واقترب موسم الحرث
*جاء موسم الحرث* ليقول للغافل تذكّر فضل العمل الصالح ويوقظ الكسول ليُبادر الزمان الفاضل في خير زاد ويشحذ الهمّة للمسارعة إلى مرضات الرحمن.
- التصنيفات: الحث على الطاعات - العشر من ذي الحجة -
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد /
أياماً معدودات تفصلنا عن *خير أيام الدنيا* وعن أعظم الأيام ثواباً للعمل الصالح.
والعاقل الناصح لنفسه من يغتنم الفرص لزيادة أغلى ما يمكن تحصيله في دنياه *الحسنات الباقيات *
إدراك العشر فضل ليس بعده فضل، وعطاء يُدرك مكانته من عقِل عن الله أمره.
عشر ذي الحجة خير أيام الدنيا، وهي خاتمة أشهر الحج، وفيها خير الأيام عند الله.
والعمل الصالح فيها " *أحبّ إلى الله*، *وأعظم أجراً*، *وأكثر ثواباً*، *وأفضل مكانةً *
استحضر منزلتها...
تذكّر فضلها لترجو إدراكها، وتسأل ربك بصدق بلوغها.
انوِ الفعل الخير فيها، واعقد العزم على اغتنامها ليوفقك الله إذا بلغتها، فالناصح لنفسه من يعقد العزم لاغتنامها رجاء توفيقاً من الرحمن، واحتساباً للأجر إن خرمته يدُ المنون ولم يدركها.
جاء موسم الحرث: ليقول للغافل تذكّر فضل العمل الصالح ويوقظ الكسول ليُبادر الزمان الفاضل في خير زاد ويشحذ الهمّة للمسارعة إلى مرضات الرحمن.
واهاً لريح الجنّة: " قالها الصحابي الجليل وهو مقبل على ساحات الجهاد، وأنت اليوم عملك الصالح خير من الجهاد في غيرها، وأعظم أجراً فيما دونها من الليالي والأيّام، فاعرف فضلها، وعّظم قدرها لتكون أسرع النّاس للطاعات فيها، وأكثرهم إقبالاً عليها.
عشر ذي الحجة: أقسم بها الرحمن تنويهاً لفضلها وبياناً لمنزلتها فدونك خير المواسم.
*صلاتك فيها أعظم أجراً من صلاتك في غيرها*.
*وصومك النافلة فيها أعظم من صومك في غيرها*.
*وذكرك وصدقتك، وبرك وصلتك، وبذلك للمعروف ودلالتك على الخير ونحوها من أعمال البِّر*.
أجرك فيها أعظم ثواباً وأكثر قدراً عند الله، فاهتبل فرصة البقاء - إن أدركتها - وتذكّر من حُرموا بلوغها لتظفر بما حُرمه غيرك، وتفوز بما فات سواك.
اللهم قوةً على طاعتك.
وإعانةً على مراضيك.
وتوفيقاً لهداك.
وتيسيراً لفعل الصالحات.
______________________________________
الكاتب: عادل بن عبدالعزيز المحلاوي