إخوانك في رمضان

عبد العزيز مصطفى كامل

إذن؛ فالتقرب الى الله تعالى بحب المسلمين عبادة؛ بل هو أقوى البراهين على تأثير الإيمان في سلوك الموحدين

  • التصنيفات: ملفات شهر رمضان -

 

 الألفة والتراحم بين المسلمين؛ شريعة ودين، فالله تعالى هو الذي عقد رباط الأخوة الإيمانية بينهم فقال :  {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}  [الحجرات/١٠] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : «وكونوا عباد الله إخوانا»  [متفق عليه ] . وقال:  «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا»   [متفق عليه] .

وسلامة العلاقات الأخوية بين المسلمين رجالا ونساء؛ تعكس الحالة الإيمانية، أما إذا مزقتها الخلافات والنزاعات وسوء التعاملات؛ فهذا ما نزه الله تعالى أهل طاعته عنه، وحذرهم منه ، وتوعدهم على مغبة الوقوع فيه، فقال   {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [ آل عمران/١٠٥]

 الألفة المطلوبة بين المسلمين؛ ليست قدرا يتنزل بلا أسباب، بل هي نتاج امتثال لشعب إيمانية، وشرائع تكليفية، من فروض وواجبات ومستحبات، تقضي في مجموعها بأن يكون ( المسلم أخو المسلم، لايظلمه ولايسلمه ) [متفق عليه] ..وتوجب أن يكون: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ مِنْهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْأَعْضَاءِ بِالْحُمَّى، وَالسَّهَرِ» [رواه مسلم]

 وهذا التآخي الصافي في الدنيا؛ يثمر مجدا ويرفع قدرا في الآخرة؛ لايصدق إلا على الصادقين في أخوتهم، كما جاء في الحديث: « إنَّ للهِ عِبادًا ليسوا بأنبياءَ ولا شُهَداءَ، يَغْبِطُهُمُ الشُّهَداءُ والأنبياءُ يومَ القيامةِ؛ لقُرْبِهِم مِنَ اللهِ تعالى ومَجلِسِهِمْ منه. فجَثَا أَعرابيٌّ على رُكبَتَيْهِ، فقال: يا رسولَ اللهِ، صِفْهُم لنا، وجَلِّهِم لنا. قال: قَوْمٌ مِن أَفناءِ النَّاسِ، مِن نُزَّاعِ القَبائلِ، تَصادَقوا في اللهِ، وتَحابَّوا فيه، يَضَعُ اللهُ عزَّ وجلَّ لهُم يومَ القيامةِ مَنابرَ مِن نورٍ، يَخافُ النَّاسُ ولا يَخافون، هُمْ أولياءُ اللهِ عزَّ وجلَّ، الَّذين لا خَوْفٌ عليهِم ولا هُمْ يَحْزَنون»  [السلسلة الصحيحة للشيخ الألباني رقم(٣٤٦٤)]

 إذن؛ فالتقرب الى الله تعالى بحب المسلمين عبادة؛ بل هو أقوى البراهين على تأثير الإيمان في سلوك الموحدين، فالنبي صلى الله يقول :  «إِنَّ أَوْثَقَ عُرَى الْإِيمَانِ: أَنْ تُحِبَّ فِي اللهِ، وَتُبْغِضَ فِي اللهِ» [ رواه وحسنه الألباني في "صحيح الترغيب/٣٠٣٠]

و لن يجد باغي الخير أفضل من شهر الصيام للتعبد بهذه الشعبة من أوثق عرى الإيمان..

فاللهم اجعلنا من المتحابين في جلالك.. المتعاونين لنصرة دينك..ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ..ربنا إنك رؤوف رحيم