الجزء الحادي والعشرون..
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
شر ما في الإنسان أن يكون شحيحاً بما أمر الله به, شحيحاً بماله أن ينفقه في وجهه, شحيحاً في بدنه أن يجاهد أعداء الله أو يدعو إلى سبيل الله, شحيحاً بجاهه, شحيحاً بعلمه, ونصيحته, ورأيه.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء الحادي والعشرون
سورة العنكبوت:
* من جدّ واجتهد في طلب العلم الشرعي فإنه يحصل له من الهداية, والمعونة على تحصيل مطلوبه, أمور إلهية خارجه عن مدرك اجتهاده, ويتيسر له أمر العلم.
* طلب العلم الشرعي, من الجهاد في سبيل الله, بل هو أحد نوعي الجهاد, الذي لا يقوم به إلا خواص الخلق, وهو الجهاد بالقول واللسان للكفار والمنافقين. والجهاد على تعليم أمور الدين. وعلى ردّ نزاع المخالفين للحق ولو كانوا من المسلمين.
سورة الروم:
* {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} ...أي: لا يعلمون بواطن الأشياء وعواقبها, وإنما { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا } فينظرون إلى الأسباب, ويجزمون بوقوع الأمر الذي في رأيهم انعقدت أسباب وجوده, ويتيقنون عدم الأمر الذي لم يشاهدوا له من الأسباب المقتضية لوجوده شيئاً, فهم واقفون مع الأسباب, غير ناظرين إلى مسببها المتصرف فيها.
* {وهم عن الآخرة غافلون} من العجب أن هذا القسم من الناس, قد بلغت الكثير منهم الفطنة والذكاء في ظاهر الدنيا إلى أمر يحير العقول, ويدهش الألباب, وأظهروا من العجائب الذرية, والكهربائية, والمراكب البرية والبحرية والهوائية, ما فاقوا وبرزوا, وأعجبوا بعقولهم, ورأوا غيرهم عاجزاً عما أقدرهم الله عليه, فنظروا إليهم بعين الاحتقار والازدراء, وهم مع ذلك أبلد الناس في أمر دينهم, وأشدهم غفلة عن آخرتهم, وأقلهم معرفة بالعواقب, قد رآهم أهل البصائر النافذة في جهلهم يتخبطون, وفي ضلالهم يعمهون, وفي باطلهم يترددون, نسوا الله فأنساهم أنفسهم, أولئك هم الفاسقون.
* الإنابة, إنابة القلب وانجذاب دواعيه, لمراضي الله تعالى, ويلزم من ذلك عمل البدن بمقتضى ما في القلب, فشمل ذلك العبادات الظاهرة والباطنة, ولا يتم ذلك إلا بترك المعاصي الظاهرة والباطنة.
* { إن وعد الله حق} أي: لا شك فيه, وهذا مما يعين على الصبر, فإن العبد إذا علم أن عمله غير ضائع, بل سيجده كاملاً, هان عليه ما يلقاه من المكاره, وتيسر عليه كل عسير, واستقل من عمله كل كثير.
سورة لقمان :
* {ويؤتون الزكاة } )التي تزكى صاحبها من الصفات الرذيلة, وتنفع أخاه المسلم, وتسد حاجته, ويبين بها أن العبد يؤثر محبة الله على محبته للمال, فيخرج محبوبه من المال, لما هو أحب إليه, وهو طلب مرضاة الله.
* {لهو الحديث } أي: الأحاديث الملهية للقوب, الصادّة لها عن أجلِّ مطلوب, فدخل في هذا, كل كلام محرم, وكل لغو وباطل وهذيان, من الأقوال المرغبة في الكفر والفسوق والعصيان, ومن أقوال الرادين على الحق, المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق, ومن غيبة, ونميمة, وكذب, وشتم, وسب, ومن غناء, ومزامير شيطان, ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا.
* فسرت الحكمة بالعلم النافع, والعمل الصالح.
* {ولا تصغر خدك للناس} أي: لا تُملهُ وتعبس بوجهك للناس, تكبراً عليهم وتعاظماً
* {واقصد في مشيك} أي: امش متواضعاً مستكيناً, لا مشي البطر والتكبر, ولا مشي التماوت.
* { إن أنكر الأصوات } أي أفظعها وأبشعها, ( لصوت الحمير ) فلو كان في رفع الصوت البليغ فائدة ومصلحة لما اختص بذلك الحمار الذي علمت خسته وبلادته.
* المنتفعون بالآيات :كل صبار على الضراء, شكور على السراء, صبار على طاعة الله, وعن معصيته, وعلى أقداره, شكور لله على نعمه الدينية, والدنيوية.
سورة السجدة:
* {تتجافي عن المضاجع} أي: ترتفع جنوبهم, وتنزعج عن مضاجعها اللذيذة, إلى ما هو ألذ عندهم منه وأحب إليهم, وهو: الصلاة في الليل, ومناجاة الله تعالى.
* {وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات } من فروض ونوافل, ( فلهم جنات المأوى ) أي: الجنات التي هي مأوى اللذات, ومعدن الخيرات, ومحل الأفراح, ونعيم القلوب والنفوس والأرواح, ومحل الخلود, وجوار الملك المعبود, والتمتع بقربه, والنظر إلى وجهه, وسماع خطابه.
سورة الأحزاب:
* ترى العبد الضعيف الذي يفوض أمره لسيده, قد قام بأمور لا تقوم بها أمة من الناس, وقد سهل الله عليه, ما كان يصعب على فحول الرجال, وبالله المستعان.
* الأسباب تنفع, إذا لم يعارضها القضاء والقدر, فإذا جاء القضاء والقدر, تلاشي كل سبب, وبطلت كل وسيلة ظنها الإنسان تنجية.
* شر ما في الإنسان أن يكون شحيحاً بما أمر الله به, شحيحاً بماله أن ينفقه في وجهه, شحيحاً في بدنه أن يجاهد أعداء الله أو يدعو إلى سبيل الله, شحيحاً بجاهه, شحيحاً بعلمه, ونصيحته, ورأيه.
* الأسوة الحسنة في الرسول صلى الله عليه وسلم, فإن المتأسي به سالك الطريق الموصل إلى كرامة الله, وهو الصراط المستقيم,...وهذه الأسوة الحسنة إنما يسلكها ويوفق لها من كان يرجو الله واليوم الآخر, فإن ما معه من الإيمان, وخوف الله, ورجاء ثوابه, وخوف عقابه, يحثه على التأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