مجربات !!
أحمد قوشتي عبد الرحيم
لكن بعض الناس يضيقون معناها الواسع ، حينما يظنون أن العوض محصور فقط في أمور مادية عاجلة ، مثل المال أو الصحة أو الوظيفة أو تيسر أمور الدنيا عموما .
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
- من رغب عن العمل لوجه الله وحده : ابتلاه الله بالعمل لوجوه الخلق، فرغب عن العمل لمن ضره ونفعه وموته وحياته وسعادته بيده، فابتلي بالعمل لمن لا يملك له شيئا من ذلك.
- وكذلك من رغب عن إنفاق ماله في طاعة الله ، ابتلي بإنفاقه لغير الله وهو راغم.
- وكذلك من رغب عن التعب لله ، ابتلي بالتعب في خدمة الخلق ولا بد.
- وكذلك من رغب عن الهدي بالوحي، ابتلي بكناسة الآراء وزبالة الأذهان، ووسخ الأفكار.
فليتأمل من يريد نصح نفسه وسعادتها وفلاحها هذا الموضع في نفسه وفي غيره "
مدارج السالكين لابن القيم 1 / 184 .
من القواعد العظيمة المطردة التي دلت عليها نصوص الشرع ، وحقائق الواقع ، وتجارب الخلق :
أن « من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه»
لكن بعض الناس يضيقون معناها الواسع ، حينما يظنون أن العوض محصور فقط في أمور مادية عاجلة ، مثل المال أو الصحة أو الوظيفة أو تيسر أمور الدنيا عموما .
وصحيح أن تلك الأمور قد تحصل لبعض الناس ويرون أثرها العاجل هنا في الدنيا جزاء ما تركوه ابتغاء وجه الله ، لكن يبقى أن العوض - كما نبه أهل العلم - أنواع مختلفة ، منها المادي ومنها المعنوي .
وأجل ما يعوض به الرب عبده الذي ترك شيئا ابتغاء وجهه : المعرفة الحقة بالله ، وأسمائه وصفاته وأحكام دينه ، ومحبته سبحانه ، وطمأنينة القلب به والاستغناء به عن كل ما سواه ، والرضا به ربا وبرسوله نبيا وبالإسلام دينا ، وقوة القلب ، ونشاطه ، وفرحه ، والبركة في العمر ولو قصر زمانا ، وذاك كله من النعيم المعجل ، ورحمة ربك خير مما يجمعون .