طعن الزنادقة في الحرمات

إبراهيم بن محمد الحقيل

إن منافقي عصرنا يجلدون الضحايا من المسلمين في كل مكان، ويلصقون بهم أعظم التهم وأبشع الأوصاف، ويدافعون عن المعتدين باستماتة وإصرار.

  • التصنيفات: الشرك وأنواعه - الولاء والبراء -

من رحمة الله تعالى بنا، وإحسانه إلينا، وتعليمه إيانا أن بين لنا حقيقة أعدائنا من إخواننا، ووضح لنا من يمكر بنا ممن ينصح لنا، وأمرنا بموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، ولم يترك ذلك لعقولنا واجتهاداتنا، وإلا لضللنا وانحرفنا؛ فربنا جل في علاه ذكر في كتابه المنزل أن البشر فريقان: الرسل وأتباعهم، والشياطين وأولياؤهم، ولا فريق غير هذين الفريقين.


وأتباع الرسل عليهم السلام هم من آمنوا بهم وصدقوهم واتبعوا شرائعهم، وهم في هذا الزمن أتباع خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به اعتقادا وقولا وعملا، ولم يخرجوا عن شريعته، ولا كرهوا شيئا من دينه، ولا استدركوا على حكم من أحكامه، بل آمنوا وأذعنوا وسلموا وانقادوا {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ المُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ} [النور:51].


وأما الفريق الآخر فهم أعداء الرسل عليهم السلام، الذين كذبوهم، أو رفضوا شيئا من شرائعهم، أو استدركوا على ما جاءوا به من أحكام، وهم بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم المشركون، وكفار أهل الكتاب اليهود والنصارى، والمنافقون وهم الزنادقة والمرتدون، وهؤلاء كلهم يدٌ واحدة على المؤمنين، بعضهم أولياء بعض، ومن تولاهم من المؤمنين فهو منهم كما جاء ذلك صريحا في القرآن الكريم.


وإنما تكون الفتنة والفساد الكبير في نفي ولاية الكافرين بعضهم لبعض، أو زَعْمِ أنهم لا يتمالئون ضد المؤمنين، أو ادعاء أنهم ناصحون وهم أعداء، وهذا يؤدي إلى موالاتهم، ومعادة أولياء الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73].


وربنا سبحانه وتعالى قد كشف لنا حقيقة الكفار، وشدة عداوتهم لنا، وبين لنا أن الكفار لن يهدأ لهم بال، ولن يقرَّ لهم قرار حتى يخرجونا عن ديننا، أو يبدلوا ملتنا، أو نتبعهم في باطلهم: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:120] وفي الآية الأخرى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} [البقرة:217] وفي ثالثة: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} [الكهف:20].


وأما المنافقون فهم أولياء الكافرين، أعداء المؤمنين، يمكرون بهم، ويدلون على عوراتهم، ويطعنون في دينهم، ويتصلون بأعدائهم، وقد جاء في القرآن ما يدل على أنهم لا يريدون الخير بالمؤمنين، ويتربصون بهم الدوائر، ويفرحون بمصابهم، ويحزنون لنصرهم، ويريدون الكفر لهم، قال الله تعالى في المنافقين: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء:89] وفي الآية الأخرى{إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا} [آل عمران:120] وتتلخص حقيقة المنافقين في قول الله تعالى: {هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ} [المنافقون:4].


إن منافقي زمننا هذا لا يخرجون عن أوصاف المنافقين المذكورين في القرآن؛ فهم يكرهون شريعة الله تعالى وينفرون من التحاكم إليها: {وَإِذَا دُعُوا إِلَى الله وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ} [النور:48]. وهم كانوا - ولا زالوا - يفرحون بمصاب المؤمنين، ولما احتلت الدولةُ الباغية المستكبرة بلاد المسلمين لم تسع المنافقين الفرحة فدبجوا مئات المقالات دفاعا عن الاحتلال الغاشم، وتبشيرا بتغيير ما سموه إيدلوجيات تسيطر على عقول شعوب المنطقة، ولا يعنون بذلك إلا الإسلام.


