الجزء السابع عشر
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
* لا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق, والسعي في نفع عبيده, فمن وفق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة, والنجاح والفلاح.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء السابع عشر
سورة الأنبياء:
* تخصيص السؤال بأهل الذكر والعلم نهي عن سؤال المعروف بالجهل, وعدم العلم, ونهي له أن يتصدى لذلك.
* لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن, فإن كل خير ونعمة وزيادة دينية أو دنيوية, أو أخروية, فإنها بسببه, وأثر من العمل به.
* تأمل هذا الاحتراز العجيب, فإن كل ممقوت عند الله, لا يطلق عليه ألفاظ التعظيم, إلا على وجه إضافته لأصحابه, كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى ملوك الأرض المشركين يقول: " إلى عظيم الفرس ", " إلى عظيم الروم " ونحو ذلك, ولم يقل: " إلى العظيم " وهنا قال تعالى: ( { إلا كبيراً لهم } ) ولم يقل: " كبيراً من أصنامهم " فهذا ينبغي التنبه له, والاحتراز من تعظيم ما حقره الله, إلا إذا أضيف إلى من عظمه.
* من بركة الشام, أن كثيراً من الأنبياء كانوا فيها, وأن الله اختارها مهاجراً لخليله, وفيها أحد البيوت الثلاثة المقدسة, وهو بيت المقدس.
* من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماماً يهتدى به المهتدون, ويمشى خلفه السالكون.
* ( وكانوا لنا ) أي: لا لغيرنا, ( عابدين ) أي: مديمين على العبادات القلبية والقولية والبدنية في أكثر أوقاتهم, فاستحقوا أن تكون العبادة وصفهم.
* الصلاح هو السبب لدخول العبد برحمه الله, كما أن الفساد سبب لحرمانه الخير.
* ( {رحمة من عندنا} ) به, حيث صبر ورضي, فأثابه الله ثواباً عاجلاً قبل ثواب الآخرة, ( {وذكرى للعابدين} ) أي: جعلناه عبرة للعابدين, الذين ينتفعون بالصبر, فإذا رأوا ما أصاب أيوب عليه السلام من البلاء, ثم ما أثابه الله بعد زواله, ونظروا السب وجدوه الصبر.
* ( { وكذلك ننجي المؤمنين} ) وهذا وعد وبشارة لكل مؤمن وقع في شدة وغم أن الله تعالى سينجيه منها, ويكشف عنه ويخفف لإيمانه, كما فعل بـ " يونس " عليه السلام.
* من فوائد الجليس الصالح والقرين الصالح أنه مبارك على قرينه.
سورة الحج:
* من آيات الله العجيبة, أنك لا تجد داعياً من دعاة الكفر والضلال إلا وله من المقت بين العالمين, واللعنة, والبغض, والذم, ما هو حقيق به, وكُلّ بحسب حاله.
* المخبت: الخاضع لربه, المستسلم لأمره, المتواضع لعباده.
* العبادات إن لم يقترن بها الإخلاص, وتقوى الله, كانت كالقشر الذي لا لُبَّ فيه, والجسد الذي لا روح فيه.
* بشارة من الله للذين آمنوا, أن الله يدفع عنهم كل مكروه, ويدفع عنهم بسبب إيمانهم كل شر من شرور الكفار, وشرور وسوسة الشيطان, وشرور أنفسهم, وسيئات أعمالهم, ويحمل عنهم عند نزول المكاره ما لا يتحملوه فيخفف عنهم غاية التخفيف كل مؤمن له من هذه المدافعة والفضيلة, بحسب إيمانه, فمستقل ومستكثر.
* لولا دفع الناس بعضهم ببعض, لاستولى الكفار على المسلمين, فخربوا معابدهم, وفتنوهم عن دينهم, فدل هذا على أن الجهاد مشروع لأجل دفع الصائل والمؤذي ومقصود لغيره.
* البلدان التي حصلت فيها الطمأنينة بعبادة الله, وعمرت مساجدها, وأقيمت فيها شعائر الدين كلها, من فضائل المجاهدين وبركتهم, فبذلك دفع الله عنها الكافرين
* ( {ولله عاقبة الأمور} ) أي: جميع الأمور, ترجع إلى الله, وقد أخبر أن العاقبة للتقوى. فمن سلطه أي: على العباد من الملوك, وقام بأمر الله, كانت له العاقبة الحميدة والحالة الرشيدة, ومن تسلط عليهم بالجبروت, وأقام فيهم هوى نفسه. فإنه وإن حصل له ملك مؤقت, فإن عاقبته غير حميدة, فولايته مشئومة وعاقبته مذمومة.
* العمى الضار في الدين, عمى القلب عن الحق, حتى لا يشاهده, كما لا يشاهد الأعمى المرئيات.
* الله يمهل المدد الطويلة ولا يهمل, حتى إذا أخذ الظالمين بعذابه لم يفلتهم...فليحذر هؤلاء الظالمون, من حلول عقاب الله, ولا يغتروا بالإمهال.
* الله حكيم يقيض بعض أنواع الابتلاء ليظهر بذلك كمائن النفوس الخيرة والشريرة
* ( { إن الله لطيف خبير} ) اللطيف...الذي يسوق إلى عباده الخير, ويدفع عنهم الشر, بطرق لطيفة تخفى على العباد...خبير بسرائر الأمور وخبايا الصدور وخفايا الأمور.
* لا ينبغي أن يثنيك عن الدعوة شيء لأنك ( {على هدى مستقيم} ) أي معتدل موصل للمقصود, متضمن علم الحق والعمل به. فأنت على ثقة من أمرك, ويقين من دينك, فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما أمرك به ربك, ولست على أمر مشكوك فيه, أو حديث مفترى, فتقف مع الناس ومع أهوائهم وآرائهم, ويوقفك اعتراضهم.
* يأمر تعالى عباده المؤمنين بالصلاة...وعبادته...قرة العيون, وسلوة القلب المحزون.
* لا طريق للفلاح سوى الإخلاص في عبادة الخالق, والسعي في نفع عبيده, فمن وفق لذلك فله القدح المُعلى من السعادة, والنجاح والفلاح.
* الجهاد في الله حق جهاده, هو القيام التام بأمر الله, ودعوة الخلق إلى سبيله بكل طريق موصل إلى ذلك, من نصيحة وتعليم وقتال وأدب وزجر ووعظ, وغير ذلك.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