افرح بالعيد.. لتعظم شعائر الله
من السنة أن تقام صلاة العيد في مصلى ويرفع الرجال أصواتهم بالتكبير، وممكن التكبير بشكل جماعي فعن عمر (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أنه كان يكبر فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، فيسمعهم أهل السوق فيكبرون حتى ترتجف منى كلها تكبيراً
- التصنيفات: مناسبات دورية -
ارتدي ثوبًا جميلًا وارسم على ملامحك فرحة باستقبال العيد هنئ من حولك وردد على مسامعهم "تقبل الله منا ومنكم"، وقدم لهم الحلوى ابتهاجًا بهذه المناسبة العظيمة، وتذكر بأن هذه الأيام ليست مثل غيرها فإنها نعمة من الله تعالى لك وللمسلمين في بقاع العالم.
لا تجمع أحزانك في هذا اليوم مهما كانت ظروفك فصبر على كل ما أحاطك من أمور، وافتح لقلبك نافذة الفرح بالتكبير والتهليل والتحميد فالعيد لدى المسلمين عبادة فإن بذلك كله تعظيم لشعائر الله تعالى حيث يقول عزوجل في كتابه العزيز: {وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32].
فهي أيام خير فعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَقَالَ: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْأَضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْرِ».
ومن سنن عيد الأضحى الاغتسال ويستحب الزينة والتطيب للرجال حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم) فِي جُمُعَةٍ مِنَ الْجُمَعِ: «يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ جَعَلَهُ اللَّهُ عِيدًا فَاغْتَسِلُوا وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طِيبٌ فَلَا يَضُرُّهُ أَنْ يَمَسَّ مِنْهُ وَعَلَيْكُمْ بِالسِّوَاكِ» فإن كان ذلك للجمعة وقد سماه عيدًا فهذا ينطبق على العيد الأضحى والفطر.
وكان (عليه الصلاة والسلام) لا يصوم يوم الأضحى حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ أَبِي حُرَّةَ الأَسْلَمِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا): سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ نَذَرَ أَنْ لاَ يَأْتِيَ عَلَيْهِ يَوْمٌ إِلَّا صَامَ، فَوَافَقَ يَوْمَ أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ، فَقَالَ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[الأحزاب: 21] لَمْ يَكُنْ يَصُومُ يَوْمَ الأَضْحَى وَالفِطْرِ، وَلاَ يَرَى صِيَامَهُمَا".
ويؤخر تناول الطعام إلى بعد صلاة العيد وأن يضحى ويأكل من أضحيته، وأن يسير على الأقدام إلى المصلى لصلاة العيد إن لم يترتب على سيرة مشقة، وأن يكون الذهاب للمصلى من طريق والعودة من طريق أخر فصلاة العيد سنة مؤكدة.
ومن السنة أن تقام صلاة العيد في مصلى ويرفع الرجال أصواتهم بالتكبير، وممكن التكبير بشكل جماعي فعن عمر (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) أنه كان يكبر فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، فيسمعهم أهل السوق فيكبرون حتى ترتجف منى كلها تكبيراً، حتى يقوم الإمام لصلاة العيد.
ويبدأ التكبير في عيد الأضحى من فجر يوم عرفة حتى غروب شمس آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة أي رابع أيام العيد.
ويمكن لكل مسلم أن يردد إحدى صيغ التكبير الآتية:
*الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
*الله أكبر الله أكبر، لا الله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
*الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرًا.
وصلاة العيد ليس لها سنة قبلية ولا بعدية فعَنِ ابْنِ عَبَّاس (رضي الله عنهما): " أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صَلَّى يَوْمَ الفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لَمْ يُصَلِّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا".
وصلاة العيد ليس لها أذان ولا إقامة فعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْعِيدَيْنِ، غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ، بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ".
ويستحب لمن فاتته صلاة العيد مع الإمام أن يصليها قبل الظهر على هيئتها، وبنفس العدد من التكبيرات.
ولا يغفل المسلمين في هذه الأيام الفضيلة عن ذكر الله تعالى والمحافظة على العبادات، ورغم أن العيد فرح لكن هذا لا يعني وخاصة للنساء التبرج عند الخروج والتقاء الضيوف لمن لا يحل لها من الرجل فالعيد لا يعني معصية الله تعالى بالاختلاط، وسماع الأغاني الماجنة، ومشاهدة الأفلام، وقضاء الوقت كله بالنوم.
والعيد يكون فيه توسعة على الأهل ولكن هذا لا يعني التبذير والإسراف حيث يقول الله تعالى: {وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام:141].
والعيد هو الفرح بطاعة الله تعالى، وأن لا يكون يوم للحزن خاصة أن البعض يذهب في اليوم الأول من العيد لزيارة القبور فهذا الفعل فيه بدعة، خاصة أن السنة أنه بعد صلاة العيد يكون النحر فعَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ)، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «إِنَّ أَوَّلَ مَا نَبْدَأُ فِي يَوْمِنَا هَذَا أَنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ أَصَابَ سُنَّتَنَا».
رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي بالعفو والمغفرة {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف:21]، وتقبل الله منا ومنكم.
________________________________________
المصادر:
* الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه ( صحيح البخاري) لمحمد بن إسماعيل المشهور بالبخاري.
* المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لمسلم النيسابوري.
*سنن أبي داود لسليمان السِّجِسْتاني.
*السنن الكبرى لأحمد الخراساني المشهور بالبيهقي.
*أحكام العيد آدابه (صادرة عن رابطة علماء فلسطين).
________________________________________________________
الكاتب: ريما محمد عمر زنادة