كيف تنتصر غــزة

هاني مراد

كما لم تتمكن استخبارات العــدو رغم تقنياتها واتصالاتها المتطورة، وما تدفع من أموال للجواسيس والعملاء، من اختراق منظومات أو اتصالات المقـاومة

  • التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -

يرتبط النصر في المعركة بتحقيق أهدافها. وفي معركة 2021، كما في معركة 2014، خسر العــدو على المستوى الإعلامي والاقتصادي والاستراتيجي والاجتماعي والاستخباري والعسكري.

تنتصر غزة إعلاميا، بانكشاف سوءة ذلك العــدو الغاصب وهو يهدم المباني السكنية على المدنيين، وهو يقصف أحياء مدنية، وهو يقتل العائلات والنساء والأطفال، وهو يخرب العمران، ويسفك دماء الأبرياء، سواء منهم الذين يدافعون عن أرضهم أو من يلوذون بمنازلهم.

واقتصاديا، فإن العدو قد تكبد خسائر فادحة نتيجة إغلاق مجاله الجوي كاملاً، ونتيجة لاضطرابات مدن الداخل، وتهديد إمدادت النفط والغاز. كما يتكبد العدو 240 ألف دولار، مقابل كل صاروخ تطلقه المقاومة لا يكلفها سوى 300 دولار.

وعلى المستوى الاستراتيجي، ينكشف ضعف العــدو وعجزه عن الردع، وعن المبادرة التي يترك زمامها عاجزا بيد المقـاومة التي تبادر بالمواجهة.

كما ظهرت نقاط ضعف ذلك العــدو الذي دائما ما كان يتفاخر بهيمنته وقدراته، وظهر عجزه أمام المقـاومة التي لا يملك أمامها سوى هدم البيوت، وقتل الأبرياء، دون النجاح في تحقيق أي هدف استراتيجي، بل سوف يخضع لشروط المقاومة في المستقبل.

كما انهزم العــدو بالانفلات الأمني في مدن الداخل، وظهرت هشاشة نسيجه الاجتماعي الذي جلب أفراده من كل بقاع العالم، لكي يحتلوا الأرض التي يقيم عليها عرب الداخل، ممن يستعبدهم ويستذلهم.

كما لم تتمكن استخبارات العــدو رغم تقنياتها واتصالاتها المتطورة، وما تدفع من أموال للجواسيس والعملاء، من اختراق منظومات أو اتصالات المقـاومة، أو إيقاف تسليحها، كما لم تتمكن من توقع ارتفاع وتيرة المقـاومة في القدس الشريف، أو مستوى الرد العسكري للمقـاومة على الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال.

وعلى الصعيد العسكري، تمكنت المقاومة من كشف نقاط ضعف في القبة الحديدية واختراقها، كما قصفت خط أنابيب إيلات عسقلان، ومستودعات النفط، والمدن البعيدة وعلى رأسها عاصمة الاحتلال، ولم يتمكن العــدو من تجريد المقـاومة من صواريخها، أو وقف هجماتها، أو تحجيم قدراتها التي تزداد يوما بعد يوم، وحربا بعد حرب.