فوائد من مصنفات الخطيب البغدادي

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

قال الأوزاعي: إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة.[شرف أصحاب الحديث]

  • التصنيفات: طلب العلم -

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فمن العلماء المتقدمين, الذين كان لهم نصيب وافر من التصنيف والتأليف: الخطيب البغدادي, رحمه الله, وقد كانت  مصنفاته في فنون متنوعة, يقول الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه " موارد الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد " : شملت مصنفاته...الحديث وعلومه, والتاريخ وعلم الرجال, والفقه وأصوله, والرقائق والأدب, ويبلغ مجموع مصنفاته ستة وثمانين مصنفاً.

وفي تلك المصنفات الكثير من الفوائد, وقد يسّر الله الكريم فقمت باختيار بعضاً منها, وكان الاختيار من الكتب التالية:

* الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع

* الكفاية في علم الرواية

* الرجلة في طلب الحديث

* شرف أصحاب الحديث

* اقتضاء العلم العمل

* الفقه والمتفقه

* تاريخ بغداد

أسأل الله الكريم أن ينفعني, والجميع بما اخترت وجمعت.

 

 

تعظيم سنة الرسول علية الصلاة والسلام والتمسك بها والانقياد لها:

* قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما يقول عرية يريد ؟ قال: يقول: نهى أبو بكر وعمر عن المتعة. قال ابن عباس: أراهم سيهلكون !! أقول قال النبي صلى الله عليه وسلم, ويقولون نهى أبو بكر وعمر.

* قال مالك بن أنس: سمعت ابن شهاب يقول: سلموا للسنة ولا تعارضوها.

*قال الشافعي: لقد ضلّ من ترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول من بعده

* عن ميمون بن مهران في قوله تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول) قال: الرد إلى الله إلى كتابه, والردّ إلى الرسول إذا قبض إلى سنته.

* نظر سعيد بن المسيب إلى رجل صلى بعد النداء من صلاة الصبح, فأكثر الصلاة فحصبه, ثم قال: إذا لم يكن أحدكم يعلم فليسأل: إنه لا صلاة بعد النداء إلا ركعتين فانصرف فقال: يا أبا محمد أتخشى أن يعذبني الله بكثرة الصلاة ؟ قال: بل أخشى أن يعذبك الله بترك السنة.[الفقيه والمتفقه]

إنكار البدع:

قال الأوزاعي: إذا ظهرت البدع فلم ينكرها أهل العلم صارت سنة.[شرف أصحاب الحديث]

التمسك بآثار السلف:

* قال مالك: إن حقاً على من طلب العلم...أن يكون متبعاً لأثر من مضى قبله [الجامع لأحلاق الراوي وآداب السامع]

* قال الأوزاعي عليك بآثار من السلف وإن رفضك الناس, وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه بالقول فإن الأمر ينجلي وأنت  على طريق مستقيم[شرف أصحاب الحديث]

 

خطورة العبادة بدون علم:

قال ضرار بن عمرو: إن قوماً تركوا العلم, ومجالسة أهل العلم, صلوا وصاموا, حتى بلي جلد أبدانهم على عمه, وخالفوا السنة فهلكوا, والذي لا إله غيره, ما عمل عامل قط على جهل, إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح.[الفقيه والمتفقه]  

أهمية العلم:

قال أبو حنيفة: من ظن أنه يستغني عن العلم فليبكِ على نفسه.[الفقيه والمتفقه]

شرف العلم وعلو منزلة أهله:

* قال بعض أهل العلم: إن فيما عاناه موسى من الدأب والسفر, وصبر عليه, ومن التواضع والخضوع للخضر, بعد معاناة قصده, مع محل موسى من الله, وموضعه من كرامته, وشرف نبوته, دلالة على ارتفاع قدر العلم, وعلو منزلة أهله, وحسن التواضع لمن يُلتمس منه ويؤخذ عنه.[الرحلة في طلب الحديث]

* قال الشافعي: طلب العلم أفضل من صلاة النافلة.[شرف أصحاب الحديث]

* قال القاسم بن خلاد: العلم مصباح العقل, وهو جلاء القلب من صدى الجهل, وهو أقنع جليس, وأسرّ عشيق, وأفضل صاحب وقرين, وأربح تجارة, وأنفع مكسب وأفضل ما أقتني في الدنيا, واستظهر به للآخرة, واعتصم به من الذنوب, وسكنت إليه القلوب, ويزيد في شرف الشريف, ورفعة الوضيع, وقدر الوضيع, أُنس في الوحشة, وأمن عند الشدة, ودال على طاعة الله, وناه عن معصيته, وقائد إلى رضوانه, ووسيلة إلى رحمته.

