جلد الذات

حسين عبد الرازق

للأسف كثير جدا من شباب المسلمين يحقرون أنفسهم ويجلدونها لذنوب يقعون فيها، ولا يشعرون بأنهم مؤمنون صادقون مُحبون لله ورسوله ودينه وفيهم خيرٌ عظيم.

  • التصنيفات: قضايا الشباب - تزكية النفس -

شابٌ ممن يرون أنفسهم لا خير فيهم 
ذكرَ أنه كان عازمًا على أمر مُحرّمٍ وخارجًا من بيته لفعله
ثم وهو في الحافلة "الأتوبيس" يتصفح الفيس بوك قرأ منشورا لأحدهم عن (ثواب من ترك الحرام لوجه الله مع أنه يشتهيه)
قال فوالله تركتُه وأنا في غاية الشوق إليه..


فقلتُ له: كيف تستفيد من هذا الموقف؟
قال: علمتُ أن الله طيب وجميل ورحيم لأنه صرفني عن الذنب.. مع إني إنسان زبالة وقذر.. وحقير.. الخ
قلت له: بالعكس فأنت مؤمن صادق تُحب الله وتخافُه، و قلبُك حيٌّ، ولو لم تكن كذلك لَما تركتَ حرامًا أنت قادرٌ عليه لوجه الله، فأنت مؤمن ومُهاجر ومُجاهد، آمنتَ بالله وأحببتَه، وهجرتَ ما نهى عنه، وجاهدتَ هواك. 

وكم من إنسان يسمع آيات الله والمواعظ ويقرأ المنشورات ولا يتحرك، فلا تجلدْ نفسك ولا تحقرْها، أنت مستقيم، هذا أصلُك، ويريد الشيطان أن يُوهمك بأنك فاسق فاجر ليُسهّل عليك الدخول في المعاصي وعدم التوبة منها.
 


للأسف كثير جدا من شباب المسلمين يحقرون أنفسهم ويجلدونها لذنوب يقعون فيها، ولا يشعرون بأنهم مؤمنون صادقون مُحبون لله ورسوله ودينه وفيهم خيرٌ عظيم

إنما يتذكر الإنسان ذنوبه وتقصيره حتى لا يغتر بنفسه، وليستغفر ويتوب ويُسارع في الخيرات ويأخذ بأسباب البُعد عنه وليخشى عواقبه.. لا لييأس ويُحبَط ويُهين نفسه أو يحكم عليها بالفِسق والفجور!


-ومن خير الناس عملا في هذه الدنيا من يبعثُ  الأمل في نفوس الناس ويفتح لهم أبواب العمل
والعاقلُ من يعرف: متى يتذكر خيرَه، ومتى يتذكّرُ شرَّه! 


والفقيه من:  يُحبب الناس في الله ويُخوّفهم منه، ولا يُؤيسُهم، ويفتح لهم باب الرجاء والمغفرة ولا يُجرئهم على معصيته
والله يؤتي الحكمة من يشاء.