لما عشنا متنا
أحمد قوشتي عبد الرحيم
فما أعجب حال الدنيا ، وكم ترى فيها من أناس يظلون طوال عمرهم في ركض شديد خلف تحصيل العيش ، والضرب في الأرض ، فإذا جمع الواحد منهم ما يكفيه ، وآن وقت الراحة والاستمتاع بما ادخر ، تكاثرت عليه الأوجاع
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
( لما عشنا متنا !! )
هذه الجملة العجيبة قالها القاضي عبد الوهاب أحد أعلام المالكية الكبار ، وقد عاش جل حياته في بغداد وكان في فقر شديد وضيق حال، ثم إنه ترك بغداد ورحل لمصر ، وهناك أقبلت عليه الدنيا واتسع حاله جدا واغتنى بعد طول إملاق وعوز ، واشتهى طعاما ما فأكله فكان سبب موته ، ولما حضرته الوفاة قال " لا إله إلا الله، لما عشنا متنا "
فما أعجب حال الدنيا ، وكم ترى فيها من أناس يظلون طوال عمرهم في ركض شديد خلف تحصيل العيش ، والضرب في الأرض ، فإذا جمع الواحد منهم ما يكفيه ، وآن وقت الراحة والاستمتاع بما ادخر ، تكاثرت عليه الأوجاع ، وما صار يهنأ بلقمة ، وربما فجأه الموت وقد جهز دارا فخيمة فلم يسكن فيها يوما ، ولما أراد أن يعيش مات ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يؤمِّل دنيا لتبقى له
فوافى المنيَّة قبل الأمل
حثيثا يروي أصول الفسيل
فعاش الفسيل ومات الرجل