* قال عبدالله بن المعتز: الجاهل صغير وإن كان شيخاً, والعالم كبير وإن كان حدثا. [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

* قال ابن عباس, رضي الله عنهما: العلم يزيد الشريف شرفاً, ويُجلس المملوك على الأسرة.

* قال ابن عيينة: أرفع الناس عند الله منزلة من كان بين الله وبين عباده وهم الأنبياء والعلماء.

* قال أبو حنيفة: إن لم يكن أولياء الله في الدنيا والآخرة الفقهاء والعلماء فليس لله ولي.[الفقيه والمتفقه]

الإخلاص في طلب العلم:

* إني موصيك يا طالب العلم بإخلاص النية في طلبه.[اقتضاء العلم العمل]

* قال عبدالعزيز بن أبي رزمة: من طلب هذا العلم لله تعالى شرف وسعِد في الدنيا والآخرة ومن لم يطلبه لله خسر الدنيا والآخرة.

* يجب على طالب الحديث أن يُخلص نيته في طلبه, ويكون قصده بذلك وجه الله سبحانه....وليتق المفاخرة والمباهاة به, وأن يكون قصده في طلب الحديث نيل الرئاسة, واتخاذ الاتباع, وعقد المجالس, فإن الآفة الداخلة على العلماء أكثرها من هذا الوجه.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

طلب العلم على العلماء الثقات:

* قال الضحاك بن مزاحم: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذوا دينكم.

* قال الحسن بن صالح: كنا إذا أردنا أن نكتب عن الرجل, سألنا عنه, حتى يقال لنا أتريدون أن تزوجوه ؟ [الكفاية في علم الرواية]

* عن المغيرة, عن إبراهيم, قال: كانوا إذا أرادوا أن يأخذوا عن رجل نظروا في صلاته وإلى سمته وهيئته[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

* قال أبو العالية: كنتُ أرحل إلى الرجل مسيرة أيام لأسمع منه, فأول ما افتقد منه صلاته, فإن أجدهُ يقيمها أقمتُ, وسمعتُ منه, وإن أجدهُ يضيعها رجعتُ, ولم أسمع منه, وقلتُ: هو لغير الصلاة أضيع.[الرحلة في طلب الحديث]  

الحذر من الأخذ أو السماع من أهل البدع والأهواء:

* قال الثوري: من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع.

* قال حماد بن سلمة: حدثني شيخ لهم _ يعني الرافضة _ تاب, قال: كنّا إذا اجتمعنا واستحسنا شيئاً جعلناه حديثاً.

* قال مالك بن أنس: لا يؤخذ العلم من....صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه. [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

الحرص على طلب العلم في الحداثة, وزمن الشبيبة:

التفقه في زمن الشبيبة واقبال العمر, والتمكن منه بقلة الاشتغال, وكمال الذهن, وراحة القريحة, يرسخ في القلب, ويثبت, ويتمكن ويستحكم, فيحصل الانتفاع به, والبركة, إذا صحبه من الله حسن التوفيق.[الفقيه والمتفقه]

بداية طلب العلم بحفظ القرآن الكريم:

* قال ابن مسلم: كنا إذا جالسنا الأوزاعي فرأى فيناً حدثاً, قال: يا غلام, قرأت القرآن ؟ فإن قال: نعم, قال: اقرأ ( يوصيكم الله في أولادكم ) [النساء:11] وإن قال: لا, قال: اذهب تعلم القرآن قبل أن تطلب العلم.

* ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل, إذ كان أجلَّ العلوم, وأولاها بالسبق والتقديم....فإذا رزقه الله تعالى حفظ كتابه, فليحذر أن يشتغل عنه بالحديث أو غيره من العلوم اشتغالاً يؤدي إلى نسيانه[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

 

بعد حفظ القرآن الكريم يشرع طالب العلم في حفظ الأحاديث:

ثم الذي يتلو القرآن من العلوم أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسُننُه, فيجب على الناس طلبها إذ كانت أسّ الشريعة وقاعدتها, قال الله تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) [الحشر:7] وقال تعالى: ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) [النساء:80] [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

طلب العلم حتى الموت:

* قال الجصاص: قلتُ: لأحمد إلى ما يكتب الرجل الحديث ؟ قال: حتى يموت.

* قال عبدالله بن أحمد بن حنبل: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر[شرف أصحاب الحديث]

العمل بالعلم:

العلم شجرة, والعمل ثمرة, وليس يعد عالماً من لم يكن بعلمه عاملاً...

فلا تأنس بالعمل ما دمت مستوحشاً من العلم, ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصراً في العمل, ولكن اجمع بينهما, وإن قلّ نصيبك منهما....والقليل من هذا مع القليل من هذا أنجي في العاقبة...وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمل بها.

* قال سهل بن عبدالله: العلم أحد لذات الدنيا, فإذا عمل به صار للآخرة.

* قال أبو القاسم الجنيد: العلم يشير إلى استعماله, فإذا لم تستعمل العلم في مراتبه رحلت بركاته.

* قال ابن المعتز: علم المؤمن في عمله. قال بشر الحارث: العلم حسن لمن عمل به, ومن لم يعمل ما أضره.

 

* قال الفضيل: على الناس أن يتعلموا فإذا علموا فعليهم العمل.

* قال ابن عيينة: العلم إن لم ينفعك ضرك. قلت [القائل الخطيب] : يعني إن لم ينفعه بأن عمل به, ضرهُ بكونه حُجة عليه[اقتضاء العلم العمل]

* قال أحمد بن عطاء الروذباري: من خرج إلى العلم يريد العلم لم ينفعه العلم, ومن خرج إلى العلم يريد العمل بالعلم نفعه قليل العلم.[تاريخ بغداد]

* قال سفيان: إن أنا عملت بما أعلم فأنا أعلم الناس, وإن لم أعمل بما أعلم فليس في الدنيا أحد أجهل مني.

* عن ابن شوذب, عن مطر, قال: خير العلم ما نفع, وإنما ينفع الله بالعلم من علمه ثم عمل به, ولا ينفع به من علمه ثم تركه.

* قال قاسم بن إسماعيل بن علي: كنا بباب بشر بن الحارث, فخرج إلينا, فقلنا: يا أبا نصر حدثنا, فقال: أتؤدون زكاة الحديث ؟ قال: قلت له يا أبا نصر, وللحديث زكاة ؟ قال: نعم, إذا سمعتم الحديث. فما كان في ذلك من عمل أو صلاة أو تسبيح استعملتموه.

قال المرذوي: قال لي أحمد: ما كتبتُ حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد عملت به, حتى مرَّ بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً, فأعطيت الحجام ديناراً, حين احتجمت.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

أهمية الأدب والخلق لطالب العلم:

* قال الليث بن سعد, رحمه الله: أنتم إلى يسير الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم.[شرف أصحاب الحديث]

 

* الواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أدباً, وأشد الخلق تواضعاً, وأعظمهم نزاهة وتديناً, وأقلهم طيشاً وغضباً.

* قال الحجاج بن أرطاة: إن أحدكم إلى أدب حسن أحوج منه إلى خمسين حديثاً.

* قال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد: قال لي أبي: يا بني, إيت الفقهاء والعلماء وتعلم منهم, وخذ من أديبهم وأخلاقهم وهديهم

* قال حبيب بن حُجر القيسي: كان يُقال: ما أحسن الإيمان يزينه العلم, وما أحسن العلم يزينه العمل, وما أحسن العمل يزينه الرفق, وما أضيف شيء إلى شيء مثل حِلم إلى علم.

* قال مالك: إن حقاً على من طلب العلم أن يكور له وقار وسكينة وخشية.

