بين نظرية: داروين والخنفشار

إياد قنيبي

كثيرين يقرأون قِصّةً مشابهةً تمامًا ولا يضحكون؛ إنَّها قصّةُ داروين في كتابه (أصْلُ الأنواع) تَحْت عِنوان: "حوْل عَدَم اكتمال السِجلّ الأُحْفوري

  • التصنيفات: النهي عن البدع والمنكرات -

يُحكَى أَنَّ رَجُلًا لبِسَ لِباس العُلماء، ثُمَّ جاء إلى قَريةٍ وقال للنّاس: "اسألوني فيما شِئتم وأنا أُجيبُكم".

وبالفِعل، ما سُئِل سُؤالًا إلاّ أجاب، وبشيءٍ من التفصيل، حتَّى شكَّ الناس أنَّه يُؤلِّف أيَّ جَوابٍ من عندِه.

فقالوا: تعالَوا نسأله عن شيءٍ افتراضيّ نَخترِعُه، وَلْنُسمِّه (الخُنْفُشَار).

فَجاؤوهُ وقالوا: عالِمَنا الجَليل، ما قولك في الخُنْفُشار؟

فقال: نَعَم، الخُنْفُشَار نباتٌ يَطلُع في أطراف جِبالِ اليمن، إذا أَكلَته الإبلُ انعقدَ لَبنُها، حتّى قال الشاعر اليمنيُّ الكبيرُ:

لقد عقَدَتْ محبَّتُكم فُؤادي كما عَقدَ الحليبَ الخُنْفُشَارُ

 

من سيستطيع أن يُثبِت خَطأ نَظَريّة هذا الشّيخ "الخُنْفُشاريّ"؟

من سيستطيع أن يَذهَب إلى أطرافِ جِبال اليمن كلِّها ويُثْبِتَ أنّ الخُنْفُشَار غَيْر موجود؟

أنا ما أخبرتُ أحدًا بهذه القِصّة إلاّ ضَحِك، ولكن الغريب أنّ كثيرين يقرأون قِصّةً مشابهةً تمامًا ولا يضحكون؛ إنَّها قصّةُ داروين في كتابه (أصْلُ الأنواع) تَحْت عِنوان: "حوْل عَدَم اكتمال السِجلّ الأُحْفوري"!