حرب الهيكل الثالث !
عبد العزيز مصطفى كامل
ولابد من فهم المسلمين لهذا المعتقد فهما دقيقا، لأنه لا يمكن فهم خلفيات الصراع المعاصر بين الأمة الإسلامية، وبين الأمة الغضبية بدونه
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
من العقائد التوراتية المشتركة بين المغضوب عليهم والضالين؛ القدامى منهم والمعاصرين؛ الإيمان بحتمية خروج أو عودة (المسيح) في آخر الزمان؛ تبعا لنصوص كثيرة محرفة عندهم تقطع بذلك.
ولابد من فهم المسلمين لهذا المعتقد فهما دقيقا، لأنه لا يمكن فهم خلفيات الصراع المعاصر بين الأمة الإسلامية، وبين الأمة الغضبية بدونه ..
★..مع مركزية هذا المعتقد عند أصحاب الصهيونيتين( اليهودية والنصرانية) فإنهم يؤمنون معه بأن هناك شروطا ثلاثة لابد من وقوعها - بعد تعاون الطرفين فيها - حتى يتحقق أو يتعجل مجئ ذلك المسيح المنتظر، الذي يختلفون في تعيين شخصه، ولكن يتفقون على حتمية نزوله، وهذه الشروط الثلاثة هي :
١_ ان يصبح لليهود دولة في فلسطين..
٢_ ان تكون القدس أو (أورشليم)عاصمتها..
٣_ أن يعاد بناء الهيكل أوالمعبد اليهودي، الذي هدم قبل الإسلام مرتين، والذي لن يعود أو يخرج مسيحهم حتى يعاد بناؤه للمرة الثالثة.. وهم يجزمون بألا مكان لوجوده السابق إلا تحت المسجد الأقصى..!
★..أما الشرط الأول؛ وهو الإعلان عن إقامة الدولة؛ فقد خاض اليهود بدعم واسع من النصارى حربا خاصة لتحقيقه، وهي حرب عام ١٩٤٨ ..التي أسموها، (حرب الاستقلال) ..
واما الشرط الثاني، وهو احتلال القدس وإعلانها عاصمة؛ فقد خاضوا لأجلها حرب عام ١٩٦٧، التي أسموها ( حرب الأيام الستة)..!
وأما الشرط الثالث؛ الخاص ببناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى؛ فهو الشرط الذي ينتظر عندهم حربا خاصة، لتحقيق أملهم .. فهي ثلاثة حروب.. لتحقيق الشروط الثلاثة..
★.. وقد اختصر كبار ساسة اليهود المعاصرين مركزية هذا التسلسل الاعتقادي المترابط؛ في عبارة شهيرة ذات مغزى ، طالما كررها بن جوريون وبيجن وغيرهما، وهي : ( لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)..!
★.. لهذا أعتقد أن التسلسل الاستفزازي في أحداث القدس الأخيرة، بالإعلان عن اقتحام الاقصى من آلاف اليهود المتدينين ( الذين ترعاهم الدولة)..من أعضاء حركات ( بناء الهيكل).. كان يرمي للإشعال او التمهيد تلك الحرب الخاصة بالهيكل الثالث، الذي يقولون إنهم قد أكملوا كافة الاستعدادات للبدء في بنائه، فقد اعتبروا احتفالهم بيوم (توحيد القدس) في صبيحة ليلة السابع والعشرين من رمضان ، مع إصرارهم على إخلاء حي (الشيخ جراح) المحيط بالمسجد من سكانه الفلسطينيين؛ اعتبروه بداية للسعي نحو تحقيق ذلك ..بعد أن ظنوا أن أجواء المنطقة المحبطة - بتخطيطهم مع داعميهم وعملائهم - قد صارت مهيأة لتحقيق تلك الغاية..
لا حقق الله لهم غاية، ولا رفع لهم راية..
{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة/ ٦٤]..