* يجب على طالب الحديث أن يتجنب اللعب والعبث والتبذل في المجالس, بالسخف والضحك والقهقهة وكثرة التنادر, وإدمان المزاح والإكثار منه, فإنما يستجاز من المزاح يسيره ونادره وطريفه, الذي لا يخرج عن حد الأدب, وطريقة العلم. فأما مُتصله وفاحشه وسخيفه, وما أوغر منه الصدور, وجلب الشر, فإنه مذموم, وكثر المزاح والضحك يضع من القدر, ويزيل المروءة.

* إذا روى المحدّثُ خبراً قد تقدمت معرفته, فينبغي له أن لا يُداخله في روايته, ليُريهُ أنه يعرف ذلك الحديث, فإن فعل مثل هذا كان منسوباً إلى سوء الأدب.

* كان عمرو بن قيس المُلائي إذا بلغه الحديث عن الرجل, فأراد أن يسمعه, أتاه حتى يجلس بين يديه, ويخفض جناحه, ويقول: علمني رحمك الله مما علمك الله.

* قال الأصمعي: سمعت أعرابياً يقول: لا ينتفع الرجل بالقول وإن كان بليغاً مع سوء الاستماع. * قال سليمان بن حرب: زينُ هذا العلم حِلمُ أهله.

 

* قال ميمون بن مهران: التودد إلى الناس نصف العقل, وحسن المسألة نصف الفقه

* قال عبدالله بن هارون: أتيتُ محمد بن يوسف الفيريابي, فقلت له: حدثني خمسة أحاديث, فقال: هاتِ, فجعلتُ أقرأ عليه, فجعل يعدُّ, وأنا لا أعلم, فلما بدأت بالسادس, قال: اذهب فتعلم الصدق, ثم اكتب الحديث.

 * من الأدب إذا روى المحدث حديثاً, فعرض للطالب في خلاله شيء أراد السؤال عنه, أن لا يسأل عنه في تلك الحال, بل يصبر حتى ينهي الراوي حديثه, ثم يسأل عما عرض له. [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

* قال أبو عمرو بن العلا: ليس من الأدب أن تجيب من لا يسألك, أو تسأل من لا يجيبك, أو تحدث من لا ينصت لك.[الفقيه والمتفقه]

أثر العلم على من عمل به:

* قال الحسن: كان الرجل يطلب العلم, فلا يلبث أن يُرى ذلك في تخشعه, وهديه, ولسانه, ويده.* قال مخلد بن الحسين رحمه الله: إن الرجل ليسمع العلم اليسير, فيسود به أهل زمانه, يعرف ذلك في صدقه, وورعه.[الكفاية في علم الرواية]

* قال مالك بن دينار: من تعلم العلم للعمل كسره علمُهُ.[اقتضاء العلم العمل]

* قال سفيان: إن الرجل ليسمع الحديث الواحد, فنرى عليه ثلاثة أيام سمته وهديه.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

الملازمة الطويلة للشيوخ:

* قال ابن جريج: اختلفت إلى عطاء ثمان عشرة سنة...وجالست عمرو بن دينار بعد ما فرغت من عطاء سبع سنين.

* قال يحيى بن القطان: لزمت شعبة عشرين سنة.

* قال الإمام أبو حنيفة جلست إلى حماد فكنت أسمع مسائله, فاحفظ قوله, ثم يعيدها من الغد فاحفظها,....فصحبته ثماني عشرة سنة.[تاريخ بغداد]

كثرة الشيوخ:

قال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ.[تاريخ بغداد]

الدعاء للشيوخ والمعلمين:

* قال الإمام أبو حنيفة النعمان: ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا استغفرت له مع والدي, وإني لأستغفر لمن تعلمت منه علماً, أو علمته علماً.

* كتب عبدالرحمن بن مهدي إلى الشافعي وهو شاب أن يضع له كتاباً فيه معاني القرآن ويجمع فيه فنون الأخبار, وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة, فوضع له كتاب " الرسالة ", قال عبدالرحمن بن مهدي: ما أصلى صلاة إلا وأنا أدعو للشافعي فيها.

