ورد القرآن

وهنا يأتي دور ديمومة العيش مع القرآن فعلى مدار تكرارك للآيات وتأملاتك للمعاني واستخلاصك للتجارب الإنسانية والسنن

  • التصنيفات: الزهد والرقائق -

أمام كم فاق الحصر من المدخلات التي تلج إلى منافذ الحس لكل منا على مدار اللحظة شاء ذلك أم أبى....ملمح مهم في المداومة على ورد القرآن الكريم تلاوة وتدبرا

 

لا ينفك إنسان قط عن مواجهة الابتلاءات والاختبارات التي لا تنقطع على مدار أيام عمره كلها على اختلاف درجات هذه الملمات ولا شك أن هناك عوامل عديدة تحيط بالمرء وتؤثر في تعاطيه وتكيفه وعبوديته في كل مرة يواجه فيها قدرا من تلك الخطوب، مثل عون من حوله أو مالديه من وسائل مادية محيطة تعينه بقدر أو بآخر وغير ذلك.

غير أنه مما لا شك فيه أن الإنسان في نهاية المطاف، مهما زاد ما حوله من معينات أو ندر، فالمحك الحقيقي لكل شعور أو قدرة أو تجاوز هو ما يكمن بداخل هذا الإنسان من رصيد المعاني والاعتقادات والمثبتات الداخلية التي لا يملك الوصول إليها مخلوق.

وهنا يأتي دور ديمومة العيش مع القرآن فعلى مدار تكرارك للآيات وتأملاتك للمعاني واستخلاصك للتجارب الإنسانية والسنن فكأنك تحصل منهجيتك الخاصة للعيش وتكون رؤيتك الشخصية للحياة وأحداثها وتبني مرتكزك القلبي المتفرد في مواجهة الملمات والأحداث وتعبئ مخزون فكرك وبصيرتك بالأفكار والمعاني وتعقد عليها قلبك وبصرك وكامل وعيك.

وأنت مع تلك المصاحبة المستمرة لآيات القرآن كأنك تعلي من هذا الرصيد وتزيد كل يوم في بنائه لبنة جديدة فتستحيل هذه المعاني صاحبا لصيقا بداخلك متغلغلا في أعماقك ممتزجا بروحك وجوارحك ورؤيتك لكل ما حولك ملاصقا لك واقفا في ظهرك في جميع ما تخوض من معارك مع مواطن ضعف النفس وآلام ملمات القدر وممتنا دفاعك أمام الوساوس والمخاوف.

كأنه بنيان فردي لا يملك أي إنسان قط إلا أن يعمره ويزيده على مدار الوقت واختلاف الاهتمامات، سور عال وبناء محيط لا يرتكز صاحبه إلا عليه ولا يحتمي إلا به ولا يستمد إلا منه فانظر لما تختار طواعية كل يوم وليلة أن تضيفه من لبنة في بناء قلبك وحصن عقلك وعميق فكرك فلن ينفعك في الحياة بعد لطف المولى شيئ غيره قط.

مروة محمد عطالله الشربيني