براءة الإسلام
لم ولن يقترب عاقل منطقي سوى من الإسلام، ويرى فيه ضررًا لإنسان خُلِقَ على وجه الأرض أيًّا كان دينه أو عرقه أو جنسه، هل للإنسان فقط؟! لا بل لا يحمل الإسلام ضررًا أو مشقة، أو إساءة لأي جماد أو حيوان، أو حتى نبات أو أي شيء خلق على الأرض.
- التصنيفات: ماذا قالوا عن الإسلام - - آفاق الشريعة -
معروف أن كل دولة لها دستور ولها قانون؛ لينظم حياة الناس ويحفظ حقوقهم، وتوضع هذه القوانين لتحفظ للمواطنين عقولهم وأموالهم ودماءهم إلى آخره.
ولا يخفى علينا أن هناك من يتجاوز هذه القوانين ويرتكب أخطاءً من سحر ودجل وتضليل لعقول الناس، مرورًا بالسرقة وأخذ أموال الناس بالباطل، انتهاءً بالقتل وسفك الدماء، وهتك الأعراض.
وفى الواقع هذه الجرائم التي تُرتكب لا تقلِّل من شأن الدولة ولا القانون، ولا تدل على أن الدولة فاسدة أو أن القوانين ضعيفة وباطلة، بل تدل على وجود ثغرة ما في المجتمع أو نفسية الخاطئ، وتدل على وجود مشكلة تحتاج إلى تمعُّن ودراسة وعلاج أو عقاب.
هذا المثال ينطبق تمامًا على الدين الإسلامي، نزل الدين الإسلامي بمقاصد خمسة أساسية، وهي (حفظ الدين، حفظ المال، حفظ العقل، حفظ النسل، حفظ النفس).
والمتأمل يجد أن من له مَن يحفظ له دينه ودمه وعرضه وماله، يكون قد توفر له كل سبل الراحة والسعادة والارتقاء.
نزل الدين الإسلامي لنا لا علينا، نزل الدين الإسلامي للتيسير لا للتعسير، بدليل قول الله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، وبدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يبعثني الله معنتًا ولا متعنتًا، إنما بعثني معلمًا ميسرًا».
أثبت النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أنه بُعث لتعليم الخلق والعلم نورًا للعقل والبصيرة، وبُعث أيضًا للتيسير على الخلق، يسَّر الله على خلقه من خلال هذا الدين، فيسر على المسلمين بعبادات وقوانين وتشريعات لا تحتوي على ذرة مشقة ولا عُسر، وعلى غير المسلمين بأنهم يعيشون معنا في أرضنا ويتعاملون معنا بشرط ألا يضرونا بشيء، بُعث النبي صلى الله عليه وسلم بدين تحيته السلام.
عندما يفعل شخص ما جريمة ما يُسأل فاعل الجريمة، لا الدولة ولا قوانينها، وعندما يفعل مسلم جريمة ما يُسأل فاعل الجريمة لا الإسلام، الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وطالما عُرفت محللات الإسلام ومحرماته، إذًا هو غير مسؤول عما يقترفه البعض من أخطاء.
لماذا تحملون الإسلام ذنب الإرهاب وأفعاله؟... يُسأل الإسلام عما يحمله تجاه العالمين، لا ولم ولن يقترب عاقل منطقي سوى من الإسلام، ويرى فيه ضررًا لإنسان خُلِقَ على وجه الأرض أيًّا كان دينه أو عرقه أو جنسه، هل للإنسان فقط؟! لا بل لا يحمل الإسلام ضررًا أو مشقة، أو إساءة لأي جماد أو حيوان، أو حتى نبات أو أي شيء خلق على الأرض.
الإسلام دين كامل الأوصاف، أُنزل على رسول معصوم شهد له أعداؤه وأحبَّاؤه بالصدق والأمانة والعقل والرحمة، وأُنزل من إله كامل حاشاه أن يخطئ أو ينسى.
كتب على نفسه الرحمة
___________________________________
الكاتب: محمد مصطفى الأسيوطي