* قال عبدالله بن محمد بن زياد: سمعت الميموني بالرقة يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ستة أدعو لهم سحراً, أحدهم الشافعي.[تاريخ بغداد]

أخذ العلم بالتدرج:

* قال الزهري: من طلب العلم جُملة, فاتهُ جملة, وإنما يدرك الحديث وحديثان.

* لا يأخذ الطالب نفسه بما لا يُطيقه, بل يقتصر على اليسير الذي يضبطه, ويُحكم حفظه ويتقنه.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

مذاكرة العلم

* عن أبي ليلى قال: إحياء الحديث مذاكرتُه, فتذاكروا. فقال له عبدالله بن شداد بن الهاد: رحمك الله, كم من حديث أحييته في صدري, قد كان مات.

 

* قال إبراهيم الأصبهاني: كل من حفظ حديثاً فلم يُذاكر به, تفلت منه.

* إذا لم يجد الطالب من يُذاكره, أدام ذكر الحديث مع نفسه, وكرره على قلبه [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

أهمية الحديث لطالب العلم:

قال أبو عروبة الحراني, رحمه الله: الفقيه إذا لم يكن صاحب حديث, يكون أعرج [شرف أصحاب الحديث]

عدم الغياب عن مجالس العلم:

قال يزيد بن هارون لأصحابه: من غاب خاب, وأكل نصيبه الأصحاب.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

رفع البلاء عن الأمر برحلة أصحاب الحديث:

قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: إن الله تعالى يرفعُ البلاء عن هذه الأمة برحلة أصحاب الحديث.[الرحلة في طلب الحديث, شرف أصحاب الحديث]

الحرص على تعليم الصغار الحديث:

وقف عمرو بن العاص رضي الله عنهما على حلقة من قريش, فقال: ما لكم قد طرحتم هذه الأغيلمة ؟! لا تفعلوا, وأوسعوا لهم في المجلس, وأسمعوهم الحديث, وأفهموهم إياه, فإنهم صغار قوم أوشك أن يكونوا كبار قوم, وقد كنتم صغار قوم, فأنتم اليوم كبار قوم.[شرف أصحاب الحديث]

بذل المال لحفظ الصغار للحديث:

قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله قال لي أبي يا بني اطلب الحديث, فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا [شرف أصحاب الحديث]

 

أصحاب الحديث حراس الأرض:

قال سفيان الثوري, رحمه الله: الملائكة حُراسُ السماء, وأصحابُ الحديث حُراس الأرض.[شرف أصحاب الحديث]

الحق عند أصحاب الحديث:

قال هارون الرشيد: طلبت أربعة فوجدتها في أربعة: طلبتُ الكفر فوجدته عند الجهمية, وطلب الكلام والشغب فوجدته مع المعتزلة, وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة وطلبتُ الحق فوجدتهُ مع أصحاب الحديث.[شرف أصحاب الحديث]

مما يعين على طلب الحديث, وحفظه:

* قال ابن مجمع: كنا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به[اقتضاء العلم العمل]

* عن إبراهيم عن إسماعيل قال: كان أصحابنا يستعينون على طلب الحديث بالصوم.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

الحذر من الذنوب فإنها تُنسي العلم:

عن ابن مسعود قال: إني لأحسب الرجل ينسى العلم كان يعلمه بالخطيئة يعملها

[اقتضاء العلم العمل]

تعليم العلم لوجه الله:

عن أبي العالية قال: يا ابن آدم علم مجاناً كما عُلمت مجاناً.[الكفاية في علم الرواية]

الحذر من الفتيا:

* قال عبدالله بن المعتز: زلة العالم كانكسار السفينة, تغرق ويغرق معها خلق كثير.

* قال سفيان: أدركت الفقهاء وهو يكرهون أن يجيبوا في المسائل والفتيا, حتى لا يجدوا بدّ من أن يفتوا.[الفقيه والمتفقه]

 

من بخل بعلمه ابتلي بثلاث:

* قال سفيان الثوري: من بخل بعلمه ابتُلي بثلاث: إما أن ينساه ولا يحفظ, وإما أن يموت ولا ينتفع به, وإما أن تذهب كتبه.

