الشهية الأمريكية للحروب
هاني مراد
فبعد إبادة السكان الأصليين، وارتكاب أفظع المذابح للتخلص من الهنود الحمر، منذ القرن السابع عشر، وبعد انتهاء حرب الاستقلال مع بريطانيا، عام 1783، سعت أمريكا إلى ضم أراض جديدة، وحاربت المكسيك وإسبانيا وبريطانيا.
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
لم تتوقف أمريكا عن خوض الحروب إلا في 17 عاما فقط، على مدار تاريخها الذي يمتد لنحو قرنين ونصف، خاضت خلاله أكثر من 200 صراع عسكري، وخططت لعشرات الانقلابات عبر جميع أنحاء العالم.
وتملك أمريكا أكثر من 800 قاعدة عسكرية في أكثر من 60 بلدا، عبر جميع أنحاء العالم، كما يعمل جيشها في 156 بلدا. كما تبلغ ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية نحو 800 مليار دولار سنويا، وهو ما يزيد على ميزانيات وزارات الدفاع للدول العشر التي تليها مجتمعة، وهي: الصين، وروسيا، والسعودية، وبريطانيا، وفرنسا، والهند، واليابان، وألمانيا.
فبعد إبادة السكان الأصليين، وارتكاب أفظع المذابح للتخلص من الهنود الحمر، منذ القرن السابع عشر، وبعد انتهاء حرب الاستقلال مع بريطانيا، عام 1783، سعت أمريكا إلى ضم أراض جديدة، وحاربت المكسيك وإسبانيا وبريطانيا.
وبعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1865، سعت أمريكا إلى إيقاد الحروب، بدعوى حماية مصالحها التجارية، فحاربت في مختلف الأراضي والبحار، بدءا من الصين وكوريا والفلبين واليابان، مرورا بالبحر المتوسط وسواحل الجزائر وليبيا، وانتهاء بأمريكا اللاتينية، حيث حاربت في كوبا وهندوراس وبنما وهايتي وكولومبيا! ولم تكن أمريكا لتفوت فرصة خوض الحربين العالميتين، من أجل تحقيق أكبر المكاسب المادية.
ولم يتوقف "المجمع الصناعي العسكري" الأمريكي عن الاستثمار في الحروب وقتـل الأبرياء، بعد الحرب العالمية الثانية التي كانت بمثابة إعلان رسمي، عن أمريكا كقوة عظمى، فخاضت حربين في كوريا وفيتنام، ذاقت فيهما الهزيمة، رغم ما تملكه من أحدث الأسلحة، وأضخم الإمكانات!
وبعد درسي كوريا وفيتنام، عمدت أمريكا إلى شن الحروب بالوكالة، وأشركت غيرها من الدول معها في حروبها، فشنت حربي الخليج الأولى والثانية، واحتلت العراق وأفغانستان، وابتدعت مصطلح "الحرب على الإرهاب" لكي تبرر به قرصنتها، واستلاب الشعوب ثرواتها.