من أنواع العقوبة والعذاب
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بالعذاب الأدنى: مصائب الدنيا, وأسقامها, وآفاتها, وما يحلّ بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا.
- التصنيفات: أعمال القلوب -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فعذاب الدنيا _ نسأل الله السلامة والعافية منه _ أصناف وأنواع, فمنه:
العذاب القلبي والألم النفسي:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: أشدُّ الناس عذابًا قلبيًّا وقَلَقًا هم الكُفَّار، وكلما كان الإنسانُ أعصى لربِّه كان أشدَّ قَلَقًا وأقلَّ راحةً، وكُلَّما كان أشدَّ إيمانًا وعملًا صالحًا كان أشدَّ طُمَأْنينةً, وقال : الكفرة من الغربيين وغير الغربيين لا تظنوا أنهم في نعيم, والله إنهم في جحيم, قلوبهم الآن ملأى من الجحيم, مهما زانت لهم الدنيا فهم في جحيم. وقال: الكافر مهما نعم في الدنيا فإنه في ألمٍ وعذاب في قلبه, لأن الكافر لا يشبع من الدنيا فهو في خزن خوفاً من ذهاب الموجود وفي همًّ طلباً لوجود المفقود
الإعراض عن دين الله:
قال الله عز وجل: {( قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون)} [الأنعام:47] قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: التحذير من نزول العذاب إما بغتة وإما جهرة, فلا يأمن الإنسان إذا كان عاصياً أن ينزل به العذاب, لكن أيظن أن العذاب هو عقوبة الجسد فقط, فرغم أن عقوبة الجسد عذاب في حد ذاتها إلا أنه هناك ما هو أكبر منها, وهو الإعراض عن دين الله عز وجل, كما قال تعالى: ( {فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم} ) [المائدة:49]
الحدود:
قال عز وجل: {( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) }[السجدة:21]قال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية: يعني به إقامة الحدود عليهم
زوال النعم:
قال الله عز وجل: {( وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)} {} [إبراهيم:7]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقوله: {( لئن شكرتم لأزيدنكم)} {} أي: لئن شكرتم نعمتي عليكم لأزيدنكم منها, ( ولئن كفرتم) أي: كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها. ( إن عذابي لشديد) وذلك بسلبها عنهم, وعقابه إياهم على كفرهم, وقد جاء في الحديث: ( «إن العبد يحرم الرزق بالذنب يصيبه» )
المصائب في البدن والأهل والمال:
قال الله سبحانه وتعالى:( {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} ) [المؤمنون:76]
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى: ( {ولقد أخذناهم بالعذاب} ) أي: ابتليناهم بالمصائب والشدائد ( فما استكانوا لربهم وما يتضرعون) فما ردهم ذلك عما كانوا فيه من الكفر والمخالفة, بل استمروا على غيهم وضلالهم, وما استكانوا, أي: ما خشعوا.
وقال عز وجل: ( {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون} ) [السجدة:21]
قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني بالعذاب الأدنى: مصائب الدنيا, وأسقامها, وآفاتها, وما يحلّ بأهلها مما يبتلي الله به عباده ليتوبوا.
وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: ما يصيبُ الإنسان من المصائب في بدنه وأهله وماله...من العذاب
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