هم العدو فاحذرهم
إيمان الخولي
وبينت الآيات مكانهم ومثواهم الأخير فى الدرك الأسفل من النار هم ومن سار على دربهم إلى يوم القيامة
- التصنيفات: قضايا إسلامية -
إن الله عز وجل قد قسم الناس فى كتابه الكريم إلى ثلاث فئات:
كافِر أعلَن كفرَه ورفضَه للإسلام وكان موقفه واضحا .... ومؤمن بالله صادق الإيمان في أقوالِه وأعماله... و قسم ثالث هم شر الخلق على الإطلاقِ، آمَنت ألسنتُهم وكفرت قلوبهم، تظاهروا بالإسلام وفي نفس الوقت هم أعداؤه الألدّاء، انتسبوا إلى الإسلام ظاهريا ودبروا لأهله المكائد سرا وكانوا سبباً لهزيمتهم على مر الزمان (إنهم المنافقون ) تحدثت عنهم سور كثيرة منها البقرة وآل عمران والتوبة والحشر حتى أن فيه سورة كاملة باسمهم قال عنهم ابن القيم (كاد القرآن أن يكون كله في شأنهم) لكثرتهم فى المجتمع وللتنبيه على خطرهم فلا يستهان بهم وحتى لا ننخدع فيهم فيكونوا سبب فى بلاء الأمة إنهم أناس يعيشون معنا وبيننا تظهر علامات النفاق عليهم فى كل موقف شدة نراها من خلال حديث رسولنا الكريم يقول ﷺ: " «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر» " [رواه الشيخان] من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهمانتبين صفاته من خلال كذبه أو خيانته لمجتمعه ولدين الله أو عدم حرصه على العهود والمواثيق أو ظلمه لغيره حين يعادى ويخاصم وليس بالحق والعدل وإذا تأملنا فى كل غزوات النبى صلى الله عليه وسلم كم مرة كشف له خيانة المنافقين والتعاون مع أعداء الإسلام ضد المؤمين حتى إن الآيات تفضحهم فى قرآن يتلى إلى يوم القيامة وتبين مدى صلتهم بالكفار فقد ربطت بينهم برابط الأخوة إذ يقول الله تعالى :" { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لإِخْوَانِهِمْ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَدًا أَبَدًا وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} " [سورة الحشر 11]
وماذلك إلا لمرض فى قلوبهم جعلهم يكيدون للمؤمنين والعجيب أن الآيات ربطت بينهم فى الآخرة أيضا حيث يجمعهم مكان واحد وهو قعر جهنم لعل المسلمين يعتبروا بما وقع فى عصر النبوة وما خلفه من العصور إلى يومنا هذا فيأخذوا حذرهم من هذه الفئة فالنفاق أصبح المرض العضال الذى يأكل فى جسد الأمة يوما بعد يوما لتكاثر عدد مدعى الإسلام ومكمن الخطورة فيهم كما قال البوطى "إنهم يحاربون الإسلام باسمه ’ ويكيدون له بسلاحه ’ يتلاعبون بما فيه من أحكام باسم الإصلاح و المرونة والتمسك بروح التشريع "وقد يصل بهم الانحراف إلى الانحراف العقائدى وقد ظهر منهم الكثير من المذاهب والفرق الضالة المنحرفة عن الطريق المستقيم ويظنون أنهم يحسنون صنعا وهو ما له خطورة على المؤمنين فى كل زمان ومكان كم مرة تخلوا عن المسلمين فى أشد اللحظات خطورة مثل الانسحاب من غزوة بدر وأيضا الاتفاق مع المشركين واليهود ضد المؤمنين فى غزوة الأحزاب فضلا عن دورهم فى غزوة تبوك وكيف محصهم الله لعل المؤمنون المخلصين يعتبرون لأنه لا يكفى اليقين الصادق فى قلوبهم بالنصر لهذا الدين ولكن يجب أن يعملوا على وحدة الصف المسلم بالإنتباه والحذر للمنافقين ودراسة صفاتهم جيدا من خلال القرآن وكلام النبى صلى الله عليه وسلم عنهم وأن يكونوا حرصين على تمحيص الصف إذا ارادوا لهذا المجتمع الاستقرار ويحتذوا حذوالنبى فى التعامل معهم فان وجودهم بيننا كالسوس ينخر فى كيان الأمة متى سيأخذ المسلمين هذا الكلام محمل الجد وينتبون لهذه الفئة ؟عندما يصحون يوما على خيانتهم لأبناء أمتهم وإخوانهم فى الدين
