فوائد من تاريخ الذهبي الجزء (4)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
عمران بن حطان بن صبيان السدوسي, تزوج امرأة من الخوارج, فكلموه فيها, فقال: سأردها إلى الجماعة, فصرفته إلى مذهبها.
- التصنيفات: الزهد والرقائق - التاريخ والقصص -
- الرافضة:
قال أبو عبيد القاسم بن سلام: عاشرت الناس, وكلمت أهل العلم, فلم رأيت قوماً أوسخ وسخاً, ولا أضعف حجة من الرافضة, ولا أحمق منهم.
- تزوج امرأة من الخوارج ليردها إلى مذهب أهل السنة فصرفته إلى مذهبها
عمران بن حطان بن صبيان السدوسي, تزوج امرأة من الخوارج, فكلموه فيها, فقال: سأردها إلى الجماعة, فصرفته إلى مذهبها.
- صحبة أهل الأهواء والبدع تفسد:
داود بن المحبر, كان يكتب الحديث, ثم ترك ذلك فصحب قوماً من المعتزلة فأفسدوه
- الحذر من أهل الأهواء والبدع:
قال أبو قلابة: لا تجالسوا أهل الأهواء, فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم, ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
- الهوى والبدعة:
قال أبو عثمان النيسابوري: من أمرّ الهوى على نفسه نطق بالبدعة.
- حرمان حلاوة الحديث من قلب المبتدع:
قال أحمد بن سنان بن أسد بن حبان: ليس في الدنيا مبتدع إلا يبغض أصحاب الحديث, وإذا ابتدع رجل نزع حلاوة الحديث من قلبه.
- حرمان الحكمة لمن يجالس المبتدعة:
قال الفضيل بن عياض: من جلس مع مبتدع لم يعط الحكمة.
- نصيحة من صاحب هوى, بطلب العلم من أصحاب الحديث
الوليد بن أبان الكرابيسي, المتكلم, لما حضرته الوفاة قال لبنيه: تعلمون أحد أعلم بالكلام مني ؟ قالوا: لا, قال: فتتهموني ؟ قالوا: لا, قال: فإني أوصيكم, عليكم بما عليه أصحاب الحديث.
- الفرح بما يصيب أهل الأهواء:
أحمد بن أبي داود, كان مصرحاً بمذهب الجهمية, داعية إلى القول بخلق القرآن, دخل عليه عبدالعزيز بن يحيى المكي, وهو مفلوج, فقال: لم آتك عائداً, ولكن جئت لأحمد الله أن سجنك في جلدك.
قال يحيى القطان: ذهبت أعود الصلت بن دينار, فنال من علي رضي الله عنه, فقلت: لا شفاك الله.
حلاوة الطاعة والعبادة
- حلاوة الطاعة تعين على العبادة:
قال ضيغم بن مالك: رأيت المجتهدين إنما قووا على الاجتهاد بما يدخل قلوبهم من الحلاوة في الطاعة.
- اجتناب الذنوب سبب لنيل حلاوة العبادة:
قال بشر الحافي: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً منيعاً.
- حلاوة العبادة في ترك ثلاثة أشياء:
قال أحمد بن حرب بن فيروز الإمام: عبدت الله خمسين سنة, فما وجدت حلاوة العبادة حتى تركت ثلاثة أشياء: تركت رضي الناس حتى قدرت أتكلم بالحق, وتركت صحبة الفاسقين حتى وجدت صحبة الصالحين, وتركت حلاوة الدنيا حتى وجدت حلاوة الأخرى.
- خدمة الوالدة:
قال محمد بن المنكدر: بات أخي عمر يصلي, وبت أغمر قدم أمي, وما أحب أن ليلتي بليلته.
- طاعة الوالدة:
محمد بن بشار بن داود بن كيسان الحائك, لم يرحل براً بأمه, واقتنع بحديث بلده.
- رضا الوالد عن أبنائه في مرض موته:
الحافظ عبدالغني بن عبدالواحد المقدسي, مرض مرضاً شديداً, فقال له ابنه: ههنا دواء....تشربه. قال: يا بني, ما بقي إلا الموت. فقلت: ما أنت عني راضٍ ؟ قال: بلى والله, أنا راضٍ عنك وعن إخوتك.
- الحذر من دعاء الوالدين على الولد:
الزمخشري المعتزلي, صاحب تفسير الكشاف, سئل عن سبب قطع رجله ؟ فقال: سببه دعاء الوالدة: كنت في الصغر اصطدت عصفوراً, وربطته بخيط في رجله, فطار, ودخل في حرف, فجذبته, فانقطعت رجله, فتألمت أمي, وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله, فلما كبرت, ورحلنا إلى بخاري, سقطت عن الدابة, وانكسرت رجلي, وعملت عملاً أوجب قطعها.
التصنيف
- الاستخارة عند التصنيف:
قال أبو بكر محمد بن خزيمة: كنت إذا أردت أن أصنف الشيء دخلت الصلاة مستخيراً, حتى يفتح لي فيها, ثم أبتدئ التصنيف
- من يصنف يعرض عقله على الناس:
قال المؤمن الساجي: كان الحافظ الخطيب يقول: من صنف فقد جعل عقله على طبق يعرضه على الناس.
- القراءة في المصادر والمراجع قبل التصنيف:
أبو البقاء العبكري, إذا أراد أن يصنف كتاباً, أحضرت له عدة مصنفات في ذلك الفن, وقرئت عليه, فإذا حصله في خاطره أملاه.
- شرب ماء زمزم بنية حسن التصنيف:
الحافظ أبو عبدالله الحاكم, قال: شربت ماء زمزم, وسألت الله تعالى أن يرزقني حُسن التصنيف.
علم الطب
- أراد تعلم الطب على حساب علوم الشريعة فأظلم قلبه:
قال الإمام النووي: كنت أقرأ كل يوم اثنى عشر درساً على المشايخ شرحاً وتصحيحاً وكنت أعلق جميع ما يتعلق بها من شرح مشكل, ووضوح عبارة, وضبط لغة, وبارك الله لي في وقتي, وخطر لي الاشتغال بعلم الطب, فاشتريت كتاب القانون فيه, وعزمت على الاشتغال فيه, فأظلم علي قلبي, وبقيت أياماً لا أقدر على الاشتغال بشيء, ففكرت في أمري, ومن دخل علي الداخل, فألهمني الله أن سببه اشتغالي بالطب, فبعت القانون في الحال, واستنار قلبي.
- نبل علم الطب بعد علم الشريعة:
قال الشافعي: لا أعلم علماً بعد الحلال والحرام أنبل من الطب, إلا أن أهل الكتاب غلبونا عليه.
- تعلم علم الطب لأنه لم يجد إلا طبيباً كافراً:
الفقيه المازري, مصنف شرح صحيح مسلم, واسمه: المعلم بفوائد كتاب مسلم, مرض في أثناء عمره, فلم يجد من يعالجه إلا يهودي, فلما عوفي على يده, قال اليهودي: لولا التزامي بحفظ صناعتي لأعدمتك المسلمين, فأثر هذا عند المازري, وأقبل على تعلم الطب حتى برع فيه في زمن يسير, وصار يفتي فيه كما يفتي في العلم.
- إني غير مُستجاب الدعوة:
أزهر بن سعد السمان, كان صاحباً لأبي جعفر المنصور قبل أن يُستخلف, فلما ولي جاء ليهنئه, فقال المنصور: أعطوه ألف دينار, وقولوا له: لا تعد, فأخذها, ثم عاد من قابل فحُجب, ثم دخل عليه في مجلس عام, فقال له المنصور: ما جاء بك ؟ قال: سمعت إنك مريض فجئت أعودك, فقال: أعطوه ألف دينار, قد قضيت حق العيادة فلا تعد, فإني قليل الأمراض, فعاد من قابل ودخل في مجلس عام, فقال له المنصور: ما جاء بك ؟ قال: دعاءُ سمعته منك جئت لأتعلمه, فقال: يا هذا, إنه غير مستجاب, إني في كل سنة أدعو به أن لا تأتيني, وأنت تأتيني.
