الجواد
باسم عامر
فالعبد إذا تعلّق بربه باسمه الجواد فإنه يحب أن يتحلّى بهذا الخلق الكريم، فيصبح جواداً مع الناس، وإذا تأمَّل هذا الاسم الكريم واستشعره، سَهُل عليه البذل والإنفاق والعطاء.
- التصنيفات: الأسماء والصفات -
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الجواد)
- الدليل:
ورد هذا الاسم في السنة النبوية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ عزّ وجلّ جَوَادٌ يُحِبُّ الجُودَ، وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الأَخْلاَقِ، وَيُبْغِضُ سَفْسَافَهَا» رواه البيهقي في (شعب الإيمان) وأبو نعيم في (الحلية) من حديث طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وصححه الألباني في (صحيح الجامع).
- المعنى:
الجواد من الجود، وهو في اللغة السخاء والكرم وكثرة العطاء، وقيل: الجَوَاد هو الذي يعطي بلا مسألة، صيانة للآخذ من ذُلّ السؤال.
فالله تعالى جواد يحب الجود والعطاء، وهو الجواد الذي عمَّ الوجود جميعه بالفضل والإحسان، وهو الجواد فلا يُخَيِّبُ سائلاً ولو كان جاحداً أو كافراً، بل هو الجواد الذي يعطي من غير سؤال ولا عِوَضٍ ولا مقابل، فليس الجود على الإطلاق إلا له سبحانه، لا لحاجةٍ منه للخلق، فهو سبحانه الغني عنهم.
- مقتضى اسم الله الجواد وأثره:
اسم الله الجواد فيه إثبات صفة الجود والكرم والعطاء لله سبحانه وتعالى، فليس لجوده وكرمه مثيل ولا شبيه.
وهذا الاسم له أثر في تهذيب نفوس العباد الشحيحة، فالإنسان من طبعه أنه يحب المال حباً كثيراً، قال تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا } [الفجر: ٢٠] ، فغريزة حب المال والتملك تحتاج إلى تهذيب وتزكية، فالعبد إذا تعلّق بربه باسمه الجواد فإنه يحب أن يتحلّى بهذا الخلق الكريم، فيصبح جواداً مع الناس، وإذا تأمَّل هذا الاسم الكريم واستشعره، سَهُل عليه البذل والإنفاق والعطاء.
وهكذا كان حال نبينا صلى الله عليه وسلم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: " «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكونُ في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير مِن الريحِ المرسَلة» " [متفق عليه] .