الجزء الثاني عشر
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
إذا أراد الله أمراً من الأصول العظام قدّم بين يديه مقدمة, توطئة له, وتسهيلاً لأمره, واستعداداً لما يرد على العبد من المشاق, ولطفاً بعبده, وإحساناً إليه.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
* الإنسان...جاهل ظالم...إلا من وفقه الله, وأخرجه من هذا الخلق الذميم إلى ضده, وهم الذين صبروا أنفسهم عند الضراء فلم ييأسوا, وعند السراء فلم يبطروا, وعملوا الصالحات من واجبات ومستحبات.
* الإنسان...الله إذا أذاقه منه رحمه, كالصحة والرزق والأولاد, ونحو ذلك, ثم نزعها منه, فإنه يستسلم لليأس, وينقاد للقنوط, فلا يرجو ثواب الله, ولا يخطر بباله أن الله سيردها, أو مثلها, أو خير منها.
* الإنسان...الله إذا أذاقه...رحمة بعد ضراء مسته, أنه يفرح ويبطر, ويظن أنه سيدوم له ذلك الخير...وذلك يحمله على الأشر والبطر والإعجاب بالنفس, والتكبر على الخلق, واحتقارهم, وازدرائهم, وأي عيب أشد من هذا ؟!!
* لا ينبغي للداعي إلى الله أن يصده اعتراض المعترضين, ولا قدح القادحين, وخصوصاً إذا كان القدح لا مستند له, ولا يقدح فيما دعا إليه, وأنه لا يضيق صدره, بل يطمئن بذلك, ماضياً على أمره, مقبلاً على شأنه.
* { وأخبتوا إلى ربهم} أي: خضعوا له, واستكانوا لعظمته, وذلوا لسلطانه, وأنابوا إليه بمحبته, وخوفه, ورجائه, والتضرع إليه.
* { إن ربي قريب مجيب} أي: قريب ممن دعاءه, دعاء مسألة, أو دعاء عبادة, يجيبه بإعطائه سؤاله, وقبول عبادته, وإثابته عليها أجل الثواب.
* الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر, وأي فحشاء ومنكر أكبر من عبادة غير الله, ومن منع حقوق الله, أو سرقتها بالمكاييل والموازين.
* بهذين الأمرين: تستقيم أحوال العبد, وهما: الاستعانة بربه, والإنابة إليه, كما قال تعالى: {فاعبده وتوكل عليه} , وقال: {إياك نعبد وإياك نستعين}
* { إن ربي رحيم ودود } ومعنى الودود...أنه يحب عباده المؤمنين ويحبونه
* نقص المكاييل والموازين من كبائر الذنوب, وتخشى العقوبة العاجلة على من تعاطى ذلك, وأن ذلك من سرقة أموال الناس, وإذا كان سرقتهم في المكاييل والموازين موجبة للوعيد فسرقتهم على وجه القهر والغلبة من باب أولى وأحرى.
* الجزاء من جنس العمل, فمن بخس أموال الناس, يريد زيادة ماله, عوقب بنقيض ذلك, وكان سبباً لزوال الخير الذي عنده من الرزق, لقوله: ( إني أراكم بخير ) فلا تتسببوا إلى زواله بفعلكم.
* الصلاة....من أفضل الأعمال...وهي ميزان للإيمان وشرائعه, فبإقامتها على وجهها, تكمل أحوال العبد, وبعدم إقامتها تختل أحواله الدينية.
* من تكملة دعوة الداعي وتمامها, أن يكون أول مبادر لما يأمر غيره به, وأول منته عما ينهى غيره عنه, كما قال شعيب عليه السلام: ( {وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} ) ولقوله تعالى: ( {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} )
* العبد ينبغي له أن لا يتكل على نفسه طرفة عين, بل لا يزال مستعيناً بربه, متوكلاً عليه, سائلاً له التوفيق, وإذا حصل له شيء من التوفيق, فلينسبه لموليه ومسديه, ولا يعجب بنفسه لقوله: {وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}
* ينبغي أن تذكر القصص التي فيها إيقاع العقوبات بالمجرمين في سياق الوعظ والزجر
* ينبغي ذكر ما أكرم الله به أهل التقوى عند الترغيب والحث على التقوى.
* ( { إن في ذلك} ) المذكور, من أخذ الظالمين بأنواع العقوبات, ( {لآية لمن خاف عذاب الآخرة } ) أي: لعبرة ودليلاً, على أن أهل الظلم والإجرام لهم العقوبة الدنيوية, والعقوبة الأخروية.
* السعداء هم: المؤمنون المتقون.
* ( { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار } ) ففي هذه الآية: التحذير من الركون إلى كل ظالم, والمراد بالركون الميل والانضمام إليه بظلمه, وموافقته على ذلك, والرضا بما هو عليه من الظلم. وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة, فكيف حال الظلمة ؟!! نسأل الله العافية من الظلم.
* ( {واصبر } ) أي: احبس نفسك على طاعة الله, وعن معصيته, وإلزامها بذلك, واستمر ولا تضجر.
* ( {فإن الله لا يضيع أجر المحسنين } ) في هذا ترغيب عظيم للزوم الصبر, بتشويق النفس الضعيفة إلى ثواب الله, كلما ونت وفترت.
* النفوس تأنس بالاقتداء, وتنشط على الأعمال, وتريد المنافسة لغيرها.
* من ليس من أهل الإيمان فلا تنفعهم المواعظ, وأنواع التذكير.
* ( {لعلكم تعقلون} ) أي: تزداد عقولكم بتكرر المعاني الشريفة العالية على أذهانكم, فتنتقلون من حال إلى أحوال أعلى منها وأكمل.
* إذا أراد الله أمراً من الأصول العظام قدّم بين يديه مقدمة, توطئة له, وتسهيلاً لأمره, واستعداداً لما يرد على العبد من المشاق, ولطفاً بعبده, وإحساناً إليه.
* الله تعالى جعل للحق والصدق علامات, وأمارات تدل عليه, قد يعلمها العباد, وقد لا يعلمونها.
* اعتصم يوسف بربه...فاستحب السجن, والعذاب الدنيوي, على لذة حاضرة, توجب العذاب الشديد.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