فوائد من مصنفات الشيخ صالح آل الشيخ (4) مسائل تتعلق بالكتب

فهد بن عبد العزيز الشويرخ

وقال: لا يجوز لأحد ولا يحل له أن ينظر في التوراة والإنجيل نظراً للقراءة, لكن يُباح للعلماء أن ينظروا فيها للرد على اليهود والنصارى, ولإقامة الحجة عليهم.

  • التصنيفات: طلب العلم -

بسم الله الرحمن الرحيم

فوائد من مصنفات الشيخ صالح آل الشيخ

(4) مسائل تتعلق بالكتب

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن أهل العلم المتأخرين معالي الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ, والشيخ له مصنفات كثيرة, وقد يسّر الله الكريم فقرأت أكثرها, واخترت بعضاً مما يوجد بها من فوائد, أسأل الله الكريم أن ينفع الجميع بها. وهذا الجزء الرابع, بعنوان: مسائل تتعلق بالكتب.    

دراسة كتاب كشف الشبهات تكون بعد دراسة كتاب التوحيد:

نوصى الجميع بأن يدرسوا كتاب التوحيد دراسة مفصلة حتى يستفيدوا من هذه الرسالة ومن لم يدرس كتاب التوحيد دراسة مفصلة بدقة فقد لا تتضح عنده الردود على بعص الشبهات تَرِد عليه وهذا لا نريده لأننا نسير بمنهجية في طلب العلم  والأصل أن دراسة كشف الشبهات تكون بعد دراسة كتاب التوحيد[كشف الشبهات29]  

كتب ومراجع في كل منزل:

سئل الشيخ: ما أفضل كتاب يكون مرجعاً لكل منزل ؟ فأجاب: طبعاً في التفسير "تفسير ابن كثير" وفي التوحيد معروف كتب أئمة الدعوة "تيسير العزيز الحميد" أو  "فتح المجيد" وأمثالها وفي الفقه" الروض المربع مع الحاشية مع حاشيته " لأن فيه اختيارات شيخ الإسلام والأدلة...إلى أخره وفي الحديث كتب الحديث كثيرة, لكن من أمثلها "شرح العمدة" للشيخ ابن بسام أو"سبل السلام" وشرح البلوغ يعنى: هذه كتب شيخ الإسلام وابن القيم أيضاً يكون منها ما يصلح للبيت.[لقاءات:267]

وصية بكتاب في اللغة:

قال الشيخ: فيما أذكره في هذا المقام وصية أوصاني بها أستاذنا الشيخ محمود محمد شاكر، أديب مصر وشيخ العربية, وقد قرأت عليه بعض الكتب في الأدب, سألته مرة, قلت له: أوصني بكتابٍ أقرؤه في اللغة. فقال لي: اقرأ لسان العرب. قلت: لسان العرب عشرون مجلدًا أُريد كتابًا آخرَ، قال: إذا كان عشرون مجلدًا كبيرًا عليك، فابحث عن شغلٍ آخرَ غير العلم, وهذه كانت كلمة مؤثرة للغاية, ثم قال: قرأناه على شيخنا محمد سيد المرصفي مرتين وفي الثالثة توفِّي ولم نُكمِلْه[لقاءات :1/476]

الإمام مسلم لم يبوب كتابه:

قال الشيخ: أدخل بعض الناشرين التبويب في داخل صحيح مسلم, وكأن مسلماً رحمه الله هو الذي بوب صحيحه, ومعلوم أن مسلماً رحمه الله لم يبوب كتابه, وإنما جعله كتباً, وأما التبويب الداخلي فإنه من صنع الشراح, فلا ينبغي لطالب العلم أن يقول: رواه مسلم في كتاب صفة القيامة باب كذا, أو في كتاب الصلاة باب كذا, لأن التبويب ليس من صنعه, والكتب يجب أن تُراعى أيضاً, هل ذكرها في أولها أو لم يذكرها.[شرح العقيدة الطحاوية:1/162]

كتاب تنوير المقباس من تفسير ابن عباس رضي الله عنهما مكذوب عليه:

قال الشيخ: غلّط العلماء الفيروزآبادي, صاحب القاموس, في كتاب جمعه في التفسير عن ابن عباس,...فإنه  لأجل عدم علمه بأصول الحديث,....نسب لابن عباس ما هو براء منه[شرح مقدمة في أصول التفسير لشيخ الإسلام ابن تيمية:22]

وقال: تنوير المقباس موضوع مكذوب, لا يجوز أن ينظر فيه على أنه من تفاسير ابن عباس رضي الله عنهما, وإنما هو ملفق, وفيه أقوال مخترعة, وفيه مصائب عظيمة, لا يجوز النظر فيه إلا لمن يعرف حاله من أهل العلم.[محاضرات في التفسر:164]

كتاب " أحكام تمنى الموت " لا يصح نسبته للإمام محمد بن عبدالوهاب:

سئل الشيخ: ما صحة نسب كتاب " أحكام تمنى الموت " للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ؟ فأجاب: لا يصح, هو ملخصه موجود بخط الشيخ, ملخصه من كتاب السيوطي, على طريقة الشيخ إذا مرّ به كتاب لخصه, شافوه بخطه, نسبوه له, ولكن هم لخصه ليعرف كلام القوم واستدلالاتهم, وليس لأحكام تمنى الموت, لا يصح [لقاءات وجلسات:1/300]

كتب الضلال:

قال الشيخ: كتب المبتدعة ما يجوز قراءتها, ولا يجوز اقتناؤها, ولا يجوز التساهل فيها, ولا ذكرها, ولا الإرشاد إليها, أو العزو إليها إلا لحاجة صحيحة, هي في الحكم عند أهل العلم مثل النقل عن التوراة والإنجيل المحرفة.

كتب المعتزلة باب شبهة, يعني الذهن يغيب, والفلاسفة أعظم.[لقاءات:1/79]

وقال: لا يجوز لأحد ولا يحل له أن ينظر في التوراة والإنجيل نظراً للقراءة, لكن يُباح للعلماء أن ينظروا فيها للرد على اليهود والنصارى, ولإقامة الحجة عليهم.

أيضاً مما له حكم التوراة والإنجيل في الاطلاع عليها: كل ما فيه إضلال عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم وسُنته, من الكتب المضللة, ككتب السحر والكهانة وضرب الرمل, وكتب الضلال المختلفة في ذكر النجوم والأفلاك وتأثيراتها, أو كتب الصائبة, أو كتب الوثنيين.[شرح أصول الإيمان:204]

الوصية بالعناية بكتاب " التوحيد " للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:

قال الشيخ: أوصى بالعناية بهذا الكتاب عناية عظيمة, وحفظه, ودراسته, وتأمل مسائله, ومعرفة ما فيه, فإنه الحق الذي كان عليه الأنبياء والمرسلون ومن تبعهم من صالحي عباد الله, هذا وإن الانصراف عن مدارسة ما احتواه مما يجب على العبد تجاه ربه لنذير سوء, وإن الإقبال عليه لمؤذن بالخير والبُشرى.[التمهيد لشرح كتاب التوحيد:561] وقال: احرص على تعلم هذا الكتاب, ومدارسته, وعلى كثرة مذاكرته, وفهم ما فيه من الحجج والبينات, لأنه هو خير ما يكون في صدرك بعد كتاب الله عز وجل, وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم, لأن به _ إن شاء الله _ سبباً عظيماً من أسباب النجاة, والفلاح[شرح فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد:1/201]

كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