وكان المنافقون - ولا يزالون - يلتمسون المعاذير لأفعال اليهود في فلسطين، ويكرسون الاحتلال، ويدعون لما يسمى بالتطبيع معهم رغم أنهم يذبحون النساء والأطفال كل يوم.


إن منافقي عصرنا يجلدون الضحايا من المسلمين في كل مكان، ويلصقون بهم أعظم التهم وأبشع الأوصاف، ويدافعون عن المعتدين باستماتة وإصرار.


ولما دنس الكفار كتاب الله تعالى، واعتدوا على رسوله عليه الصلاة والسلام انبرى المنافقون للتقليل من أهمية ذلك، وحذروا ممن يسمونهم متطرفين من استغلال ذلك لتأجيج الكراهية ضد إخوانهم الذين كفروا.


وما اخترع الكفار مصطلحا من المصطلحات التي يُراد بها القضاء على المصطلحات الشرعية إلا بادر المنافقون إلى استعماله ونشره، والتسويق له، والدعوة إليه، ومحاربة من حذر منه. وفي السنوات الأخيرة سكَّ ملاحدة الغرب جملة من المصطلحات الفضفاضة البراقة الخادعة، أرادوا بها إفراغَ الإسلام من محتواه، وحَشْرَه في خانة التعبدات دون الحكم على الأفكار والمعاملات والعلاقات، كما فعلت الثورة العلمانية الفرنسية بالديانة النصرانية المحرفة، وبات مفكرو الغرب يستخدمون تلك المصطلحات، ويُلِحُّون في كتاباتهم على معانيها ومضامينها، فتلقفها عنهم المنافقون والجاهلون من العرب، فصار استخدام هذه المصطلحات في مقالاتهم المنطوقة والمكتوبة هو عنوانَ التحضر، ودليل الثقافة!! وكثير من الجهلة ينقلونها عنهم ولا يدرون عن المضامين التي تخفيها شيئا، وذلك مثل مصطلح الإنسانية التي يراد بها نقل الأخوة في الدين إلى الإخوة في الإنسانية، وتعطيل الولاء للمؤمنين والبراءة من الكفر وأهله، وإلغاء الحصر الذي جاء في قول الله تعالى: {إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات:10] ثم قذفوا بمصطلح التعايش السلمي وهم لم يتعايشوا مع المسلمين سلميا إلى اليوم، ولن يتعايشوا معهم إلى آخر الزمان، ولكنهم أرادوا ذبح ضحاياهم وهم مستسلمون، ثم قذفوا بمصطلح الآخر بديلا للمسميات الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي الكافر والمنافق والمرتد والمبتدع، وظن كثير من الناس أن تلك المصطلحات المحدثة مجرد استعمالات لغوية مولدة اقتضاها تطور اللغة الفكرية والصحفية ليس غير.


ولما رأى المنافقون أن هذه المصطلحات قد رسخت في أذهان الناس، وكثر استعمالها، وقلَّ استنكارها واستغرابها بدءوا بالإلحاح على مضامينها، واستخراج معانيها، ودعوة الناس إلى لوازمها، فانبرى بعضهم إلى نفي الحقيقة المطلقة، ولازم ذلك نفي اليقين بالإسلام؛ لأنه في واقع الأمر حقيقة مطلقة، وآخرون منهم زعموا أن جميع الطرق توصل إلى الله تعالى، وأن الأديان يترك الفصل فيها إلى عدل الله يوم القيامة، وأنه لا يجوز الحكم على الكفار بالنار، بل لا يجوز إطلاق الكفر على اليهود والنصارى، ولا على من لم يؤمن بالإسلام إذا لم يحاربه، وزعم بعضهم أنّ من التشويه والتحريف لكلمة (لا إله إلاّ الله) القولُ باقتضائها الكُفر بالطّاغوت، ونفي سائر الدِّيانات و التأويلات، أو أنّ معناها: لا مَعبود بِحقٍّ إلاّ الله تعالى.