- عِد أن الحمار ذهب, وهبه لي, واربح شكري
قال ثمامة بن أشرس: عدت رجلاً وتركت حماري على بابه, ثم خرجت, فإذا عليه صبي فقلت: لم ركبت بغير إذني ؟ قال: خفت أن يذهب فحفظته لك, قلت: لو ذهب كان أهون عليَّ قال: فهبه لي, وعد أنه ذهب, واربح شكري. فلم أدر ما أقول
- لو اشتريت نعلاً بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.
قال حسن المسوحي: سمعت بشر الحافي يقول: أتيت باب المعافي بن عمران, فدققت الباب, فقيل لي: من ؟ فقلت: بشر الحافي, فقالت جويرية من داخل الدار: لو اشتريت نعلاً بدانقين ذهب عنك اسم الحافي.
- هؤلاء اليوم رعيتك وهم غداَ خصماؤك:
* حج سليمان بن عبد الملك, فرأى الناس في الموسم, فقال لعمر بن عبدالعزيز: أما ترى هذا الخلق الذي لا يحصى عددهم إلا الله, ولا يسع رزقهم غيره ؟ قال عمر: يا أمير المؤمنين, هؤلاء اليوم رعيتك وهم غداَ خصماؤك, فبكى سليمان بكاءً شديداً.
* قدم هارون الرشيد إلى مكة, فدخل عليه الفضيل بن عياض, فقال له هارون: إنما دعونك لتحدثنا بشيء وتعظنا, فقال: يا حسن الوجه, حساب الخلائق كلهم عليك, فجعل يبكي ويشهق, فرددت عليه, وهو يبكي.
- متى تنفع مواعظ الواعظ:
قال يحيى بن معاذ الرازي:
مواعظ الواعـــــظ لن تقبلا حتى يعيهـــــا قلـــــــــــبه أولا
يا قوم من أظلم من واعظ خالف ما قد في المــــــلا
أظهر بين الناس إحســــــانه وبارز الرحمن لما خــــــــلا
- جفاف الدموع وقساوة القلوب:
قال يحي بن معاذ الرازي: ما جفت الدموع إلا لقساوة القلوب, وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب, وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب. قلت [القائل الذهبي]: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.
- رقة القلب:
إسماعيل بن يحيى المزني, كان يغسِّل تعبداً وديانة, قال: تعانيت غسل الموتى ليرق قلبي.
- أقرب شيء وأبعد شيء وأرجى شيء:
قال الأصمعي: قيل لخالد بن يزيد: ما أقرب شيء ؟ قال: الأجل, قيل: فما أبعد شيء ؟ قال: الأمل, قيل: ما أرجى شيء ؟ قال: العمل.
- الشوق إلى الجنة:
قال الفضيل بن عياض: المؤمن...زهادته في الدنيا على قدر شوقه إلى الجنة.
- أصبحنا ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا ومنتظر آجالنا:
كان إذا قيل للربيع بن خثيم: كيف أصبحت ؟ قال ضعفاء مذنبين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا.
قال عبدالله العمري: ليس شيء أوعظ من قبر.
- ظلمة القبر:
قال هشام الدستواني: إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر.
- الخلاص:
سئل رجل الفضيل عن الخلاص ؟ فقال: أخبرني من أطاع الله هل تهمه معصية أحد ؟ قال: لا, قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد ؟ قال: لا, قال: هذا الخلاص.
- أمطرت السماء دماً عبيطاً:
قال ربيعة بن لقيط, كنت مع عمرو بن العاص عام الجماعة, فمطرنا دماً عبيطاً, فظن أنها الساعة, وماج الناس بعضهم في بعض, فقام عمرو, فأثنى على الله بما هو أهله, ثم قال: يا أيها الناس, أصلحوا ما بينكم وبين الله, ولا يضركم لو اصطدم هاذان الجبلان.
- لم أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسألها من لا يملكها ؟
دخل هشام بن عبدالملك الكعبة, فإذا هو بسالم بن عبدالله, فقال: سلني حاجةً, قال: إني أستحيى من الله أن أسأل في بيته غيره, فلما خرج, خرج في أثره, فقال: الآن قد خرجت فسلني حاجة. فقال: والله ما سألت الدنيا من يملكها, فكيف أسألها من لا يملكها ؟
- الجنة والنار:
قال هرم بن حيان: ما رأيت كالنار نام هاربها, ولا كالجنة نام طالبها.
