تقواك في رمضان

عبد العزيز مصطفى كامل

تحصيل التقوى، بهذه المعاني ونحوها ؛ هو سر رمضان وعظمته ، وغاية الصيام وثمرته

  • التصنيفات: ملفات شهر رمضان -

تتعدد الأقوال في تعريف التقوى وتوصيف المتقين، ولكن من عايشوا أجواءها، ولامسوا جوهرها، وأحيوا حياتهم بها من سلفنا الكرام ، هم أقرب من يقربنا لفهمها، نظرا لقربهم منها ، وقد سئل عنها أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لسائله: " هل أخذت طريقا ذا شوك؟ قال نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عدلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه، قال: ذاك التقوى" .

وقال ابو الدرداء رضي الله عنه مبينا حقيقتها : " هي أن يتقي ربه، حتى من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض مايرى أنه حلال، خشية أن يكون حراما، ليكون حجابا بينه وبين الحرام" وكشف الصحابي الجليل- طلق بن حبيب - عن روح التقوى،فقال: " هي أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نور من الله، تخاف عقاب الله "[ جامع العلوم والحكم ٢/٤٠٠]

 تحصيل التقوى، بهذه المعاني ونحوها ؛ هو سر رمضان وعظمته ، وغاية الصيام وثمرته، ولهذا أمرنا الله وأمر من قبلنا بالصيام شهرا كاملا من كل عام.. لاستجماع رصيد من التقوى والوقاية لبقية العام، فقال  { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [ البقرة/١٨٣]

وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «الصوم جنة»[متفق عليه] والجنة بضم الجيم؛ هي مايتقى به من الضرر والأذى، ولا أشد ضررا على الإنسان من المعاصي والذنوب، ولهذا قال بعض أهل التفسير في معنى (لعلكم تتقون )..اي تتقون المعاصي.

فاللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، ونسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا.. آمين