وفي هذه الأقوال الفاسدة ومثيلاتها إبطال لدين الإسلام، وتصحيح لكفر الكفار، وإفراغ لكلمة التوحيد من معانيها ولوازمها، ودعوة إلى اعتناق الإلحاد العلماني الغربي.


ولست أدري هل يعلم من يقولون ذلك ويرضونه من زنادقة العصر وجهلته أن في تلك المقولات الكفرية تكذيبا للقرآن، وطعنا في النبي عليه الصلاة والسلام.


أما تكذيب القرآن فإن الآيات القرآنية متكاثرة في الحكم على اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين بالكفر، وأن مأواهم نار جهنم خالدين فيها أبدا، وهي آيات لا تقبل التأويل ولا التحريف؛ لوضوحها وقطعية دلالتها، ولا سبيل لمن أراد مخالفتها إلا الكفر بها، ورد ها ورفض القرآن وما دل عليه.


وأما الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم فهو المبلغ للقرآن، فإما أنه زاد فيه من عنده وهذا رمي له بالكذب، حاشاه من ذلك صلى الله عليه وسلم، وإما أنهم يُقرون بأن ما جاء به هو من عند الله تعالى فتكون مقولاتهم من الكفر بالله تعالى وكتبه ورسله عليهم السلام. ولا أبلغ في المنافقين من قول الله تعالى: {المُنَافِقُونَ وَالمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ المُنَافِقِينَ هُمُ الفَاسِقُونَ * وَعَدَ اللهُ المُنَافِقِينَ وَالمُنَافِقَاتِ وَالكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ} [التوبة:67 - 68].

 

فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، واحذروا زيغ القلوب، وتعوذوا بالله تعالى من الضلال بعد الهدى؛ فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابعه يقلبها كيف شاء {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [الأنفال:24].


أيها المسلمون: من قرأ الآيات القرآنية في أوصاف المنافقين وجد أن أوصافهم في هذا العصر لا تعدو ما تنزل به القرآن الكريم قبل أربعة عشر قرنا، {الحَمْدُ لله الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف:1] و{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1].


إن من يقرأ مقالات زنادقة العصر يجد أنها تدَّعي الإصلاح، والمشاريعُ التغريبية التخريبية التي يدعون الأمة إليها يسمونها إصلاحا، وينعتهم الإعلام الغربي في صحفه ومجلاته وقنواته وإذاعاته بالإصلاحيين، وإن ظهر أحدُهم في قناة أو إذاعة أو صحيفة فهو يتشدق بأنه من دعاة الإصلاح، ويصيح داعيا إلى إصلاح الخطاب الديني، وإلى إصلاح القضاء والمناهج والمنابر، وإصلاح الجمعيات الخيرية الدعوية منها والإغاثية، والمراكز الصيفية، وحلقات تحفيظ القرآن، ثم تشرئبُ لترى ما هو هذا الإصلاح الذي يدعو إليه، فإذا هو الإفساد للبلاد والعباد، وتعطيل الإسلام، وإبطال الأحكام.


وصفة الإفساد صفة ملازمة للمنافقين في كل زمان ومكان، نعتهم الله سبحانه وتعالى بها في أوائل القرآن، فقال عز وجل في أول سورة البقرة {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} [البقرة:11] تلك هي دعواهم التي يدَّعونها في عصرنا هذا، وهي دعوى الإصلاح، ولكن الله تعالى كذب دعواهم فقال سبحانه {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}[البقرة:12].


