فوائد من السبك الفريد على كتاب التوحيد-2
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
القسم الثاني: مؤمنون مبتلون في الدنيا بالمصائب والفقر والفاقة, ونحو ذلك, وذلك من ابتلائهم, ومن إرادة الله تعالى بهم خيراً.
- التصنيفات: العقيدة الإسلامية -
الابتلاء في البدن يكون بالأمراض والآلام, وبالهموم والأحزان:
العقوبة الدنيوية: تارة تكون في البدن, وتارة تكون في الولد, وتارة تكون في الأهل, وتارة تكون في المال.
فالتي تكون في البدن: تارة تكون بالهموم والأحزان, فيسلط الله على الإنسان الهم والحزن الذي يقلق راحته, وذلك لإرادة الخير له, ليكون ذلك أقوى لإيمانه إذا صبر واحتسب, فيكون ذلك مكفراً لخطاياه وسيئاته التي اقترفها إذا صبر واحتسب.
وتارة يكون الابتلاء في البدن بالألم والمرض, بأن يمرض, أو تعتاده الأمراض في رأسه, أو في عينيه أو في جوارحه أو في بطنه, أو ظهره, أو أعضائه, أو جلده, أو غير ذلك فتكون هذه الأمراض التي يبتلى بها...من إرادة الله به خيراً, حيث عجل له العقوبة في الدنيا.[2/224_225]
أقسام الناس في الابتلاء:
الناس في الابتلاء أربعة أقسام:
القسم الأول: مؤمنون ممتعون في الدنيا بالخير وبالرزق, ولا ينقص ذلك من مرتبتهم بالآخرة.
القسم الثاني: مؤمنون مبتلون في الدنيا بالمصائب والفقر والفاقة, ونحو ذلك, وذلك من ابتلائهم, ومن إرادة الله تعالى بهم خيراً.
القسم الثالث: كافرون ممتعون في الدنيا, قد قدر لهم العيش الهنيء, والسعة, والأمن, وكثره المال, فهؤلاء مما عجلت لهم طيّباتهم, ولا يدل ذلك على كرامتهم.
القسم الرابع: كفار جمع الله لهم بين الأمريين, بين ضيق الدنيا, وعذاب الآخرة, والكل فيها تحت أمر الله تعالى, والله تعالى أعلم.[2/228_229]
مفاسد الإقامة في بلاد الكفار:
ذكر لي كثير من المشايخ, وغيرهم, أن فئاماً وطوائف انتقلوا من بلاد كانت تحكمها الدول الإسلامية, وسكنوا بين بلاد مشركة وكافرة, تمسك الآباء بالإسلام, ولكن ظهر...أولادهم بين الكفار, فلم يعرفوا إسلاماً, فأصبحوا مع من هم بين أظهرهم مشركين, وكفاراً, وملاحدة, ولا دينيين, أو نصارى, أو ما أشبه ذلك, وهذه مفاسد الإقامة بين المشركين, فإنه لو تمسك الأب الذي يعيش مع الكفار بدينه, وحافظ على إسلامه, لم يتمسك ولده, وولد ولده, وهلم جراً.[1/435]
علاج المسحور:
المسحور...لو تحصن من الشياطين بالأدعية والعبادات ما ضرته أعمال السحرة, ولا قدروا عليه, وذلك لأن الأدعية والعبادات حصن حصين تمنع من وصول الضرر, ولكن لما وجد الشيطان منه فرجة دخل منها, فأوصل إليه ذلك العمل الشيطاني.
