شرح حديث: فلم يعب الصائم على المُفطر، ولا المُفطر على الصائم
محمد بن إبراهيم السبر
- التصنيفات: فقه الصيام -
متن الحديث:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كنا نُسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعب الصائم على المُفطر، ولا المُفطر على الصائم».
الشرح:
وهذا الحديث رواه الشيخان، وموضوعه: حكم صوم رمضان وفطره في السفر؟
وأنس رضي الله عنه يُخبر أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يسافرون مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنهم من يصوم، لأنه يجد قوة، ومنهم من يُفطر لأنه أقوى له، فلا يُنكر الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقرهم على هذا صلوات الله وسلامه عليه.
وفي الصيام والفطر في السفر رخصة لا يُعاب المرء على ارتكابها، ولذلك من فوائد هذا الحديث الشريف: أن الفطر والصيام في السفر، جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر الصحابة على الصيام والفطر في السفر مما يدل على إباحة الأمرين.
ومن الفوائد:
أن إقرار النبي صلى الله عليه وسلم حجه، لأنه أقرهم صلى الله عليه وسلم على هذا الفعل.
وأيضاً: يستوي في هذا الصوم: صوم النافلة وصوم الفريضة.
ومن فقه الصحابة عدم عيب المفطر على الصائم، ولا الصائم على المفطر، إلا إذا كان في الصيام مشقة بالغة فسوف يأتي معنا إن شاء الله تعالى في حديث جابر وسنتكلم عليه في هذا الباب.
وأيضاً: يتبين لنا أخلاق الصحابة عند الخلاف، وسعة الأفق في التعامل مع هذه الأمور، فالمفطر إذا رأى الفطر في السفر أفضل، لأنه يأخذ بأحاديث الرخصة، لا يعيب عليه الصائم، وكذلك الذي يصوم ويرى أن الصوم في السفر أفضل، فإنه يجد في نفسه قوة على الصيام فلا يعيب عليه الشخص الآخر، وعلى هذا يجوز الصيام والإفطار في السفر، وأنه لا يجب على الصائم أن يفطر إلا إذا وجد المشقة والضرر، وبالله التوفيق.