في رمضان: تعال إلى الكتاب الحكيم
ذلك الكتاب هو "القرآن العظيم" ؛ يقول الله {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} وكفى بذلك بيان.
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلة وصحبه أجمعين وبعد..
بحثت طويلا عن صاحب وأنيس ورفيق في الدرب يكون معي في كل يوم وفي كل لحظة لا سيما في شهر رمضان المبارك؛ يذكرني إن نسيت، ويعلمني إن جهلت، ويرشدني إن تهت، ويقوّمني إن حدت عن الطريق القويم، فلم أجد ذلك لا في صديق قريب أو بعيد ولا في أحد أقربائي بل وجدته في "كتاب" مختلف تماما عن كل الكتب الأخرى؛ ليس فيه أخطاء، محكم في كل كلماته، رصين وفصيح في كل أجزاءه، لا يمكن بحال وجود تعارض فيه.
بلغت سن العشرين ورأيت أنّ الأعمال التي أمارسها لم تتغير منذ ردح من الزمن فتساءلت: هل يمكن أن أقضي عمري كله على هذا النحو؟
لم أقف بل بدأت بالمطالعة والاستشارة وكل شخص لديه رأي مختلف عن الآخر، وكُلّ لديه فكرته الخاصة به، فرجعت مرة أخرى إلى ذلك الكتاب فشعرت وكأن سهاما تخترق الجلد والأحشاء حتى وصلت إلى القلب ثم استوعبها العقل.
تعجبت كثيرا لقوة وصلابة وصدق كلماته التي - تلقائيا - تؤثر على الوجدان، وتغير من مكنون النفس، وتسمو بالعقل والخاطر، ومرة بعد أخرى حتى وصل القلب إلى مرحلة اليقين والايمان بكل صفحة من صفحاته.
لقد غرس فيّ مفاهيم جديدة وحول الكثير من الأمور التي كنت أراها تافهة ولا تستحق التفكير بها إلى هامة ومصيرية، وأمور يظن أغلب الناس - وأنا منهم - أنها من مسلمات العيش وهي في ذلك الكتاب ليس لها وزن.
وجدت فيه حديثا عن كل شأن من شؤون الحياة، عن الكون وعجائبه، وعن التاريخ وأممه الغابرة، وعن كائنات وأعمالها، وعن الإنسان بمعتقداته الكثيرة، من يهود وزيغهم والنصارى وضلالتهم والمنافقين وخطورتهم والمؤمنين وصفاتهم، وعن أعداء الإنسان الحقيقيين وأصدقاءه كذلك، وأشياء أخرى كثيرة.
ومهما قيل وأُطرب في القول عن ذلك الكتاب فلا يمكن أن تُعطي الكلمات حقة أو أن تضعه في الموضع اللائق به، فتأثيره يمتد إلى الجمادات، وأثره كبير وبليغ على البشر المؤمنين، لذا من يبحث عن حلول حقيقية لمشكلاتنا في غيره فهو مجرد مضيعة للوقت إذ لن نجد ما يضاهيه أو يُساويه ولو انتظرنا مئات بل آلاف السنين، ولا حاجة لغيره فهو الكتاب الذي يبين الأمر بالبرهان والدليل، ويناقش بهدوء وقوة ويخاطب مكنون الفطرة في الإنسان، نور وهدى ورحمة.
ذلك الكتاب هو "القرآن العظيم" ؛ يقول الله {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} وكفى بذلك بيان.
عمر القباطي