المحسن
باسم عامر
يقتضي اسم الله المحسن إثبات صفة الإحسان بكماله وتمامه لله تعالى، فهو سبحانه كان ولا يزال محسناً إلى جميع خلقه.
- التصنيفات: الأسماء والصفات -
(المحسن)
- الدليل:
عن شدّاد بن أوس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ الله محسِنٌ يحبُّ الإحسان، فإذا قتلتم فأحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وإذا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، ثمَّ لِيُرِحْ ذَبِيحَتَه» [رواه الطبراني، وصحّحه الألباني في (صحيح الجامع)] .
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا حَكَمْتُمْ فاعْدِلُوا، وإذا قَتَلْتُمْ فأَحْسِنُوا، فإِنَّ الله مُحْسِنٌ يُحِبُّ المحسِنِينَ» [رواه الطبراني، وحسَّنه الألباني في (صحيح الجامع)] .
- معنى اسم الله المحسِن:
المحسن من الإحسان، والإحسان يدور حول ثلاثة معاني:
الأول: التزيين.
الثاني: الإنعام على الغيــر.
الثالث: إتقان العمل وإتمامه.
وكلُّ هذه المعاني صحيحة في حق الله تعالى:
فهو تعالى محسنٌ قد بلغ في الحُسْن والجمال غايته، في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
وهو تعالى محسنٌ بإنعامه على جميع خلقه، مؤمنهم وكافرهم، بَرَّهم وفاجرهم، فهو سبحانه ذو الطَّول والفضل والإنعام.
وهو تعالى محسنٌ قد أحسن كل شيء خَلَقَه، وأتقنه غاية الإتقان، قال تعالى: { الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} [ السجدة: ٧] ، وقال تعالى: {وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: ٦٤] .
- مقتضى اسم الله المحسِن وأثره:
يقتضي اسم الله المحسن إثبات صفة الإحسان بكماله وتمامه لله تعالى، فهو سبحانه كان ولا يزال محسناً إلى جميع خلقه.
كما أن اسم الله المحسن يغرس في العبد حب الإحسان، بمعنى إتقان العمل وتجويده، لأن الإحسان بهذا المعنى أمر مطلوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُم عَمَلًا أَن يُتقِنَهُ» [حسّنه الألباني في (السلسلة الصحيحة)] .
ويقتضي اسم الله المحسن كذلك أن يحسن المسلم مع الآخرين ويصنع المعروف لهم، فالله تعالى يحب المحسنين، قال عزَّ وجلَّ: {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: ١٩٥] ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنفعُهم للناسِ، وأَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سرورٌ تُدخِلُه على مسلمٍ، تَكشِفُ عنه كُربةً، أو تقضِي عنه دَيْنًا، أو تَطرُدُ عنه جوعًا، ولأَنْ أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ؛ أَحَبُّ إليَّ من أن اعتكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ، شهرًا» [حسّنه الألباني في (صحيح الجامع الصغير)] .