* قال ابن المبارك: من بخل بالعلم ابتُلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه, أو ينساه, أو يتبع سلطاناً.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

وصية نافعة من أم عاقلة:

قال محمد بن القاسم بن خلاد: كان الأوقص قصيراً دميماً قبيحاً, قال: فقالت لي أمي, وكانت عاقلة: يا بني, إنك خلقت خلقة لا تصلح لمعاشرة الفتيان, فعليك بالدِّين, فإنه يتم النقيصة, ويرفع الخسيسة. فنفعني الله بقولها, وتعلمت الفقه, فصرت قاضياً.[الفقيه والمتفقه]

المحبة والبغض:

قال يحيى بن خالد البرمكي: لا يضيق شبر عن متحابين, ولا تتسع الدنيا لمتباغضين.

[ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

اثنان ظالمان:

قال ابن الأعرابي: قال بعض الحكماء: اثنان ظالمان: رجل أُهديت إليه النصيحة فاتخذها ذنباً, ورجل وسع له في مكان ضيق فجلس متربعاً[ الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

كراهة التحديث لمن عارضه الكسل والفتور:

حق الفائدة أن لا تساق إلا إلى مُبتغيها, ولا تُعرض إلا على الراغب فيها, فإذا رأى المحدث بعض الفتور من المستمع فليسكت[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

 

الرئاسة:

* قال سفيان الثوري: كان يقال: من طلب الرئاسة وقع في الدياسة.

* قال يزيد بن هارون: من طلب الرئاسة في غير أوانه, حرمه الله في أوانه.[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

تأديب الأبناء:

* قال ابن عمر رضي الله عنهما لرجل: أدب ابنك, فإنك مسئول عن ولدك ما علمته, وهو مسئول عن برّك وطاعته لك.

* عن علي رضي الله عنه قال في قوله تعالى: ( قوا أنفسكم وأهليكم ناراً ) علموهم وأدبوهم.[الفقيه والمتفقه]  

لين الكلمة والمحبة:

قال الأصمعي: قال أعرابي: من لانت كلمته, وجبت محبته [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

الأريب العاقل:

قيل لأعرابي: من الأريب العاقل ؟ قال: الفطن المتغافل [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

المزاح:

* قال محمد بن المنكدر: قالت لي أمي: يا بُني, لا تمازح الصبيان فتهون عليهم.

* قال عبد لله بن المعتز: المزاح يأكل الهيبة كما تأكل النار الحطب.

* قال سعيد بن العاص لابنه: يا بني, لا تمازح الشريف, فيحقد عليك, ولا تمازح الدنيء فيجترئ عليك[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

 

فتنة للمتبوع وذلة للمُتبع:

ينبغي أن يمنع أصحابه من المشي وراءه, فإن في ذلك فتنة للمتبوع, وذلة للمُتبع [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

من فوائد الصدق:

قال مالك بن أنس: قلَّ ما كان رجل صادقاً ليس بكاذب إلا مُتِّع بعقله, ولم يصبه ما يصيب غيره من الخرف والهرم[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

عقوبة الاستهزاء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال زكريا الساجي كنَّا نمشى في أزقة البصرة إلى باب بعض المحدثين, فأسرعنا المشي وكان معنا رجل متهم في دينه فقال أرفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة لا تكسرها كالمستهزئ فما زال في موضعه حتى جفّت رجلاه, وسقط[الرحلة في طلب الحديث]

الرفيق والصاحب:

* قال الأوزاعي: الرفيق بمنزلة الرقعة في الثوب, إذا لم تكن مثله شأنته.

* قال مجاهد صبحت ابن عمر وأنا أريد أن أخدمه, فكان هو الذي يخدمني[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

التصنيف:

* ينبغي أن يُفرغ المصنف للتصنيف قلبه, ويجمع له همه, ويصرف إليه شغله, ويقطع به وقته, ولا يضع من يده شيئاً من تصانيفه, إلا بعد تهذيبه وتحريره, وإعادة تدبره وتكريره.

* قال أبو عمرو بن العلا: الإنسان في فسحة من عقله, وفي سلامة من أفواه الناس ما لم يضع كتاباً أو يقل شعراً[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]

 

الاقتصاد في الموعظة:

قال الزهري: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه نصيب[الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع]              

                      كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