كلمة الحق ، والعدل في الغضب والرضى
أحمد قوشتي عبد الرحيم
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " وأسألك كلمة الحق ، والعدل في الغضب والرضى "
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " وأسألك كلمة الحق ، والعدل في الغضب والرضى "
وهذا معنى عظيم جدا ، فقول الحق ، والحكم بالعدل في حال الرضا ، ومع من تحبه وتهواه : أمر سهل يحسنه كل أحد ، ولا يشق على النفس البشرية ، أما الصعب حقا ، والذي لا يطيقه سوى الأفذاذ ، فهو قول الحق في حال الغضب والخصومة ، والحكم بالعدل مع المخالف الذي تمتلئ نفسك غيظا عليه ، وتؤزك أزا لأخذ ثأرك منه .
وهكذا هي حقيقة الأخلاق ، لا تظهر إلا إذا وضعت على المحك ، وتعرضت للامتحان ، وبليت خبايا النفوس ، وتميز الصادق من المدعي .
وكم من امرئ يظن نفسه حليما كريما متواضعا حسن الأخلاق وعف اللسان ، فإذا اختبرت أخلاقه ، وبليت سرائره ، وتعرض لاختبار صعب ، أو محنة كاشفة ، بان معدنه الحقيقي ، وظهر مكنون النفس وما انطوت عليه الضمائر .
- ولذا كان أفضل صور الإيثار : الإيثار مع الفقر والخصاصة {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}
- وأفضل صور الصدقة والعطاء «أن تصدق وأنت صحيح شحيح ، تحذر الفقر وترجو الغنى »
- وأفضل العفو : العفو عند المقدرة .
- وأفضل التواضع : تواضع الكبار والعظماء .
- وأفضل العفاف : عفاف من تيسرت له سبل المعصية، وعظم أسباب الافتتان بها، لكنه استعصم واستعان بالله تعالى ، ومن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله « رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال إني أخاف الله»