لعل من أعظم نعم الله عليك ما منعه عنك

حسين عبد الرازق

وكم من إنسان أُعطِي ما يطلبُ فَفُتن به وما رعاه حق رعايته، وكفر نعمة الله.

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

لعلّ من أعظم نِعم الله عليك:ما مَنعه عنك، وما صرفك عنه مما تطلبُه وتُلِحُّ عليه
وكثيرٌ من الناس لا يُقدّر ذلك؛ فيظن أنّ المنعَ لا يكون إلا حِرمانًا أو عقوبة!
ولا يحمدُ ربّه إلا على العطاء
ويظنُ أن العطاء يجب أن يكون خيرا ونعمة ولا يعلم أنه ابتلاء/امتحان. 
ولا يعلمُ أن كثيرا مما يمنعه الله هو من لُطفه به ورحمته وفضله. 
وكم من إنسان أُعطِي ما يطلبُ فَفُتن به وما رعاه حق رعايته، وكفر نعمة الله. 
كم من امرأةٍ كان جمالُها البابَ الذي دخلت منه إلى جنهم وفتنتْ غيرها به. 
وكم من رجُل كان مالُه هو الذي فتح له أبواب المعاصي وسهّلها له
وكم من رجلٍ كانت شُهرتُه سببَ شقائه. 
وكم من فقير لو أغناه الله لطغى. 
وكم من امرأةٍ لو كانت أجمل مما هي عليه لحسدَها الناسُ أو فُتِنتْ
وكم من عقيمٍ لو جاءه ولدٌ لأشقاه أو فُتِن به... 
#فكما أنه لا مانع مما أعطى الله ولا مُعطِي لما منعَ = فكذلك :اللهُ عز وجل المحمودُ على ما أعطى وعلى ما مَنعَ
***
هل يعني ذلك أن لا أسأل اللهَ من خير الدين والدُّنيا؟
كلا، بل اسأل الله ما تريد من الخير 
ولكن لا تفرحْ بما آتاك منه فرحَ الجاهل الذي يظن أن مجرد العطاء نعمة! 
 ولا تحزنْ على ما فاتك، حُزن من يظنُ المنع حرمانا ونِقمة، وحُزنَ الساخط على ما قدّر الله. _
واتق الله فيما عندك من عطاء الله فإنما هو ابتلاء/امتحان لينظُر كيف تعملون
واعلمْ أنّ نِعمة (الإسلام) يتلاشى بجانبها كُلُّ مصيبة، ويصغُر كلُ مفقود
فمن مَن الله عليه بالإسلام والثبات عليه حتى يلقى ربّه فتلك هي النعمةُ التامّة/الخالصة الصافية الكاملة
قال ربُنا {ٱلۡیَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِینَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَیۡكُمۡ نِعۡمَتِی وَرَضِیتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِینࣰاۚ}