كيف يرد السلام على الكافر إذا سلم؟
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ»
- التصنيفات: اليهودية والنصرانية -
في الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ» [1].
معاني الكلمات:
سَلَّمَ: أي: ألقَوا عليكم السلام.
أَهْلُ الْكِتَابِ: أي: اليهود والنصارى.
المعنى العام:
بيَّن لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه لا يحل لنا أن نبدأ الكفار بالسلام، يعني لا يجوز للإنسان إذا مرَّ بالكافر أو دخل عليه أن يقول له: السلام عليك، وإن ألقى اليهود والنصارى السلامَ علينا، فلا نرد عليهم بـ «السلام عليكم»، إنما نقول: وعليكم.
فائدة: لا يجوز إلقاء السلام على أهل الكتاب:
روى أبو داود بسند صحيح عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ، فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ بِصَوَامِعَ فِيهَا نَصَارَى فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبِي: لَا تَبْدَؤُهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَبْدَؤُهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ»[2].
الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- حُرمة السلامِ على اليهود والنصارى.
2- بيان ما نقوله لليهود والنصارى إذا سلَّموا علينا.
3- إذا قال المسلم للكافر: «وعليكم» عند رد السلام، فليس معناه أنه يواليه ويُحبه.
4- لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم خيرًا من أمور الدنيا إلا دلَّ أُمَّته عليه.
5- سماحة الإسلام حيث شرع كيفيَّةً لردِّ السلام على اليهود والنصارى.
[1] متفق عليه: رواه البخاري (6258)، ومسلم (2163).
[2] صحيح: رواه أبو داود (5205)، وأحمد (8561)، وصححه الألباني.
_________________________
المؤلف: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني