وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم

أبو الهيثم محمد درويش

الأمر أمر الله, والتدبير تدبيره, وتفاضل العباد ودرجاتهم في الدنيا والآخرة بيده, يبتلي بالسراء ليشكر العباد فإن أبوا إلا الكفران والاستكبار والاستغناء بالسراء عن الله رسبوا في الابتلاء

  • التصنيفات: التاريخ والقصص -

قال قال تعالى-:

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة (34)]

أمر تعالى الملائكة بالسجود لآدم فامتثلوا لأمر الله وأطاعوا وعصى إبليس واستكبر واختار الطريق المضاد, لما ارتفعت الأنا وعلا الاستكبار وتسيد المنطق الفاسد تصوراته.

الأمر أمر الله, والتدبير تدبيره, وتفاضل العباد ودرجاتهم في الدنيا والآخرة بيده, يبتلي بالسراء ليشكر العباد فإن أبوا إلا الكفران والاستكبار والاستغناء بالسراء عن الله رسبوا في الابتلاء, ويبتلي بالضراء ليصبر العباد, فإن رضوا وفوضوا وتعلقوا برب القوى والقدر نجحوا في الابتلاء, فالله تعالى لا يسأل عما يفعل والعباد يسألون ويحاسبون عما بدر منهم.

قال السعدي في تفسيره:

ثم أمرهم تعالى بالسجود لآدم; إكراما له وتعظيما; وعبودية لله تعالى، فامتثلوا أمر الله; وبادروا كلهم بالسجود، { إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى } امتنع عن السجود; واستكبر عن أمر الله وعلى آدم، قال: { { أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا } } وهذا الإباء منه والاستكبار; نتيجة الكفر الذي هو منطو عليه; فتبينت حينئذ عداوته لله ولآدم وكفره واستكباره. 

#أبو_الهيثم

#مع_الأنبياء