أخلاقك في رمضان
عبد العزيز مصطفى كامل
ويصفها الحسن البصري- رحمه الله - بقوله: "حقيقة حسن الخلق : بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه "
- التصنيفات: ملفات شهر رمضان -
إذا كانت تقواك - أيها الصائم - هي الأثر الباطن المرجو من أداء فريضة الصيام؛ {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة/١٨٩] فإن حسن الخلق هو الأثر الظاهر المطلوب من ورائها ، فصلاح الباطن بالتقوى، تظهر آثاره في حسن الخلق، و رمضان فرصة للتعبد بتلك العبادة التي لا تدانيها في الموازين عبادة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «ما مِن شيءٍ أثقلُ في الميزانِ من حُسنِ الخُلُقِ» [ أخرجه أبو داود واللفظ له، والترمذي وأحمد ، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (٢٦٤١) ]
ولحسن الخلق حقيقة لا تكاد تخطئها العين، ويصفها الحسن البصري- رحمه الله - بقوله: "حقيقة حسن الخلق : بذل المعروف، وكف الأذى، وطلاقة الوجه "..
وعبر عنها القاضي عياض بقوله: " حسن الخلق؛ هو مخالطة الناس بالجميل والبشر، والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة، ومجانبة الغلط والغضب والمؤاخذة " [ جامع العلوم والحكم /١/٤٥٧]
وارتباط التقوى وحسن الخلق بالصيام، يظهر من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( « الصيامُ جُنَّةٌ ، فإذا كان أحدُكم صائمًا فلا يَرفُثْ ولا يَجهلْ ، فإنِ امْرُؤٌ شاتَمَه أو قاتَلَهُ فَليَقُلْ إنِّي صائمٌ» ) [ متفق عليه]
والاقتران بينهما واضح في السلوك العام، من قوله عليه الصلاة والسلام : ( «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن» ). [ رواه الترمذي وحسنه وصححه الألباني في الترغيب (٣١٦٠) ]
ولأنه - صلى الله عليه وسلم - أعلم الناس برب الناس؛ فقد ورثه ذلك كمال الخشية وتمام التقوى، كما قال : ( « إنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وأَتْقَاكُمْ له» ) [ أخرجه البخاري ٥٠٦٣ ] وظهرت ثمرة ذلك في مدحه من الخالق العظيم : ( {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} ) [القلم/٤]
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق، لايهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لايصرف عنا سيئها إلا أنت ..
اللهم آمين..