أذكار الاستيقاظ من النوم

كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: «بِاسمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: «الحمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»..

  • التصنيفات: الذكر والدعاء -

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه[1]، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ: «بِاسمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: «الحمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» [2].

 

معاني الكلمات:

أَمُوتُ: أي موت النوم.

النُّشُورُ: أي بعث الموتى يوم القيامة.

 

المعنى العام:

كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وضع يده تحت خدِّه ويقول: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»؛ أي:أموت وأحيا بإرادة الله عز وجل، والمراد بالموت هنا موت النوم، فهو المحيي يحيي من شاء، وهو المميت يميت من يشاء، فيُستَحب لك أن تقول هذا الذِّكْر عند النوم: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»؛ أي: أموت على اسمك وأحيا على اسمك، وإذا قام صلى الله عليه وسلم من الليل قال: «الحمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ»، فتحمد الله الذي أحياك بعد الموت، وتَذكَّر أن النُّشُور منَ القبور والإخراج منها يكون إلى الله عز وجل، فتتذكَّر ببعثك من موتتك الصغرى بعثَك من موتتك الكبرى يوم القيامة، وتقول: «الحمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

 

الفوائد المستنبطة من الحديث:

1- مشروعية ذكر الله سبحانه وتعالى عند النوم بقولك: «بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَأَحْيَا»، وعند الاستيقاظ من النوم تقول: «الحمْدُ لِلهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ».

 

2- تقرير مبدأ الأيمان بالبعث والنشور.

 

3- في هذا الحديث دليل على الحكمة العظيمة في هذا النوم الذي جعله الله راحة للبدن عما سبق، وتنشيطًا للبدن فيما يَستقْبِل، وأنه يُذكِّر بالبعث يوم القيامة، تَذَكَّر بذلك إذا قمتَ من قبرك بعد موتك حيًّا إلى الله عز وجل.

 

4- حرص النبيِّ صلى الله عليه وسلم على تعليم أمته كل ما ينفعهم من أمور دينهم ودنياهم.

5- الله عز وجل متَّصفٌ بصفات الكمال المطلقِ، فهو الذي يحيي ويميت.

6- تقرير توحيد الربوبية.

7- عظمة حبِّ الصحابة رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم مما جعلهم ينقلون عنه كل شيء.

 


[1] حذيفة بن اليمان بن جابر العبسي أسلم رضي الله عنه هو وأبوه، وأرادا شهود بدر، فصدهما المشركون، وشهدا غزوة أحد، فقتل المسلمون أباه لم يعرفوه، فتصدَّق حذيفة رضي الله عنه بدِيَتِه على المسلمين، وكان يسمَّى رضي الله عنه صاحب السرِّ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أسرَّ إليه بأسماء المنافقين، شهد غزوة الخندق وما بعدها، وفتوح العراق، واستعمله عمر رضي الله عنه على المدائن، فلم يزَل فيها حتى مات رضي الله عنه سنة ست وثلاثين.

[2] صحيح: رواه البخاري (6324).

_________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني