وصايا وتوجيهات نحو خطة عملية لتحقيق أهدافك
عبد الله بن حمود الفريح
قال ابن القيم: "أهل العزائم بناءُ أمرهم على الجد والصدق، فالسكون منهم إلى الرخص رجوع وبطالة".
- التصنيفات: تزكية النفس -
الحمد لله الذي أنعم على عباده بكثير من النعم والعطايا، والصلاة والسلام على خير البشرية صلى الله عليه وعلى آلهوصحبه أجمعين، وبعد...
تمرّ بالعبد أيامه وأزمانه التي تقربه ليوم أجله، ولا أخسر صفقة ممن يتقدم به الزمن، ولم يتقدم في تحقيق أهدافٍ تقرّبه إلى الله تعالى.
ومع بدء عام جديد، أو إجازة صيفية أو غيرها من الأزمان تراود العبد أهداف وأمنيات يتمنى تحقيقها وإنجازها، ويضعلها خطة عملية لوقت معيّن وكثيرا ما تتعثر هيه الخطط.
هذه ١٠ وصايا وتوجيهات - أرجو أن تكون نافعة- ينبغي مراعاتها لتحقيق أهدافك وخطتك الشخصية.
أولاً: الاستعانة بالله تعالى:
قال ﷺ: «إذا استعنت فاستعن بالله»
اعلم وفقك الله أن البدء بالله تعالى بطلب الاستزادة والتمكين والتيسيروالإعانة هي أهم ما ينبغي أن تراعيه عند الهمّ بحفظ أو قراءة أو مراجعةأو أي عمل.
وإذا لم تجعل هذا الأمر أهم المهمات فلا تتعب نفسك، وما أوتيت كثير من الخطط والأهداف بالنكوص والفشل إلا بسببضعف هذا الأمر.
ثانياً: استشعار أهمية الوقت:
أقسم الله تعالى بالزمان لعظيم شأنه (والعصر) (والليل إذا يغشى) (والفجر) فليكن الوقت منك ذا بال من خلال أمرين:
• ضع وقتاً لتحقيق الهدف، مثلا سأحفظ جزءاً خلال ١٥ يوماً، سأقرأ هذا الكتاب خلال أسبوع...إلخ
• ضع وقتا مناسبا في يومك لإنجاز الورد اليومي من الهدف الذي تريد تحقيقه، وليكن وقتا مستقلا عن الطوارئوالانشغال أو الإجهاد.
ثالثاً: الاستشارة:
استشر قبل البدء بتحقيق الهدف أهل الفن الذي تريد إنجازه، واعلم أن هذه الاستشارة ستختصر لك الطريق وتؤصله،وتذلل لك الصعاب وتجاوزها، واستظل بمن تستشير على الدوام قبل وأثناء انشغالك بهدفك لاسيما إذا واجهتك عوائق؛ليشتد عزمك وتجاوزك للعقبات.
رابعاً: اختبر مناسبة خطتك:
كثير من الفضلاء يضع خطة حال حماسه فتكون أكبر من طاقته، وبعد البدء بقليل يفتر عنها ويترك تنفيذها، وسبب ذلكهو الخطأ في وضع الهدف.
أقترح عليك بعد وضع الخطة أن تجرّب تنفيذها مدة أسبوع؛ ليتبيّن لك المقدار المناسب في هدفك، وتصحح خطتك بمايناسبك.
خامساً: استمر ولو بالقليل:
في صحيح مسلم من حديث عائشة قال ﷺ: «إن أحب الأعمال إلى الله ما دُووِمَ عليه وإن قلّ» قالت عائشة: "كان آل محمد إذا عملوا عملا أثبتوه".
إثبات العمل أي استمراره أهم من تحقيق مقداره عند التعارض، فلو كان مقدارك اليومي حفظ وجه يوميا وحصل لك ظرففاستمر ولو بحفظ نصف وجه، ولو وضعت مقدار قراءة ٢٠ صفحة يوميا فاستمر ولو بقراءة ٧ صفحات مثلا، لأنالاستمرار يثري عطاءك، والانقطاع مجلبة للكسل ثم بتر العمل.
سادساً: تقسيم الهدف الكبير لأهداف صغيرة:
الهدف الكبير خلال عام يحتاج لأهداف صغيرة يتم تحقيقها وبمجموعها توصل للهدف الكبير، فقولك مثلاً: أريد حفظ٢٤ جزءاً خلال عام عرضة للانقطاع بطول المدة وضخامة الهدف، ولكن بتقسيمه إلى جزئين في كل شهر، وجزء كلأسبوعين يعين النفس على تحقيقه وقياس التعثر فيه.
سابعاً: قياس تحقيق الهدف:
إن ترك النفس وشأنها دون محاسبة ومتابعة عرضة للفشل، كن كالتاجر الذي يجرد أرباحه كل أسبوعين أو كل شهر،فبالمحاسبة والنظر لما حققته من خطتك، وقياس نسبة نجاحها وإخفاقها، ومواضع الخلل وتعديلها يتحقق المراد.
ثامناً: التركيز على تحقيق الهدف:
أثناء مشوار تحقيقك للهدف ستعترضك برامج أخرى ربما تحدثك نفسك بالبدء بها لتحقيقها، وعادة النفس تستحسن كلجديد وتحسن الظن بتحقيقه، فتنبه من هذه القواطع، وركز على هدفك الأساس ولا تسمح بأي عائق يقطعه، فمن أكثرالتنقل يوشك أن يُضيّع ما قصد.
تاسعاً: تجاوز العقبات:
لا تستسلم، وإذا واجهتك ظروف غيّرت شيئا من مسيرك نحو الهدف فلا تلبس معها ثوب الفشل والتقاعس عن تحقيقالهدف، بل اعتبرها كبوة جواد أو استراحة محارب للعودة من جديد، وتذكر بأن ما تواجهه من ثقل النفس للعودة أمراًطبعيا يزول مع الإصرار والمضي نحو الهدف مرة أخرى.
عاشراً: كن ذا عزيمة وصبر:
وإياك والأخذ بالرخص ودنو الهمة في تحقيق المراد، فإن هذا يورثك البطالة ويعوّد نفسك الكسل ثم الفشل في تحقيقالهدف، قال ابن القيم: "أهل العزائم بناءُ أمرهم على الجد والصدق، فالسكون منهم إلى الرخص رجوع وبطالة"
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.