فلا يبطل هذا السحر إلا بالأذكار وبالأدعية, فعليهم أن يذهبوا للرقية إلى إنسان عابد, قارئ, مخلص, موحد, تقي, نقي, بعيد عن الشبهات, بعيد عن أكل الحرام, ونحوه, فإذا عالجه بالقرآن, وبالأدعية المأثورة, فإن عمل الشيطان يبطل _ بإذن الله .....وهذا مشاهد ومجرب, يقرأ الرجل التقي النقي آية من كتاب الله, فيبطل بها عمل الشيطان, ويبطل كل ما يتصل بالشيطان....وهناك أدعية وآيات كثيرة مجربة لإبطال هذا العمل الشيطاني, ومنها مثلاً آيات السحر الثلاث إذا قرأها الإنسان على المسحور بقلب صادق مخلص نفعت بإذن الله وآيات السحر الثلاث, هي:
الآية الأولى: قول الله تعالى في سورة الأعراف: ( {وأوحينا إلى موسى أن ألق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون * فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون * فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين * وألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين * رب موسى وهارون } ) [الأعراف:117_122]
الآية الثانية: في سورة يونس, وهي قوله تعالى: ( {فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين * ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون} ) [يونس:81_82]
الآية الثالثة: قوله تعالى في سورة طه: ( { قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى * وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى} ) [طه:68_69]
ومثلها الآيات التي فيها إحقاق الحق وإبطال الباطل, كقوله تعالى: ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) [الإسراء:81] وكقوله تعالى: ( { بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون} ) [ الأنبياء:18] وكقوله تعالى: ( {قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد } ) [سبأ:49] وما أشبهها.
وكذلك قراتي سورتي المعوذتين, فإن فيهما تعوذ من الشيطان, فإنه الوسواس الخناس, وكذلك فيهما تعوذ من السحرة, فإنهم النفاثات: ( {ومن شر النفاثات في العقد} ) [الفلق:4] وكذلك سورتي الإخلاص فإن فيهما تحقيق العبادة, والتوحيد لله, فـــ ( {قُل يا أيها الكافرون} ) فيها تحقيق العبادة, و: ( قُل هُو اللهُ أحد ) فيها تحقيق العقيدة.
كذلك آية الكرسي, فإنها جامعة شاملة لأنواع من التوحيد.
فإذا قرأ هذه الآيات مع إخلاصه, ومع عبادته, ومع ورعه وتقواه, ومع زهده وتقشفه, ومع تقلله من الشهوات, ومع بعده عن المحرمات, فإنه بإذن الله يقبل الله منه, ويحل ذلك السحر, ويبطل عمل الشيطان, لأن الشيطان لا يبقى له عمل مع الحق, والله تعالى أعلم.[2/63_64_65]
حلاوة الإيمان:
اختلف في هذه الحلاوة: هل هي حلاوة محسوسة, أو حلاوة معنوية ؟
فالقول الأول: وعليه الأكثرون أنها حلاوة معنوية.
والقول الثاني: أنها حلاوة حسية, ولعل هذا أقوى القولين: أن للإيمان حلاوة حسية.
وقد يقال: ما كيفية تلك الحلاوة الحسية؟ فنقول: وجدان نشوة في الجسم, ووجدان أريحية وفرح واستبشار وسرور بمثل هذه الأعمال, حيث يجد الإنسان في بدنه كله ارتياحاً والتذاذاً...ويبتهج بالأعمال الصالحة أعظم من الملذات الدنيوية[2/143]
فوائد مختصرة:
* اعلم أن الأماكن التي يُعصي الله فيها, إذا قصدها المطيع فإنه يفتح للعصاة الأبواب فيقتدون به, ولو كانت نيته الطاعة.[1/231]
* الجاهلية: هي الوقت الذي قبل الإسلام, وسموا جاهلية لكثرة جهلهم, أو لأن عباداتهم كلها صادرة عن جهل. [1/234]
* علامة المرائي هي: أنه إذا عمل العمل أمام الناس زاد فيه, وحسنه, وإذا عمله خالياً لم يحسنه, بل أساء فيه, والعياذ بالله...ويجب على الإنسان أن يتفقد نفسه, هل هو مراءٍ؟ وهل هو طالب لمصالح دنيوية أم لا ؟[2/238]
* الإيمان بالصفات وإقرارها كما هي, وإمرارها من غير تحريف لها, مما يزيد العبد إيماناً, ومما يحمله على الأعمال الصالحة, والله تعالى أعلم.[2/289]
* من نسب نعمة الله إلى الحول, أو القوة, أو الذكاء, أو الفطنة, ونحو ذلك من الأسباب, ونسي نسبتها إلى مسببها وهو الله تعالى مسبب الأسباب, فإن ذلك يكون سبباً في سلبها, وتكون هذه عقوبة عاجلة له في الدنيا.[2/376]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