حب الخير للمسلمين جميعا

تذكير لنفسي ولك :

من خصال المسلم : حب الخير للمسلمين جميعا ، وتمني هدايتهم ، وسلامتهم من الزلل والضلال ، مع الحرص على الستر والرفق ما أمكن ذلك ، وحمل الكلام على أحسن محامله ، وفتح باب الإعذار ما وجد لذلك سبيلا ، والعمل على جمع الكلمة ، والتئام الشمل ، والبعد عن كل ما يثير الفرقة والضغينة ، وتقديم الانتماء للإسلام على سائر الانتماءات الضيقة ، والتحزبات المحدثة .

ومن دلائل عدم الصدق في النصيحة لأخيك المسلم : أن تتمنى وقوعه في الغلط ، وتجتهد في التفتيش عن أخطائه ، وتفرح بذلك أشد الفرح ، وتحمل كلامه على أسوأ المحامل ، وتتفنن في تعييره وتوبيخه ، وتعيد وتزيد في تذكيره بزلته ، مستخدما أخشن الألفاظ وأقساها ، مغلقا أمامه طريق الرجوع والاعتراف بالحق .

ومن خصائص أهل السنة والجماعة أنهم أحرص الناس على الحق ، وأرحمهم بالخلق ، وأنهم ينصحون ولا يعيرون .

ورحمة الله على الإمام المبجل : أحمد بن حنبل الذي مر بمحنة عظيمة ، وبلاء شديد ، فثبت ثبات الجبال ، صادعا بالحق ، مستمسكا بالسنة ، ورغم شدة ما أوذي وخذل فقد " كَانَ دُعَاؤُهُ فِي السُّجُودِ:

اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ عَلَى الْحَقِّ فَرُدَّهُ إِلَى الْحَقِّ لِيَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ "

البداية والنهاية 14 / 390 .