الخضوع بالقول وعلامات الحب والتعليقات الناعمة
أحمد قوشتي عبد الرحيم
بعض علامات التفاعل على الفيس بوك من المرأة على منشورات الرجال ( مثل أحببته ( القلب ) ( وعلامة العناق ) قد تكون مندرجة - بصورة أو بأخرى وفي أحوال غير قليلة - في باب الخضوع بالقول
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
حول الخضوع بالقول ..وعلامات الحب والتعليقات الناعمة على مواقع التواصل
كتب الدكتور أحمد قوشتي
{فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ}
هذه آية محكمة من كتاب الله ، خوطب بها أفضل نساء وأطهرهن ، وهن نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، في أفضل زمان وأشرفه وهو زمان النبوة ، فما بالك بحال بقية النساء في الأزمان الأخرى ، ومنها زماننا هذا الذي يعج بأشكال وألوان من الفتن لا أول لها ولا آخر !!
و الخضوع بالقول معنى واسع يدخل فيه ابتداء إلانة الكلام وترقيقه والتكسر والتغنج ، ثم يمتد الأمر بدلالة الأولى لما هو أخطر كالعبارات غير اللائقة والمزاح المسترسل ، والتلميحات ، والإشارات الفجة ، وكل ما يصدق عليه أنه خضوع يجد به صاحب القلب المريض سبيلا أو مدخلا إلى غرضه الخبيث .
وفي ظني : أن تعليقات بعض النساء على مواقع التواصل في مخاطبة الرجال ، ومزاحهن ، ورسائلهن على الخاص داخلة في معنى الخضوع ، وأمر آخر من وجهة نظري - والله اعلم - وهو أن بعض علامات التفاعل على الفيس بوك من المرأة على منشورات الرجال ( مثل أحببته ( القلب ) ( وعلامة العناق ) قد تكون مندرجة - بصورة أو بأخرى وفي أحوال غير قليلة - في باب الخضوع بالقول ، وإن كان قصد المرأة التفاعل مع الكلام لا مع قائله ، لكن هذا الفصل بين القول والقائل لا يصلح مع صاحب القلب المريض الذي يوحد بين الأمرين وينتظر أدنى فرصة ليصطاد فرائسه !!
وليس حسن النية من المرأة هنا كافيا ولا نافعا ، لأن الإشكال أن خضوعها بالقول هذا رسالة ، والرسالة لها طرفان : مرسل ومستقبل ، ومهما كان قصد المرسل حسنا ، فإن المستقبل - إذا كان في قلبه مرض- سيحمل الأمور ما لا تحتمل ، وسيضخم ما هو هين ، وسيفسر الأمر العادي بأسوأ تفسير .
إذن ما العمل لإغلاق باب الشر هذا ؟
الجواب يسير ! ويتمثل في الالتزام بأمر الله الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، والذي نهى المرأة عن الخضوع بالقول في مخاطبة الرجال، وإذا تكلمت فعليها أن تقول قولا معروفا بوقار وأدب واحترام وتحفظ .
فهذا أطهر وأزكى لها ، وللرجل ، وللمجتمع ككل ، وأدعى لإغلاق أبواب فتن تبدأ بخضوع يسير في محادثة عابرة منطوقة أو مكتوبة في الواقع الافتراضي أو العالم الحقيقي ، وتنتهي بمصائب وكوارث وخراب بيوت وفضائح في الدنيا والآخرة ، نسأل الله العافية لنا وللمسلمين أجمعين .