الجزء الثاني والعشرون
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
{فلا تخضعن بالقول} أي: في مخاطبة الرجال....وتتكلمن بكلام رقيق.
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
فوائد ورقائق من تفسير العلامة السعدي: الجزء الثاني والعشرون
سورة الأحزاب:
* {فلا تخضعن بالقول} أي: في مخاطبة الرجال....وتتكلمن بكلام رقيق.
* ينبغي للعبد إذا رأى من نفسه...أنه يهش لفعل المحرم عندما يرى أو يسمع كلام من يهواه, ويجد دواعي طمعه قد انصرفت إلى الحرام. فليعرف أن ذلك مرض فليجتهد في إضعاف هذا المرض, وحسم الخواطر الردية, ومجاهدة نفسه على سلامتها من هذا المرض الخطر, وسؤال الله العصمة والتوفيق, وأن ذلك من حفظ الفرج المأمور به.
* {وقرن في بيوتكن } أي: اقررن فيها, لأنه أسلم وأحفظ لكُنّ.
* { ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} أي: لا تكثرن الخروج متجملات أو متطيبات, كعادة أهل الجاهلية الأولى.
* من معاني اللطيف: الذي يسوق عبده إلى الخير, ويعصمه من الشر, بطرق خفية لا يشعر بها, ويسوق إليه من الرزق ما لا يدريه, ويريه من الأسباب التي تكرهها النفوس ما يكون ذلك طريقاً إلى أعلى الدرجات, وأرفع المنازل.
* {والحافظين فروجهم} عن الزنا ومقدماته, {والحافظات}
* لا يليق بمؤمن ولا مؤمنة {إذا قضى الله ورسوله أمراً } من الأمور, وحتماً به وألزما به { أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} أي: الخيار, هل يفعلونه أم لا ؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة أن الرسول أولى به من نفسه, فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجاباً بينه وبين أمر الله ورسوله.
* التعليم الفعلي أبلغ من القولي, خصوصاً إذا اقترن بالقول, فإن ذلك نور على نور.
* المستشار مؤتمن, يجب عليه إذا استشير في أمر من الأمور أن يشير بما يعلمه أصلح للمستشير, ولو لم يكن للمستشار حظ نفس, بتقدم مصلحة المستشير على هوى نفسه وغرضه.
* الرأي الحسن لمن استشار في فراق زوجه أن يؤمر بإمساكها مهما أمكن إصلاح الحال, فهو أحسن من الفرقة.
* يأمر تعالى المؤمنين بذكره ذكراً كثيراً....وأقل ذلك أن يلازم الإنسان أوراد الصباح, والمساء, وأدبار الصلوات الخمس, وعند العوارض والأسباب, وينبغي مداومة ذلك في جميع الأوقات, على جميع الأحوال, فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل وهو مستريح, وداع إلى محبة الله ومعرفته, وعون على الخير, وكف اللسان عن الكلام القبيح.
* مما ينشط العاملين أن يذكر لهم من ثواب الله على أعمالهم ما به يستعينون على سلوك الصراط المستقيم,...وأن يذكر في مقام الترهيب, العقوبات المترتبة على ما يرهب منه, ليكون عوناً على الكف عما حرم الله.
* كلما بعد الإنسان عن الأسباب الداعية إلى الشر, فإنه أسلم له, وأطهر لقلبه.
* {يدنين عليهن من جلابيبهن} أي: يغطين بها وجوههن وصدورهن.
* {سنة الله في الذين خلوا من قبل} أن من تمادى في العصيان, وتجرأ على الأذى, ولم ينته منه, فإنه يعاقب عقوبة بليغة.
* {ولن تجد لسنة الله تبديلاً} أي: تغيراً, بل سنته تعالى وعادته جارية مع الأسباب المقتضية لمسبباتها.
* يأمر تعالى المؤمنين بتقواه, في جميع أحوالهم في السر والعلانية, ويخصّ منها ويندب للقول السديد, وهو القول الموافق للصواب, أو المقارب له عند تعذر اليقين....ومن القول السديد, لين الكلام ولطفه في مخاطبة الأنام, والقول المتضمن للنصح والإشارة بما هو أصلح.
سورة سبأ:
* كلما كان العبد أعظم علماً وتصديقاً بأخبار ما جاء به الرسول, وأعظم معرفة بحكم أوامره نواهيه, كان من أهل العلم الذين جعلهم الله حجة على ما جاء به الرسول.
* كلما كان العبد أعظم إنابة إلى الله, كان انتفاعه بالآيات أعظم, لأن المنيب مقبل إلى ربه, قد توجهت إرادته وهمته لربه, ورجع إليه في كل أمر من أموره, فصار قريباً من ربه, ليس له هم إلا الاشتغال بمرضاته, فيكون نظره للمخلوقات نظر فكرة وعبرة, لا نظر غفلة غير نافعة.
* شكر الله تعالى, حافظ للنعمة, دافع للنقمة.
* الباطل, من المحال أن يغلب الحق, أو يدفعه, وإنما يكون له صولة, وقت غفلة الحق عنه, فإذ برز الحق وقاوم الباطل قمعه.
سورة فاطر:
* {فلا تغرنكم الحياة الدنيا } بلذاتها وشهواتها, ومطالبها النفيسة, فتلهيكم عما خلقتم له.
* {ولا يغرنكم بالله الغرور} , الذي هو الشيطان, وهو ( لكم عدو ) في الحقيقة ( فاتخذوه عدواً ) أي: لتكن منكم عداوته, ولا تهملوا محاربته كل وقت, فإنه يراكم وأنتم لا ترونه, وهو دائماً لكم بالمرصاد, ( إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) هذا غايته ومقصوده, ممن تبعه, أن يهان غاية الإهانة بالعذاب الشديد.
* من أسباب قصر العمر, الزنا, وعقوق الوالدين, وقطيعة الرحم, ونحو ذلك, مما ذكر أنها من أسباب قصر العمر.
* يخاطب تعالى جميع الناس, ويخبرهم بحالهم ووصفهم, وأنهم فقراء إلى الله من جميع الوجوه...ولكن الموفق منهم الذي لا يزال يشاهد فقره في كل حال من أمور دينه ودنياه, ويتضرع له, ويسأله أن لا يكله إلى نفسة طرفة عين, وأن يعينه على جميع أموره, ويستصحب هذا المعنى في كل وقت, فهذا حري بالإعانة التامة من ربه وإلهه, الذي هو أرحم به من الوالدة بولدها.
* {إنما يخشي الله من عباده العلماء} فكلّ من كان بالله أعلم كان أكثر له خشية. وأوجبت له خشية الله الانكفاف عن المعاصي, والاستعداد للقاء من يخشاه, وهذا دليل على فضيلة العلم. فإنه داع إلى خشية الله.
* قوله: ( بإذن الله ) راجع إلى السابق إلى الخيرات, لئلا يغتر بعمله, بل ما سبق إلى الخيرات, إلا بتوفيق الله تعالى ومعونته, فينبغي له أن يشتغل بشكر الله تعالى على ما أنعم به عليه.
* طريق العلم الصحيح الوقوف مع الحقائق, وترك التعرض لما لا فائدة فيه. وبذلك تزكو النفس, ويزيد العلم.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