باب فضل يوم عرفة
عبد الله بن حمود الفريح
عَنْ عَائِشَة أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»
- التصنيفات: العشر من ذي الحجة -
عَنْ عَائِشَة أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْداً مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ»؟ (رواه مسلم).
تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث ( 1348 )، وانفرد به عن البخاري، وأخرجه النسائي في "كتاب مناسك الحج"، "باب ما ذكر في يوم عرفة"، حديث ( 3003 )، وأخرجه ابن ماجه في "كتاب المناسك"، "باب الدعاء بعرفة"، حديث ( 3014 ).
شرح ألفاظ الحديث:
♦ ((ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ))؛ أي: يُثني عليهم عند الملائكة.
♦ ((فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ)): جاء عند أحمد رحمه الله إكمالًا لهذا السؤال أنه جل وعلا يقول للملائكة: ((انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًًا غبرًا يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ... )).
من فوائد الحديث:
الفائدة الأولى: الحديث دليل على فضل الله تعالى على عباده في ذلك اليوم، نسأل الله من فضله، فهو أكثر يوم يعتق فيه الله جل وعلا عبدًا من النار، ويدنو فيه جل وعلا، ويشهد الملائكة بأنه قد غفر لهم بعدما يباهي بهم عند الملائكة.
الفائدة الثانية: الحديث فيه إثبات صفة الدُّنو لله تعالى، وهي من الصفات الفعلية الثابتة له سبحانه، فأهل السنة والجماعة يثبتون هذه الصفة من غير تمثيلٍ ولا تكييفٍ، ومن غير تعطيلٍ ولا تحريفٍ، ولذا من أسمائه جل وعلا ( القريب).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأما دُنُوُّهُ وتقرُّبه من بعض عباده، فهذا يُثبته من يثبت الأفعال الاختيارية بنفسه، ومجيئه يوم القيامة ونزوله، واستواءَه على العرش، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث، والنقل عنهم بذلك متواتر"؛ [ انظر مجموع الفتاوى ( 5/ 466 )].
وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله بعد ذكره للكلام السابق: "فأي مانعٍ يَمنع من القول بأنه يَقرُب من عبده كيف شاء مع علوِّه؟"؛ [انظر القواعد المثلى ص ( 75 ) ].