طالب العلم والقرآن

حسين عبد الرازق

كلما وجدتُ شخصا يريد الفقه في الدين ويلتمسُ العلم يبذل ويتعب و يجتهد في التحصيل والقراءة ويصبر على قراءة واستماع سجالات فكرية ومسائل مُثارة وكتب فكرية ونحوها

  • التصنيفات: القرآن وعلومه -

كلما وجدتُ شخصا يريد الفقه في الدين ويلتمسُ العلم يبذل ويتعب ويجتهد في التحصيل والقراءة ويصبر على قراءة واستماع سجالات فكرية ومسائل مُثارة وكتب فكرية ونحوها 
لكنّه مصروفٌ عن القرآن لا يصبر على تلاوته ولا على تعلُّمه ولا يسعد به، ولا يطلب معانيه ولا يطلبه أن يكون في صدره
بل لو قرأ شيئا منه يقرأه قراءة روتينيّة قراءة موظَّف يفكِّر متى ينتهي من ورده (لو كان له وردٌ أصلا) 
أقولُ: هذا شخص مسكين جدا واللهِ أُشفِق عليه جدا
نفسُ صرفِه عن القرآن وعدم صبره عليه وظنه أنه لمجرد البركة والثواب وليس مصدر الهدى = تلك نفسها مصيبة عظيمة..
ومِن أول و أخصّ ما أُوصي به كلَّ مَن أتدارسُ معهم علوم الشريعة وغيرهم ممن يقضي وقتا في طلب العلم، و أُشدّد عليه فيه و أُكرّره: 
أن يكون أهمَّ ما يدّخر له وقتَه و جهده ( كتابُ الله) حفظاً و فقهاً و تفسيرا
ليس ذلك لقيمته في تكوين طالب العلم فحسب،فهذا أقلُّ ما أقصده منه.


ولكن لأن كتابَ الله حياةٌ و رُوحٌ يهتدي به العبدُ لنفسه أولاً، و ينعمُ به، ويعيشُ به حياةً طيّبةً في الدنيا و الآخرة بقدر تمسّكه به 
و لا أعلمُ أحداً أجَّلَ حفظَه و الاشتغالَ به وحفظه و انشغل بغيره( آمِلاً أن يتفرّغ له يوماً ما و يُنجزَه) و تحقق أملُه
بل يصيرُ شاقّاً عليه جدا..
خيركُم مَن تعلّم القرآن وعلّمه
ونحن إنما نطلب كل العلوم لأجل القرآن 
انظر كَم تُضيّع من العمر فيما تُوقن أنّه لا ينفعُك ؟
وسل اللهَ مُصرّف القلوب : أن يُصرّف قلبك إلى كتابه.