تبلون نفسك بهن:
قال ميمون بن مهران: ثلاث لا تبلون نفسك بهن: لا تدخل على السلطان وإن قلت آمره بطاعة الله, ولا تصغين سمعك لذي هوى فإنك لا تدري ما يعلق بقلبك منه, ولا تدخل على امرأة وإن قلت أعلمها القرآن.
- الخيرات الثلاث والشرات الثلاث:
عن حسين بن شفي قال: كنا جلوساً عند عبدالله ابن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه, فأقبل تبيع, فقال عبدالله: أتاكم أعرفُ من عليها, فلما جلس قال له عبدالله: أخبرنا عن الخيرات الثلاث, والشرات الثلاث, قال: نعم. الخيرات الثلاث: لسان صدوق, وقلب تقي, وامرأة صالحة, والشرات الثلاث: لسان كذوب, وقلب فاجر, وامرأة سوء, فقال عبدالله: قد قلت لكم.
- ثلاث من حرمها هلك:
قال سهل التستري: من تكلم فيما لا ينيه حرم الصدق, ومن اشتغل بالفضول حرم الورع, ومن ظن السوء حرم اليقين, فإذا حرم من هذه الثلاثة هلك.
خماسيات
- كن على حذر من خمسه:
قال أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان: كن على حذر من الكريم إذا أهنته, ومن اللئيم إذا أكرمته, ومن العاقل إذا أحرجته, ومن الأحمق إذا مازحته, ومن العاجز إذا عاشرته.
- خمس كان عليها الصحابة:
قال الأوزاعي: خمس كان عليها الصحابة والتابعون لهم بإحسان: لزوم الجماعة, واتباع السنة, وعمارة المساجد, والتلاوة, والجهاد.
- خمسة قبيحة:
قال الحكم بن هشام الثقفي العقيلي: يقال: خمسة قبيحة, الفتوة في الشيخ, والحرص في الزهاد, وقلة الحياء في ذوي الحسب, والبخل في ذوي المال, والحدة في السلطان.
- آلات الرئاسة خمس:
قال الشافعي: آلات الرئاسة خمس: صدق اللهجة, وكتمان السرّ, والوفاء بالعهد, وابتداء النصيحة, وأداء الأمانة.
- صلاح خمسه في خمسة:
قال الحكيم الترمذي: صلاح خمسة أصناف في خمسة مواطن: صلاح الصبيان في الكتاب, وصلاح الفتيان في العلم, وصلاح الكهول في المساجد, وصلاح النساء في البيوت, وصلاح القطاع في السجن.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