وخطر المنافقين وتأثيرهم على المجتمعات المسلمة ليس فى العهد النبوى فقط إنما خطرهم ممتد في كل زمان ومكان لعدم التزامهم بضوابط الدين والخلق القويم , ولخفائهم وتلبيسهم على الناس , ولمعرفتهم مكامن الضعف في الأفراد والمجتمعات فعملوا عليها , ولأن فى المسلمين من يسمع لهم إذ يقول الله عزوجل :" وفيكم سماعون لهم " ، وهم من يقف خلف دعوات تحرير المرأة واختلاطها بالرجال , وتفكك الأسرة , وانحلال المجتمع المسلم فيجب أن نكشف عنهم الغطاء ويتميزوا عن سائر المجتمع حتى لا ينخدع الناس بهم ولن يكون ذلك إلا من خلال دراسة لصفاتهم من خلال القرآن فقد عرف عنهم الكذب بل والحلف الكذب أيضا استخفافا بكلمة الله وفراراً من المسئولية إذ يقول تعالى :" {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ } [ 16المجادلة]
إذا تحدثوا يعجبك قولهم يأتون بألفاظ طيبة وكلمات معسولة تظنها خيراً وصدقاً ولكنها فى حقيقة الأمر على خلاف ما تظن إذ يقول الله تعالى : " {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} ﴿204﴾ " البقرة وبينهم لنا النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث بصفات إذا تأملتها تجدها تدور فى محور واحد وهو الخيانة إذ يقول صلى الله عليه وسلم :" «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا عاهد أخلف، وإذا خاصم فجر» " فإذا عرفتم من تلك صفاته فلا تتخذوا منهم أولياء بعضهم من بعض كما بينت لنا الآيات إذ يقول تعالى :" { الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (67)" التوبة قد يقول شخصا ان هذا الشخص كيف يحدث منه هذا وهو يصلى معنا ويذكر الله تامل معى قول الله تعالى :" {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا } [142 سورة النساء] هكذا وصفهم أى أنهم من الناحية التعبدية هناك ضعف عزيمة وبالتالى تتأثر المعاملات والأخلاق أيضا فتصبح واهية بل قائمة على الخديعة وعدم الآمان وأكثر شئ يؤذى الإنسان هو أن يأمن لأحد فيطعنه فى ظهره وإنها لتشبه من زنا بحليلة جاره لذلك أعد من اعظم الذنب فى حق الله لأنه طعن فى ظهر الشخص بعد أن أعطى الآمان وهذا كله لضعف بصيرة وعدم يقين فى اليوم الىخر ألا ترى موقفهم فى الحروب والغزوات فقد كشفت الايات عن قلوب خاوية من اليقين بالله إذ قال تعالى { وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلا غُرُورًا} الأحزاب بل كم الوهَن فى قلوبهم والتأثير فى الصف المسلم أيضا إذ يقول تعالى " {وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا } [(13) " الأحزاب] لذا كان لابد قبل كل غزوة أن يتم تمحيص الصف من المنافقين حتى لا يكونوا سبب الهزيمة للمسلمين ويتوحد الصف على كلمة واحدة فلنعتبر بهذه الآيات فما تركت لنا الآيات موقف إلا وكشف ما فى قلوبهم وصفاتهم هذه هى هى فى كل زمان ومكان لا تتغير حق أن يقاتلهم المولى عزوجل إذ يقول تعالى :" {قاتلهم الله آنى يؤفكون} كما أكد على عدم قبول التوبة منهم والاستغفار لهم وبينت الآيات مكانهم ومثواهم الأخير فى الدرك الأسفل من النار هم ومن سار على دربهم إلى يوم القيامة