علق الإمام الطبري على هذه الآية واصفا أعمال المنافقين فكأنه والله يتكلم عن زنادقة عصرنا، وهو رحمه الله تعالى عاش في القرن الثالث أي قبل أحد عشر قرنا من الآن، يقول رحمه الله تعالى: فأهل النفاق مفسدون في الأرض بمعصيتهم فيها ربَهم، وركوبِهم فيها ما نهاهم عن ركوبه، وتضييعهم فرائضه، وشَكِّهم في دينه الذي لا يُقبل من أحد عملٌ إلا بالتصديق به، والإيقانِ بحقيقته، وكذِبهم المؤمنين بدعواهم غيرَ ما هم عليه مقيمون من الشكِّ والريب، ومظاهرتِهم أهلَ التكذيب بالله وكتبه ورسله على أولياءِ الله إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا؛ فذلك إفسادُ المنافقين في الأرض، وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها.انتهى كلامه رحمه الله تعالى، فساقة ابنُ كثير الدمشقي الذي عاش في القرن الثامن، أي قبل ستة قرون من الآن، فقال رحمه الله تعالى: وهذا الذي قاله حسن؛ فإن من الفساد في الأرض اتخاذَ المؤمنين الكافرين أولياء كما قال {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال:73] فقطع الله الموالاة بين المؤمنين والكافرين كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لله عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا} [النساء:144].


وأقول بعد قولي هذين الإمامين الكبيرين: إن ما وصفا به المنافقين؛ استرشادا بالآية الكريمة لا يعدو صفات زنادقة عصرنا هذا، بل زاد الزنادقةُ على ذلك أنهم من شدة موالاتهم للكفار يريدون تغيير ديننا، وتكذيب قرآننا، لصالح أفكارهم المنحرفة!!


كيف لو سمع الإمامان الطبري وابن كثير تصحيح زنادقة عصرنا هذا كفر الكفار، مع الشك في الإسلام، ومحاولة تبديل مسميات الكافر والمنافق واليهودي والنصراني والمبتدع إلى مصطلح الآخر؛ حتى لا يُجرَح شعوره، ولا يضيق صدره، ولو كان حربا على الإسلام والسنة.


إنه زمن عجيب بلغ فيه هيام بعض الناس بالكفر وأهله حدَّا مخيفا، ولا ذلةَ أشدُ انحطاطا من هذه الذلة التي يستجدي بها زنادقةُ العصر إخوانهم من اليهود والنصارى والملاحدة والمبتدعة، وثمن هذا الاستجداء: إلغاءُ الإسلام، وتكذيب القرآن، والطعن في النبي عليه الصلاة والسلام.


والذلُ والهوان يصنعان العجائب في النفوس الضعيفة، ويأتيان بالبواقع والأوابد، ويذكر في هذا الشأن أن خطيبا في الشام أراد أن يستمليَ قلوب اليهود والنصارى في زمن التطبيع هذا فقال في آخر خطبته:اللهم صلِّ على محمد وعيسى وأخيهما موسى! فقال له أحد الحاضرين: وذي الكفل، أم ليست له سفارة عندها مصاري؟! نعوذ بالله تعالى من الخذلان، ونسأله سبحانه الثبات على الإيمان والسنة.


إن محاولات المنافقين تغيير دين الله تعالى لن تجديهم نفعا، وهم ومن تبعهم واستمع إليهم يضرون أنفسهم ولن يضروا الله تعالى شيئا، ودين الله تعالى محفوظ مهما قالوا وكتبوا، وستنبري طائفة في كل عصر ومصر من العلماء الربانيين، والأئمة المهديين، يذبون عن دين الله تعالى، ويحمون شريعته من تحريف المحرفين، ويكشفون للناس سوءة الذين في قلوبهم مرض؛ ليبين الحق للناس، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حيي عن بينة، وحسبنا الله تعالى على كل من يريد إضلال الناس، وتبديل دين الله تعالى، وتحريف شريعته: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ} [التوبة:129].


اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم....