الحيوانات في العراق

ملفات متنوعة

  • التصنيفات: موضوعات متنوعة -

بريجيت باردو:
إليك يامن اعتزلت الفن وضحيت بالشهرة، ووهبت حياتك لخدمة الحيوان.. في أي مكان.

ونظراً لمواقفك المتعصبة ضد المهاجرين العرب بل وضد الفرنسيين الذين ينحدرون من أصول عربية.. أتمنى ألا تشاهدي اسمي العربي في ذيل هذه الرسالة.

ونظراً لأن الإسلام تشوهت صورته في أوروبا فلعله من غير المفيد أن اذكر لك أن الرفق بالحيوان أمر مهم بالنسبة للمسلم.. بل إن امرأة دخلت النار بسبب قطة حبستها حتى ماتت.. والآخر دخل الجنة بسبب كلب أنقذه من العطش، فإن اكثر الناس رفقاً بالحيوان هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. الرجل الذي يحث على الرحمة والرفق بالحيوان بل انه فقه معنى نظرات الجمل الحزينة فأمر أصحاب الجمل ألا يحملوه فوق طاقته.

ولن أطيل عليك.. سأخاطبك عن طريق «عاطفة الحيوان» ولننس الآن أصولنا أو تعصبنا الديني.. وتذكري فقط أننا أنا وأنت والكثيرون أمثالنا نشترك معاً في أننا نحمل هذه العاطفة نحو الحيوان فأردت بصراحة الاستفادة من مجهوداتك الإنسانية لمناصرة الحيوان.

إنني أتمني فعلاً أن تزوري حدائق الحيوان في العراق وحتماً سيروعك المشهد.

لن أدعوك لتنظري الى الأطفال الذين ينحدرون من السلالة البشرية العربية لا.. إياك أن تشاهدي في رحلتك منظر القذارة والملابس المهلهلة والطعام الملوث والمياه القذرة والشعر الأشعث والشفاه المتشققة دعك منهم انهم من اختصاص «لجنة حقوق الإنسان».

وبما أن الدكتورة حنان العشراوي حصلت موخراً على جائزة «سيدني» نظير اهتمامها بحماية حقوق الإنسان.. فلسوف نحملها هم حماية حقوق الإنسان العراقي بعد الفلسطيني طبعاً.

نعم.. دعك من الإنسان.. وهموم الإنسان ومشاكل الإنسان الناس لن يثيروا شفقتك مثلما سيثيرها ذلك الكلب البائس الذي يلهث في شوارع بغداد ويلهث ويلهث.. وهو في حالة لهاث دائم ليس لأنه لا يملك غدداً عرقية لكنه بالفعل يموت عطشاً في الأراضي العراقية.. ان النباح المخنوق يقابله مواء حزين من قطة حزينة. إن القطة في العراق.. متسولة.. قذرة.. نحيلة.. حتى التسول في صناديق القمامة لم يعد يجدي.. إنها مع الأسف سيئة الحظ فالأطفال العراقيون يشاركونها رحلة البحث عن الطعام.

إن الحيوانات هناك قطعاً ستصب بالجنون أو الموت ما لم تتدخل لجنة حقوق الحيوان وبسرعة. وما ذنب هذه الحيوانات المسكينة؟ ولماذا يجب عليها أن تدفع ثمن الحرب؟ وهل السلحفاة أو الحمار يملكان أسلحة للدمار؟ ولماذا الحيوانات تدفع ضريبة هذه الحرب؟ وتتحمل أخطاء البشر؟ انك يا بريجيت باردو تدافعين عن حيوانات السيرك وبضراوة رغم أنها تعيش حياة مرفهة ومنعمة كما يؤكد هذه الحقيقة «ديانا مورينو» صاحب سيرك «مورينو بورمان».

إنني أتمنى أن تزوري الحيوانات هناك لتشاهدي بنفسك أي مأساة يعيشها القرد أو الذئب أو الخنزير أو الكلب أو الفيل.

ولئن كانت النمور في السيرك تعيش في جو مناسب ودرجة حرارة المياه مناسبة فان النمور هناك يكاد يقتلها الحر ولئن كانت حيوانات السيرك تأكل الخضار والفواكه.. والفيل يأكل التفاح والموز والباذنجان والجمل والحمار يأكلان الخس فالحيوانات هناك تعيش مأساة فظيعة ومجاعة حقيقية.

ولكي تهتمي بهذا الأمر وتوليه عنايتك يسرني أن أخبرك أن هذه الحيوانات التي تعيش في العراق ليست من أصول عربية لا الأسود ولا الفهود ولا الدلافين.

إن الفيل الإفريقي حزين.. والكنغارو الاسترالي يتمنى العودة لموطنه.. وان الثور الأسباني لاشك سيصاب بالهستيريا لأنه لا يشاهد سوى اللون الأحمر.

إن الدول عادة تقوم بسحب سفرائها ورعاياها في حالة نشوب حرب في أي بلد كي لا يصابوا بأذى، فلماذا لا تسحب كل دولة حيواناتها حتى لا تصب هي الأخرى بأذى.

حاولي أن تعملي.. ولوحدك.. على إعادة الحيوانات إلى بلدانهم كي يعيشوا مع ذويهم حياة مطمئنة مستقرة. قومي برعاية كل الحيوانات.. ما عدا تلك الحيوانات العربية اتركي لنا الخيل العربي أو الخيل الذي ينحدر من أصول عربية فمن يدري ربما نسرج لها السروج ونستخدمها بدلاً من الدبابات.. ونطرد بها المحتلين.

أتمنى أن ترفعي صوتك بقوة وتقولي تلك المقولة الجميلة «لم نعد في القرن التاسع عشر» «لقد حان الوقت كي يفهم الجمهور أن الحيوانات المتوحشة تتعذب في السيرك».

أو لم يأن الأوان يا بريجيت باردو أن يعلم العالم أن الحيوانات حتى الأليفة منها تتعذب في العراق؟؟!!