- من خاف الله لم يضره شي:
قال الفضيل: من خاف الله لم يضره شيء, ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد.
- المسلم محتاج للموعظة مهما بلغ من العلم والمنزلة:
قال عمر بن عبدالعزيز لمزاحم مولاه: قد جعلت عيناً عليَّ, إن رأيت مني شيئاً فعظني ونبهني عليه.
عبر
- رؤوس:
عن عبدالملك ابن عمير قال: دخلت القصر بالكوفة, فإذا رأس الحسين بين يدي عبيدالله بن زياد, ثم دخلت القصر بالكوفة فإذا رأس عبيدالله بن زياد بين يدي المختار, ثم دخلت القصر فإذا رأس المختار بين يدي مصعب بن الزبير, ثم دخلت القصر بعد فرأيت رأس مصعب بن الزبير بين يدي عبدالملك بن مروان.
- دعاء وندم عند الموت:
* الخليفة المأمون, قال وهو يحتضر: يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه...يا من لا يموت ارحم من يموت, ثم قضى ومات.
* الخليفة المعتصم قال في مرض موته: ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة ) [الأنعام:44] وجعل يقول: ذهبت الحيلة فليس حيلة, حتى صمت.
* لما احتضر الواثق, أمر بالبسط فطويت, والصق خده بالأرض, وجعل يقول: يا من لا يزول ملكه, ارحم من قد زال ملكه.
* الملك خوارزم, كان يقول عند موته: ( ما أغنى عنّي ماليه * هلك عنّي سُلطانيه )
- عاجلت أبي فعوجلت:
الخليفة المنتصر, جاء عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه الدنيا والآخرة, عاجلت أبي فعوجلت, وكان يتهم بقتل أبيه,....لم يمتع بالخلافة, وهلك بعد أشهر معدودة, فإنه ولي بعد عيد الفطر ومات في خامس ربيع الآخر, وعاش ستاً وعشرين سنة, سامحه الله.
- تفرعنت فاعتبر:
الفضل بن مروان الوزير, وصل إلى وزارة المعتصم, وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو, وكان الفضل لا يمضي ما يطلقه في بعض الأحايين, فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السن, ومما كتبه بعض الأدباء على باب داره:
تفرعنت يا فضل بن مروان فاعـــــــــتبر فقبلك كان الفضلُ والفضلُ والفضل
ثلاثة أملاك مــــــــضوا لسبيلهــــــــــــــــــــــم أبادتهم التنكيل والحـــــبس والقتـــــــــــــــــــل
إنك قد أصبحت للنـــــــــاس عبــــــــــــرة ستودى كما أودى الثلاثة من قبـــــــــــــل
يعني: الفضل بن يحيى البرمكي, والفضل بن الربيع الحاجب, والفضل بن سهل, ثم إن الفضل بقي خاملاً إلى مات.
- ظلم وتعسف, ومات خاملاً:
جعفر بن محمود الإسكافي الكاتب, الوزير, أحد كتاب المتوكل, ولي الوزارة للمعتز لله, فلم تحمد سيرته, وظلم وتعسف, عزل وعاش خاملاً, ولما عزل قيل فيه أبيات منها:
في غير حفظ الله يا جعفر ذلك قراك الجور والمنكر
القلوب:
- محو الشهوات من القلوب:
قال يوسف بن أسباط: لا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج, أو شوق مغلق.
- موت القلب:
قال محمد بن يوسف الإصبهاني: علامة موت القلب طلب الدنيا بعمل الآخرة.
- القلوب الجوالة:
قال أحمد بن خضرويه البخلي: القلوب جوالة, فإما أن تجول حول العرش, وإما أن تجول حول الحش.
متفرقات
- المواظبة على العبادة:
إبراهيم بن خالد بن عبيد الله الصنعاني, كان مؤذن مسجد صنعاء سبعين سنة.
- ثواب الحسنة
قال أبو الحسن المزين: الحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
- الفلسفة:
قال أبو عمرو ابن الصلاح: الفلسفة أس السفه والانحلال, ومادة الحيرة والضلال, ومقال الزيغ والزندقة, ومن تفلسفت عميت بصيرته عن محاسن الشريعة المؤيدة بالبراهين, ومن تلبس بها قارنه الخذلان والحرمان, واستحوذ عليه الشيطان, وأظلم قلبه عن نبوة محمد صلى الله عليه وسلم,...وهي فقاقع قد أغنى الله عنها كل صحيح الذهن.
- التصدر قبل التأهل:
قال سهل بن محمد بن سليمان العجلي: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
- أسرة سعيدة:
يحيى بن عيسى بن حسين بن إدريس, أبو البركات الأنباري, الواعظ الزاهد, رزق أولاد صالحين, فسماهم: أبا بكر, وعثمان, وعمر, علي, وكان أماراً بالمعروف, نهاءً عن المنكر, مستجاب الدعوة, كان هو وزوجته يصومان النهار ويقومان الليل, وختم أولادهما القرآن.
- المصيبة والنعمة
قال علي عيسى داود الجراح: مصيبة قد وجب أجرها خير من نعمةٍ لا يؤدى شكرها
- مضار الشبع:
قال الشافعي: الشبع يثقل البدن, ويزيل الفطنة, ويجلب النوم, ويضعف عن العبادة.
- كلام الإنسان فيما لا يعينه:
قال معروف الكرخي: كلام الإنسان فيما لا يعينه خذلان من الله.
- التمسك بآثار السلف:
قال الأوزاعي: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس, وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول.
- الغريب:
قال إبراهيم الحربي لجماعة عنده: من تعدون الغريب في زماننا ؟ فقال واحد: من نأى عن وطنه. وقال آخر: الغريب من فارق أحبابه. وقال كل واحد شيئاً. فقال: الغريب في زماننا: رجل عاش بين قوم صالحين, إن أمر بالمعروف آزروه, وإن نهى عن منكر أعانوه, وإن احتاج إلى سبب من الدنيا مانوه.
- الرضا بالقدر:
قال إبراهيم الحربي: أجمع عقلاء كل أمة أنه من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه.
- البركة في الطعام:
قال أبو داود في سننه: شبرت قثاءةً بمصر ثلاثة عشر شبراً, ورأيت أترجه على بعير قطعت قطعتين, وعملت مثل عدلين.
- الجاهل:
قال محمد بن منصور بن داود الطوسي: يعرف الجاهل: بالغضب في كل شيء, وإفشاء السر, والثقة بكل واحد, والعظة في غير موضعها.
- الاستغفار عند حدوث الأذى من الناس:
أبو معاوية الأسود, أغلظ له رجل, فقال: استغفر الله من ذنب سلطك به علي.
- الحذر من كيد الشيطان:
قال مخلد بن الحسين الأزدي المهلبي: ما ندب الله العباد إلى شيء إلا اعترض فيه إبليس بأمرين, ما يبالي بأيهما ظفر, إما غلو فيه, وإما تقصير عنه.
البلاء موكل بالمنطق:
* ابن الزيات الوزير, كان من القائلين بخلق القرآن, روى أنه كان يقول: " الرحمة خور في الطبيعة, ما رحمت أحداً قط " ولما سجن في القفص الضيق, كان يصيح: ارحموني, فيقولون: الرحمة خور في الطبيعة.
* اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد, فحضرت صلاة يجهر فيها, فقدموا الكسائي يصلي فأرتج عليه في قوله: {قل يا أيها الكافرون} [الكافرون:1] فلما أن سلم, قال اليزيدي: قارئ أهل الكوفة يرتج عليه في ( قل يا أيها الكافرون ) ؟ فحضرت صلاة يجهر فيها, فقدموا اليزيدي فأرتج عليه في سورة الحمد, فلما أن سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البــــــــلاء مــــــوكل بالمـــــــنطق
الصادقين من الصالحين:
قال معروف الكرخي: ما أكثر الصالحين, وما أقل الصادقين.
- الرجل العاقل:
قال عبدالغني: لما رددت على أبي عبدالله الحاكم الأوهام التي في مدخل الصحيح, بعت إلي يشكرني, ويدعو لي, فعلمتُ أنه رجل عاقل.
- همة العاقل وهمة الأحمق:
قال ابن السماك: همة العاقل في النجاة والهرب, وهمة الأحمق في اللهو والطرب.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